وفي مقاله الذي نشره موقع "المعهد الأميركي للبحوث الاقتصادية" (American Institute for Economic Research)، ردّ الكاتب جيرالد دواير على مقال كروغمان وقال إن ما يحدث في سوق العملات المشفرة يذكره بفقاعة الإسكان وأزمة الرهن العقاري. وعلى الرغم من أن كل أنصار كروغمان يجادلون في أن المستثمرين ينبغي أن يكونوا حذرين للغاية، فإن ادعاءاتهم مبالغ فيها بعض الشيء وليست الأولى من نوعها بشأن هذه الصناعة.
ويذكر الكاتب أن مقارنة كروغمان بين فيلم "العجز الكبير" والأزمة المالية 2007-2008 تشير إلى نقاط أخرى مهمة، فقد اقترح بعض المسؤولين الحكوميين أن الأصول المشفرة قد تشكل مخاطر نظامية على الاقتصاد، يمكن أن تخلق مشاكل مماثلة للأزمة المالية. وفضلا عن ذلك، تستخدم العملات المشفرة -على غرار البيتكوين- كميات كبيرة من الكهرباء، مما يساهم في ارتفاع سعر الكهرباء ولعب دور في أزمة تغير المناخ.
ويقترح البعض الآخر، وفقًا للكاتب، حظر الأصول المشفرة لدرء كل تداعياتها السلبية على الأسواق، على غرار الصين التي منعت مواطنيها من تعدين الأصول المشفرة أو امتلاكها، ويمكن للولايات المتحدة أن تفعل الشيء نفسه.
ويتساءل الكاتب قائلا من الصعب معرفة ماذا ستكون فائدة هذه الأصول بعد 20 عامًا في المستقبل أو حتى قبل ذلك، وثانيًا تكشف هذه المقارنة أنه من الخطأ اعتقاد أن التكنولوجيا الحالية لن تتغير، ففي الحقيقة هي ستتغير كثيرًا وبشكل كامل كما تغيرت تكنولوجيا الكمبيوتر. فعلى سبيل المثال، يقع العمل على تغيير بروتوكول بيتكوين الذي يُعرف باسم "تابروت"(Tabrot) لتمكينه من إجراء عقود ذكية.
ويقول الكاتب إن العقود الذكية يمكنها تنفيذ عمليات نقل الأصول تلقائيًا، ويمكن استخدامها عندما تكون الأطراف المتعاقدة مجهولة المصدر، وهو أمر يصعب القيام به من دون التنفيذ التلقائي الموثوق به، حيث يتم استخدامها الآن في بعض المعاملات ومن المحتمل العثور على استخدامات جديدة في المستقبل.
ويشير الكاتب إلى أن كروغمان ذهب إلى أبعد من ذلك ليقترح أن جميع العملات المستقرة لا قيمة لها، متجاهلًا دور عملة الدولار الأميركي الرقمية التي تُستخدم في المعاملات الدولية، كما تستخدم عملة "تيثر" لتسوية العديد من المعاملات في بورصات العملات المشفرة.
وفي تقريره، أوضح كروغمان أن من الممكن خسارة الأموال وحتى مدخرات الحياة التي يتم استثمارها في العملات المشفرة على أمل تحقيق مكاسب، مؤكدًا أنه ليس من الحكمة استثمار المدخرات في العملات المشفرة، مقترحًا ألا يتجاوز الاستثمار 1% من الأموال القابلة للاستثمار في الأصول المشفرة، لكن بدلا من ذلك ينصح الخبراء بتنويع المحفظة الرقمية.
وبحسب الكاتب، فإنه على الرغم من أن كروغمان أشار إلى أن تقنية "البلوكتشين" لا قيمة لها، فإن ادعاءاته غير مدروسة، حيث تعتبر البلوكتشين أكثر من مجرد واجهة، ومن المحتمل أن تكون مفيدة جدًا لتسوية المعاملات بشكل أسرع مما هو ممكن اليوم، ويمكن استخدامها في العديد من الأنشطة الأخرى، على سبيل المثال التحقق مما إذا كان شخص ما لديه المؤهلات التعليمية التي يدّعي امتلاكها.
ويشدد الكاتب على أن الأصول المشفرة من المرجح أن يكون لها مستقبل مشرق.