البث المباشر

خمس قصائد حسينية حزينة بمناسبة شهر محرم الحرام وواقعة عاشوراء المفجعة

الإثنين 8 أغسطس 2022 - 18:24 بتوقيت طهران
خمس قصائد حسينية حزينة بمناسبة شهر محرم الحرام وواقعة عاشوراء المفجعة

(١)

زال الطغاة وظلَّ ذِكرُكَ خالدٌ

_____
دُم يا حسين ُ بمجدِكَ الوضاءِ
فلكُ الخلودُ بيومِ عاشوراءِ

ودمُ الشهادةِ كربلاءُ ضحيةٌ
نُحِرَتْ وكانتْ معدِنَ العلياءِ

زالَ الطغاةُ وظلَّ ذِكرُكَ خالدٌ
ولواءَ عاشوراءَ في استعلاءِ

وبَنو العقيدةِ تستمِدُّ مِن الهدى
في كربلاءَ طريقةَ الشُّرَفاءِ

نهجٌ تشرَّبَ بالنقاءِ مسيرةً
هيهاتَ يقبلُ فِعلةَ اللُّعَناءِ

يا ذاكراً عَطَشَ الحسينِ محاصراً
وفِخارُهُ صرعى على الرمضاءِ

يأبى الخنوعَ ومَنْ يُريدُ هوانَهُ
وعيالُهُ تبكي على الشهداءِ

أقِمِ العزاءَ بكلِّ حزنٍ هادرٍ
وابكِ الحسينَ رسالةً بِوَلاءِ

وتذكَّرِ السبطَ الكريمَ مُجدلاً
يلقى المنونَ بطعنةِ الطلقاءِ

لكنّهُ والجيشُ حِقدٌ ضارِمٌ
للهِ يدعو بارئَ الآلاءِ

يدعوهُ يا ربّاهُ إنكَ عُدّتي
في كلِّ خطبٍ غادرِ وبلاءِ

زدْ يا إلهي مَنْ يصُونُ جهادَنا
عبر الزمانِ بهمَّةٍ وإباءِ

لبيكَ يا راعي الرّسالةِ والإبا
أنعِمْ جواباً سيدي وبهائي

ها هم جنودُ اللهِ ترفعُ عالياً
راياتِ عاشوراءَ في الأرجاءِ

وتُعاهدُ اللهَ العظيم على الفِدا
وإزالةِ الطاغوتِ والبغضاءِ
___

(٢)
ونساءُ أحمدَ لاطماتٌ هاربهْ
___

حزنٌ أناخَ بأرضِ مكّةَ قاطِبَهْ
وبقاعُ طيبةَ والمدينةِ غاضِبهْ

بئسَ الشقاةُ تسوّروا سبطَ الهُدى
بجيوشٍ أجتمعتِ عليهِ مُحارِبَهْ

قصَدُوا النبيَّ بقتلهِ وصحابِه
وجَنَوا على الإسلام قتلاً نائبَهْ

ثاراتُ بـدْرٍ أَجّجتْ أضغانَهم
فعبادةُ الأصنامِ باتَتْ خائبَه

تبّا لهم أخدانُ فسقٍ شأنُهم
حُبُّ القِيانِ واُمسياتٌ صاخبَهْ

ثار الإمامُ السبطُ ينصُرُ دينَهُ
وتراثَ أحمدَ أن يصونَ مَطايِبَهْ

فاستنْفرَ الطلقاءُ كُلَّ فُلولِهِم
بلْ انكروا الدينَ الحنيفَ وصاحِبَهْ

وتعمّدوا قتلَ اْبنِ بنتِ نبيّهم
قتلاً يفوقُ بَشاعةَ المتكالِبَهْ

يا ساقياً ماءَ الفراتِ أَعاذِبَـهْ
ْهـلاّ سقيتَ الأكرمينَ مشارِبَهْ

شَربُوا الحُتوفَ بِكربلاءَ ظَوامياً
وتوسّـدُوا الرَّمْضاءَ أرضَاً لاهِبَهْ

بَغْياً سَقَوهُم بالرِّماحِ ضَراوَة
زادتْ على العطَشِ الأليمِ مصائِبَه

ما هكذا أجرُ الرسولِ محمدٍ
ويلٌ لكلِّ القاتلينَ أقارِبَـه

ْهذا الحسينُ حفيدهُ وحبيبُهُ
عطشانُ ينظرُ بالأنينِ حبائبَهْ

والنارُ تُضرمُ في خباءِ محمدٍ
ونساءُ أحمدَ لاطِماتٌ هارِبَهْ

هم ناوأوا وُدَّ النبيِّ عقيدةً
في آلِهِ بِخِضمِّ حربٍ ناشِبَـهْ

تركوا الديارَ وفَخرَها في يَثربٍ
وبُيوتَ قرآنٍ وعَينـاً راقِبَـهْ

فرماهُمُ الطلقاءُ سَهمَ عَدَاوَةٍ
جعلتْ مرابِعَنا مقاتِلَ صاخِبَهْ

قذَفُوا الحسينَ وآلـَهُ بحُقُودِهِمْ
يَبغونَ ثـاراتِ المواضِي الناعِبَهْ

صبراً رسولَ الله كُنتَ غريمَهُم
في كربلاء وزمرةِ المتهارِبَهْ

شهِدَتْ بذلكَ تُرّهاتُ سقيفةٍ
ورزيةٌ عصفتْ علينا ناكِبهْ

منعَ العُصاةُ كتابَةً تَهدي الورى
يومَ الخميس فيا لها مِنْ نائِبهْ

صَلَّى عليكَ اللهُ طهَ المُصطفى
أبداً تُباركُ للمُنيبِ مكاسبَهْ

وعلى التُّقى أهليكَ آلِ محمد
فُهُمُ الضياءُ إذا تبِعْتَ كواكِبَهْ
___

(٣)
جعلُوا كربلاءَ كعبةَ عِشقٍ
___

أجهَشَ القلبُ والحَشَا باضطِرابِ
فلقد هاجَ للحُسينِ صَوابي

أتُرى استوطنَ العُيُونَ بُكاءاً
أم تُرى حُزنُهُ مَعينُ انتحابِ

إنّه السِّبطُ للقُلُوبِ نقاءٌ
يُبلِغُ الوالهينَ خيرَ المَآبِ

فهو الطُهْرُ والشهادةُ نهجاً
لا يُجاري خديعَةَ الكذّابِ

جاهدَ الزُّورَ يومَ قادَ انقلاباً
بالقناطيرِ والأذى والشِّغابِ

فتصدى لهُ الحُسينُ مُعِيداً
نهجَ طه وسُنّةَ الأطيابِ

قال : إني أنا الحسينُ إمامٌ
لستُ أرضى بِذلَّةٍ وانسحابِ

نحنُ آلُ العَبا وبيتٍ رفيعٍ
آلُ طه والمُرتضى الوَثّابِ

ويزيدٌ من آلِ حربٍ ورِجسٌ
يتحرَّىَ طريقةَ الأنصابِ

دينُهُ العِهْرُ والفجُورُ وخَمْرٌ
وانتهاكُ المَحارمِ الأقرابِ

ناهَضَ الوَحيَ كافِراً بازدراءٍ
جاهِراً بالعِداءِ والإغتصابِ

ليسَ يَرضى بذا الحُسينُ وَصِيَّاً
ينصُرُ اللهَ عارِفاً بالكتابِ

قاوَمَ الجهلَ والمُروقَ جُنُودَاً
في ثرى كربلاءَ أرضِ الصِّعابِ

فأتَتْهُ الجيُوشُ مِن كلِّ صَوبٍ
واستهابَتْ ثباتَهُ باجتنابِ

كيف لا وهو الهَصُورُ غَيُوراً
ومنارُ الهُدى مِنَ الإرتيابِ

رابطُ الجأشِ في الوغى حيدريٌّ
حسَنِيٌّ مُحمديُّ الخطابِ

يطلُبُ الماءَ في خِضَمِّ الرَزايا
وهو حقُّ المجاهدِ المِضرابِ

بيد أنَّ العِدى سَقَوهُ نِبالاً
زادَ عِبئاً على حَرُورِ اللُّهابِ

يا لِهَولِ المُصابِ فالسِّبطُ فَردٌ
وَسْطَ جيشٍ مُدجَّجٍ صَخّابِ

لم يُراعِ لِسبطِ أحمدَ إلّاً
وهوَ أهلُ التُّقى ونَبعُ الثوابِ

قتَلُوا قبلَهُ البَنينَ بُدُوراً
وأَخاه الحبيبَ حامي الحِجابِ

قتَّلُوا الذائدينَ عن بيتِ طه
وهُمُو صفوةُ الكُماةِ الصِّحابِ

وبناتُ النبيِّ طُرّاً تُنادي
واعليّاهُ يا شديدَ الضِّرابِ

أُترُكِ القبرَ وامتطِ الرِّيحَ غَوثاً
فالأعادِي ارتَدَوا لَبُوسَ الذِّئابِ

مَنَعُوا الماءَ قطَّعُوا الشِّبلَ إرْباً
وهو شِبْهُ النبيِّ زينُ الشبابِ

سلبُوا القائدَ الشريفُ رِداءً
فكسَاهُ المَولى أدِيمَ التُّرابِ

وابنةُ الأطهرينَ زينبُ تدعُو
يا إلهي هَوِّنْ علَيَّ مُصابي

هو ذا العابدُ الحُسينُ فِداءٌ
فتقبّلْ – ربّي- عظيمَ القرابِ

إنهُ قِمَّةُ الوفاءِ لِدِينٍ
شادَهُ أحمدٌ بكلِّ اغترابِ

فوقاهُ السِّبطُ الشهيدُ وصَحْبٌ
يَومَ عاشُورَ بالضَّنا والرِّقابِ

جعلُوا كربلاءَ كعبةَ عِشقٍ
ومَطافاً لكلِّ حُرٍّ مُحابِ
___

(٤)
ألا يومُ عاشوراءَ نبراسُ أمَّةٍ
___

على نائباتِ الطفِّ أجزَعَنِي الدهرُ
فقد غالَ آلَ البيتِ والمرتضى الغدْرُ

لَقَتْلُ ضَنا الزهراءَ أجَّجَ أدمُعِي
ففاضَ بها خَدِّي وهاجَ لها الشِّعْرُ

هناك بِأرضِ الكربِ حُورِبَ عِترةٌ
تقدَّمَهُمْ سِبْطٌ هو الزُّهدُ والطُّهْرُ

وكانَ عظيمَ الشأنِ عندَ محمدٍ
فمنِّي حُسينٌ قولُ طهَ له فَخرُ

وقال : أنا مِنْ ذا الحسينِ عقيدَةً
فأعظِم بهْ قُرباناً يُخلِّدُهُ الدَّهْرُ

فيا مهجةَ القلبِ انزُفي وتفجَّعِي
على كبِدٍ يغلي وقُدّامُهُ النهرُ

حسينٌ بعاشوراءَ جاهدَ سُلطةً
أرادتْ مِنَ الاسلامِ ما لُبُّهُ قِشْرُ

وقد خاصمتْ آلَ النبيِّ ضغينةً
يُسيِّرُها وغَدٌ وجلّادُها “شِمْرُ “

ولكنَّ آلَ البيتِ سَنُّوا صلابةً
وكانَ أبو الأحرارِ نوراً لِمَنْ بَرُّوا

ألا إنّ أبنـاءَ الرَّسولِ مُحمدٍ
أنارُوا لنا دربَ الثَباتِ وهم بَـكْـرُ

فهُم ترجمانُ الوحيِ قُرآنِ ربِّنـا
وليس كما زيدٌ تـأوَّلَ أوعَـمـرُو

ألم تـرَ كيف السبطُ الشهيدُ بكربلا
قضى ظامِئاً والتَفْدِياتُ هي النَحْـرُ؟

وكانَ بِذا نهجَ الفداءِ بصائراً
تجودُ يساراً بل يَلينُ بها العُسْرُ

فآلُ رسولِ اللهِ طُـرّاً مَآثرٌ
قرابينُ إصلاحٍ وهمْ للهدى الفَجْرُ

بَنو فاطمٍ صانُوا الذِّمارَ أكارِمَاً
فقد ثبَّتوا الدينَ القويمَ وهم نَذْرُ

وأنصارُهُم ركبٌ يَسيرُ بهَدْيِهِمْ
الى غايَةٍ يمضي بها العُسرُ واليُسرُ

فلا دولةٌ للظالمينَ وبطشِهِم
وثمَّةَ صِنديدٌ يلوذُ بهِ الصَّبْرُ

سلامٌ على مِيقاتِ أحمدَ نهضةً
تجلَّتْ بعاشوراءَ قائدُها البَدْرُ

فها هو ذا نهجُ الحسينِ مَسيرةٌ
على وهَجٍ عِبرَ الزمانِ لَهُ الذِّكْرُ

ومازالَ مِعطاءً يُقُودُ حُشُودَنا
ويَنصُرُهُ الرحمنُ خالِقُنا البَرُّ

ألا إنَّ عاشوراءَ نبراسُ اُمَّةٍ
بأكنافِها تسمو الأغاريدُ والفخْرُ

لها مِنْ فداءِ الطفِّ أعظمُ عِبرةٍ
تُعلِّمُها أنَّ الحسينَ هو النّصرُ
___

(٥)
منَعُوهُمُ المَاءَ الفُرَاتَ فظاظةً
___
عادتْ إلينا كربلاءُ مِدادا
فالعينُ تهتِفُ بالدُّموعِ حِدادا

عادَ الحسينُ مُضمّخاً بدمائهِ
يستنصِرُ المتحفِّزينَ رَشادا

ويَقولُ : أينَ الناصرُونَ حقيقةً
بل أين مَنْ يحمي الذِّمارَ جِهادا

يَحمي ثغورَ الدينِ من أعدائهِ
ويصُونُ مِيراثاً غدا إفرادا

يروي المودَّةَ بالفِداءِ وِقايةً
كي لا يَعيثَ الظالمون فسادا

جاءَ المحرَّمُ بالعزاءِ مصائباً
نزلَتْ بآلِ محمدٍ أَحقادا

حيثُ الحَسينُ وآلُهُ وصِحابُهُ
في كربلاءَ تقتَّلُوا أَمجادا

وجُيوشُ أعداءِ الرسالةِ سُؤلُهُمْ
ثاراتُ كُفّارٍ قَضَوا أَفنادَا

قد أنكروا الدينَ الحنيفَ ونَبعَهُ
وعَدَوا على آلِ النبيِّ شِدادا

منَعُوهُمُ المَاءَ الفُرَاتَ فظاظةً
وقَساوَةً قد فطَّرَتْ أكبادَا

وبناتُ طهَ في الخِباءِ ذواعِرٌ
ويَصِحْنَ أينَ محمدٌ إنجادا

أينَ البتولُ واينَ حيدرةُ الحمى
اين الذين بحِصنهِم نتفادى

للهِ نَشكُو اُمَّةً غدرَتْ بنا
وتجهالَتْ مَعروفَنا أَضدادا

أوَ مثلُ زينبَ تستغيثُ مرُوعَةً
وهي المَصُونُ فحُوصِرَتْ أَجنادا

أوَ مثلُ زينِ العابدينَ مُكابِدٌ
وهو المؤمَّلُ قائداً سَجّادا

أوَ مثلُ سبطِ مُحمدٍ يَرِدُ الرَّدى
عطشانَ وهو يقارِعُ الأوغادا

واحسرتاهُ على قُرابةِ أحمدٍ
نُحِرُوا ولم تُرْعَ المودَّةُ زادا

في يومِ عاشوراءَ ماتُوا شُهَّدَاً
بكتِ السَّماءُ عليهِمُ أسيادا

بدأتْ مَصائبُ آلِ بيتِ محمدٍ
مِنْ يومِ أنْ تُرِكَ الوَصيُّ عِنادا

فتلاقَفَ الحُكْمَ العُصاةُ تجَنِّياً
يا بئسَ مَنْ منعَ السُّراةَ وِداداً

 

بقلم الكاتب والإعلامي: حميد حلمي البغدادي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة