البث المباشر

ما هي طبيعة العلاقة بين الحياة الدنيا والآخرة؟

الثلاثاء 26 إبريل 2022 - 14:56 بتوقيت طهران
ما هي طبيعة العلاقة بين الحياة الدنيا والآخرة؟

ينتقل الإنسان بعد حياة سريعة في الدنيا إلي حياة جديدة في الآخرة وهذا الإنتقال كان محوراً للعديد من النظريات ولكن ما هي حقيقة الإنتقال وما هي طبيعة العلاقة بين الحياة الدنيوية والأخروية؟

كيف ستكون الحياة بعد الممات؟ هل ستكون هناك حياة مادية كما كانت في الدنيا؟ أو أن الآخرة تختلف في كل شيء؟ 

وصفت حياة الآخرة بالخالدة وحياة الدنيا بالفانية.

وصف الإمام علي ـ عليه السلام ـ الحياة الدنيوية بأنها حياة عابرة والآخرة بأنها حياة أبدية وخالدة في مواقف مختلفة كما قال في الخطبة الـ28 من نهج البلاغة "فَإِنَّ الدُّنْيَا [قَدْ] أَدْبَرَتْ وَ آذَنَتْ بِوَدَاعٍ".

كما قال الإمام علي ـ عليه السلام ـ في وصف الآخرة "فَكَفَى وَاعِظاً بِمَوْتَى عَايَنْتُمُوهُمْ، حُمِلُوا إِلَى قُبُورِهِمْ غَيْرَ رَاكِبينَ وَ أُنْزِلُوا فِيهَا غَيْرَ نَازِلِينَ، فَكَأَنَّهُمْ [كَأَنَّهُمْ] لَمْ يَكُونُوا لِلدُّنْيَا عُمَّاراً". 

ويحذر الإمام علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ الناس بأنهم سيفارقون الحياة طال الزمان أم قصر وعليهم أن يحضروا زاداً لآخرتهم قبل الممات. 

وعن العلاقة بين الحياة الدنيوية والأخروية، قال الامام علي ـ عليه السلام ـ في الخطبة الـ28 من نهج البلاغة "أَلَا وَ إِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارَ وَ غَداً السِّبَاقَ وَ السَّبَقَةُ الْجَنَّةُ وَ الْغَايَةُ النَّارُ".

كما يصف ـ عليه السلام ـ الدنيا بأنها دار أمل وعمل وإستعداد للآخرة قائلاً: "أَلَا وَإِنَّكُمْ فِي أَيَّامِ أَمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ، فَمَنْ عَمِلَ فِي أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ نَفَعَهُ عَمَلُهُ وَ لَمْ يَضْرُرْهُ أَجَلُهُ؛ وَ مَنْ قَصَّرَ فِي أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ خَسِرَ عَمَلُهُ وَ ضَرَّهُ أَجَلُهُ". 

ورغم ذمّ الإمام للدنيا إلا أنه يعظم أهميتها عندما تكون جسراً وسبيلاً إلي الآخرة ويطالب الناس بالعمل والجهد فيها من أجل الحياة الباقية. 

وبالتالي فإن دار الدنيا ما هي الا فرصة للأعمال الحسنة ولبلوغ السعادة والحياة الخالدة إن إستغلها الإنسان لن يندم وإن غفل عنها سيتضرر كثيراً وسيندم. 

*مقتطفات من كتاب "رسالة الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ " للمرجع الديني الكبير والأستاذ في الحوزة العلمية بقم المقدسة آية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة