وإن الإنسان المؤمن يستوحي من تعاليم القرآن الكريم حيثيات مواجهته للمواقف وبالتالي يعود إلى القرآن كلما واجه تحدياً في الحياة.
وإن التدبر في القرآن الكريم يعطي للمؤمن البصيرة والرؤية الثاقبة واستقراء لفهم الأحداث المعاصرة.
وعلي سبيل المثال مسلم بن عقيل ذهب رسولاً إلى الكوفة ليبلغ أهلها برسالة من الحسين بن علي (ع) وإنها الشخصية التي تعرف في زماننا هذا بالسفير المختار.
وما حدث لمسلم سلام الله عليه الذي كان ينوب عن الحسين بن علي (ع) ولديه تمام الاختيار بالنيابة عن إمامه ينطبق علي مضامين سورة "يس" حيث تتحدث عن كيفية تعامل الناس مع الأنبياء.
وجاء في الآية 14 من سورة يس المباركة المباركة "إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ" حيث نزلت في شأن مخالفة ثلة من الناس للرسل وإعلان رجل عن إيمانه بهم ثم قتله على يد المشركين.
والقصة التي تشير إليها الآية السالفة الذكر تطبقت في واقعة الطف وتوحي برؤية قرآنية تجاه ما حدث لمسلم بن عقيل (ع).
وإن الأنبياء (ص) عندما دعوا الناس إلى الإيمان رفض الناس جميعاً ذلك حتى خرج رجل ليخالف الموجة ويؤمن ولكنهم قتلوه بعد أن كسر حاجز الإيمان لديه وأدخل الشك على كل من كفر بهم.
وهذا ما حصل لمسلم في الكوفة حيث دعا الناس إلى الاصطفاف مع الإمام الحسين (ع) ولكن لم يتقدم من يكسر حاجز الإيمان و يحث الناس على قبول الدعوة.