ذكر مسقط رأسه مدينة أصفهان وكذلك مدينة تبريز، كان أبوه تاجراً هاجر في عهد الشاه عباس إلى اصفهان وأقام هناك، فولد صائب بقرية عباس آباد من توابع اصفهان عام 1010هـ/ 1592 الميلادي.
بعد أن أمضى مقدمة شبابه في الدراسة واتقان العلوم، سافر إلى الهند وفي سنة 1034 هـ ، وقيل سنة 1036 نزل في كابل حيث كان موضع تقدير حاكمها "ظفر خان" ثم ذهب إلى بلاط "شاه جهان" واقترب منه ومدحه في شعره وحظي لديه بمكانة مرموقة فلقبه بمستعد خان.
وأقام في الهند ست سنوات كما قال "مضت ست سنوات منذ رحلتي من اصفهان إلى الهند، اذ جعلت العزم مطيتي".
في سنة 1042 هـ، طلب والداه العودة إلى أصفهان فعاد من الهند ونزل في أصفهان، وعاصر السلطان الشاه عباس الصفوي الثاني.
لما ذاع صيته بلاد الهند وإيران جذب انتباه الشاه عباس الثاني اليه فقربه منه ومنحه لقب ملك الشعراء وحظي لديه بمكانة خاصة ولازمه في بلاطه وأسفاره، كما أدرك حكم السلطان سليمان الصفوي.
توفي الشاعر صائب التبريزي في اصفهان عام 1676 الميلادي ودفن فيها.
ويعتبر صائب أكبر شعراء العصر الصفوي ولأشعاره رقة خاصة وله ابيات ومقاطع عالية المعاني وكان استاذا في فن ضرب الأمثال. وهو كثير الشعر يروى أن ديوانه كان يزيد على 100 ألف بيت، ووصلنا منه نصف هذا المقدار، وشعره الغزلي عرفاني ينحو منحى الحكمة. وفي شعره شيء من الغموض في المعنى والتعبير.
ويعتبر صائب أشهر شعراء الأسلوب الأصفهاني أو (الهندي) وأكثرهم نظماً للأشعار الغزلية. فقد تحدث أكثر من أي شاعر آخر عن الأسلوب والأسلوب الهندي، وكان يدرك أهمية الأسلوب ويعلم أن الشعر هو الأسلوب. ويزيد ديوانه عن 120 الف بيت وله غزليات لطيفة.
ويمكننا مشاهدة روائع الأشعار الغزلية في العهد الصفوي وذروة فكر شعراء هذا العهد وذوقهم، في أشعار صائب التبريزي ويتضمن شعر صائب، فضلاً عن التصوف والحكمة، أغراضاً جديدة، فما يسمى بشكل عام بالأسلوب الهندي، أو الأصفهاني ، يتجلى في ألطف شكل في أشعار صائب الغزلية.
وأهم خصائص شعر صائب، توازن العناصر المختلفة المكونة لغزله.
ويدخل كتاب ديوان غزليات صائب تبريزي في دائرة اهتمام الباحثين في مجال اللغة العربية بشكل خاص والباحثين في المجالات الأكاديمية وثيقة الصلة بوجه عام حيث يقع كتاب ديوان غزليات صائب تبريزي في نطاق تخصص علوم اللغة العربية ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل البلاغة اللغوية والأدب العربي والشعر والنثر وغيرها من الموضوعات اللغوية التي تهم الدارس في هذا المجال.
ويعتبر يوم 30 حزيران من كل عام، يوم تكريم ذكرى الشاعر الكبير صائب التبريزي أبرز شعراء العهد الصفوي في ايران على الإطلاق.