البث المباشر

إليك يا حبيبي يا حبيب الله المصطفى

السبت 26 يناير 2019 - 11:41 بتوقيت طهران

الحلقة 83

صلى الله عليك يا حبيب الله، يا صفي الله المصفى، يا من اختاره الله منذ الازل حبيباً اثيراً، اشتق نوره من نوره واسمه من اسمه، فكان من بعد ضياء العالم.
وسراج الله المنير، صلى الله عليك يا صاحب المقام المحمود، صلى الله عليك يا صاحب الوسيلة المبتغاة الى الله، صلى الله عليك وعلى آلك الهداة، يا باب الله الذي منه يؤتي ويا وجه الله الذي اليه يتوجه الاولياء، صلى الله عليك وعلى اهل بيتك، ايها الفاتح لكتاب العالم والباقي في آخر كلمات الوجود، صلى الله عليك يا اول الانبياء في خلقته النورية المقدسة ويا آخر الانبياء بعثة على الارض، صلى الله عليك ايها الرسول الشاهد البشير النذير، الداعي الى الله بأذنه يا صاحب الكتاب المبين، من ذا يذكرك يا حبيب الله وصفيه ثم لا يصلي عليك وعلى آلك كما امرت. الذات الالهية الاحدية القدسية في غيب الغيوب تصلي عليك صلاتها التي لا تحد لانها صلاة في حرم الله الا قدس حيث ما ثمة صباح ومساء، نصلي عليك الصلاة التي شرفها الله بالصلاة عليك، صلى الله عليك وعلى اهل في الاولين، صلى الله عليك وعلى آلك الشهداء في الاخرين، صلاة تزيد ولا تبيد، صلاة تليق بمقامك المحمدي الرفيع.
جئت يا سيدي الى هذا العالم بشراً من اب وام هما للاله من الساجدين، تقلب نورك يا حبيبي وهو من نور الله القدسي في اصلاب الانبياء والاوصياء والاولياء عبر حقب الزمان، وكان الله جل جلاله يدخرك للزمان الاخير الخاتم لازمنة الدنيا ويراك بعين الرعاية والصون وانت تتحدر من تلكم الاصلاب الشامخة وهاتيك الارحام المطهرة وتقلبك في الساجدين، فقيراً جئت الى الدنيا يا سيدي يا رسول الله حين حان الميقات القدسي لظهورك في هذه الارض وريثاً‌ لانوار الانبياء السابقين الكرام (عليهم السلام) وراثة الاصل للفروع، وراثة مشتقة من وراثة الله للعالم اربعين عاماً سلخت يا سيدي من الزمان المكي فقيراً وحيداً غريباً وناس الزمان المكي يومئذ ضلال في حيرة قد استهوتهم الاهواء فغذوا مللاً متفرقة وطرائق مشتتة حتى اذن الله تعالى اليك ان تظهر للناس في مقام الرسول الالهي الى العالم وانت يا حبيبي في كمال الاربعين، ابتدأت يا سيدي في حياتك الشريفة رحلة الهداية والتبليغ وهي رحلة المشاق والمكابدات الطويلة مع اهل الارض، ان اشياء خطيرة بدأت تقع على ارض الانسان المظلمة هذه، حكى كتبة التاريخ ان اربع عشرة شرفة من شرفات ايوان كسرى قد تهدمت لحظة‌ انبثاق النور المحمدي على الارض وخمدت نار المجوس وقال اهل السماء ان الشهب الراجمة ابتدأت مهمنها الجديدة، لقد بدأت ترجم الشياطين الذين يريدون الصعود الى الملأ الاعلى استراقاً من بين الملائكة للسمع ، لقد حبس الشياطين قاطبة لدى المبعث المبارك في طبقة الجو الارضي وما عادلهم الى اسرار السماء من سبيل. ان صفحة جديدة من تاريخ الكفاح التوحيدي الجليل بدأت بك يا رسول الله وان الغد المتورد السعيد الذي تريده للبشرية ها انت تبشر به ولكن دونه مشقات الاهوال، وهي المشقات التي خطوت من خلالها يا حبيبي خطوات النبي المجاهد العظيم، او لست انت يا رسول الله الذي قلت وانت في تخوم الكفاح الشريف «انا محمد واحمد»، «انا رسول الرحمة»، «انا رسول الملحمة»، «انا المقفي والحاشر بعثت بالجهاد»، لقد حملت ايها الامام المبين الى الناس في العالم الكتاب الالهي المبين فرقاناً بين الحق والباطل ورسالتك الهادية الشريفة يا حبيبي يا رسول الله هي من سنن الله جل جلاله في خلقه لا يفكهم حتى يؤتيهم البينة حتى تكون الله ابداً الحجة البالغة وبينة الله العظمى الكاشفة لمعنى الوجود والتوحيد هي انت يا صفي الله وحبيبه، «لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ، رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً، فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ».
الطريق الى المعاني الحقيقية في العالم مغلق امام البشر، اما العقل اذا كان معافى فلا يمد الى بالمعاني الضرورية العامة وهو بهذا الامداد رسول الله الباطن الى الانسان ما ثمة من يتقدم امام البشرية حاملاً مشعل الحق في الطريق المظلم الطويل الارسل الله واوصياءهم الكرام، وانت يا رسول الله من الانبياء الطليعة الرشيدة الرائدة كاشفاً هادياً تري الانسان الرؤية الواقعية وتبصره البصر النافذ البعيد، الخطوة المصيرية الضرورية ان يخطو الانسان بنور النبي من ارض الظلمات الى افاق المعرفة النورية وفي النور المحمدي يغدو الانسان قادراً على الرؤية الطليقة المنزهة يرى امسه وحاضره وغده، يرى من اين وفي اين والي اين، يرى المبدأ والمعاد وسيرته المتألهة بين المبدأ والمعاد.
تعلمنا من صحفك المطهرة المشرقة بالكتب القيمة يا رسول الله ان لابد للانسان ان يعود الى الحق الذي انبثق في اول الخليقة من بين يديه كما تعود القطرة الى المحيط وتلك لها هي السعادة المطلقة وسكينة القرار المأمون، وتعلمنا من فرقانك يا صفي الله ان اولاءك العتاة الجهلة المعاندين انما يعاندون كلمتك الشريفة ويحاربون صوتك الحبيب اندفاعاً من خنادق الجهل والانكار، ينكرون نظرياً او عملياً او كليهما سفر العودة الاخروية المحتومة ما في قلوبهم بضرورة الرجوع الى الله مرة اخرى من ايمان فينكرون من ثمة رسالة الرسول، ان الرجعى الى الله وهي الهدف الانساني الاعظم لابد لها من طريق تسكله البشرية للرجوع والطريق بلا دليل هادي كلا طريق، وما ثمة غير الانبياء واوصياءهم (عليهم السلام) من دليل خبير ومن هادي عارف بأسرار الطريق.
انك يا سيدي العظيم لتخرج الناس من ظلمات انفسهم وتصوراتهم الى نور المعرفة الالهية الساطعة تخرجهم الى صبح ولاية الله بعدما عكفوا جاهلين على اوثان الولاية للجبت والطاغوت وللجبت صورة متكاثرة وللطاغوت مظاهر متناثرة منها ما هو معلن صريح ومنها ما هو خفي مكتوم ومنها ما هو اخفى يدق على النظر ويستعصي على التشخيص الا بنور الله الذي يموج في صحفك القلبية وفرقانك الفصل يا نبي يا حبيب الله.
انها الرحمة الالهية المواجة في قلبك هي التي تريد لتنقذ وتريد لتهدي البشرية الى صراط العزيز الحميد قبل ان تفوت الناس الفرصة الوحيدة النفيسة في عمر الانسان العاجل القصير، وانت يا سيدي الرحمة الرحيمة‌ والرأفة الفياضة انه الله تعالى ربك الحبيب من قال لنا عنك «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ» صدق الله العلي العظيم.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة