منك البداية يا سيد الأحرار، عرفنا كيف نسلك طريق الحق ثابتين على نهجك. تعلمنا معنى الثبات حين تُشهر بوجوهنا السيوف والرماح.
قسماً باسمك يا حسين، ليس للخوف مكان في قلوب شيعتك حين يهتفون يا حسين، تأتيهم الشجاعة كأنها تنهال عليهم من السماء، فيتحول الشيعي الى بركان ثائر والى قلعة حصينة والى سيف بتّار لا ينكسر.
يأتونك يا سيد الشهداء من مختلف البقاع، فقراء وبسطاء وأغنياء ومثقفين ومن كل الأصناف، تجمعهم رايتك يا حسين. يضمّهم حبك يا ابن الزهراء. يوحدّهم نهجك يا ابن عليّ.
جراحك تنزف في قلوبنا، لا ينقطع الدم منها. ضمدّناها بطبّ الدنيا كله، لكنها تنزف، حتى صرنا نُعرف بها، وحتى عشقناها، فما أشهى النزف حين يكون على درب الحسين.
مسكنا الجمر على حبك فصار ثلجاً. دسنا الأشواك نحوك فوجدناها حريراً ناعماً. واجتزنا جدار الموت المنصوب على طريقك، فكان لنا الحياة بطولها وعرضها.
رضيعنا يكبر باسمك، يهتف (يا حسين) قبل صرخته الأولى، وعندما يحين الفطام يهتف (لبيك يا حسين).
نحن أمةٌ لم يكسرها الدهر. عجزت طواغيت الأرض عن ثني أرادتنا. صارعها الزمن بأقسى رجاله، فاردته صريعاً. بحبّك يا أبا الأحرار لا ينكسر الشيعي. على دربك يا حسين لا ينخدع الشيعي. أنت منارة الوعي الكبرى، يراها الشيعي حتى لو اقتلعوا عينيه.
لا أحتاج الى سنوات العمر حين أطوف بضريحك. لا أحتاج الى الدنيا حين أهتف باسمك. تكفيني لمسة خفيفة من شباك قبرك يا حسين. حسبي من الدنيا أني مشيتُ في زيارتك متلهفاً أقطع الخطوات بشوق الأعمى الى إبصار النور.
سليم الحسني