وقال قصي الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم: في الـ19 من آذار عام 2013 أطلقت مجموعات إرهابية قذيفة تحمل مواد كيميائية سامة على منطقة خان العسل في محافظة حلب ما أدى لاستشهاد 25 شخصاً معظمهم من عناصر الجيش العربي السوري وإصابة 110 غيرهم بحالات اختناق وإغماء وعلى إثرها طلبت سوريا من الأمين العام السابق للأمم المتحدة تشكيل بعثة فنية مستقلة للتحقيق في الحادثة لكن المؤسف أنه رغم التلكؤ والمماطلة لأشهر في تشكيل تلك البعثة فإنها لم تقم أبداً بزيارة موقع الحادثة ولم يتم إجراء أي تحقيقات بشأنها حتى اليوم لتبقى حادثة خان العسل دليلاً على تغطية دول معروفة على جرائم التنظيمات الإرهابية وشاهداً حياً على حجم التلاعب والتسييس بشأن ما يسمى “ملف الكيميائي” في سوريا.
وأشار الضحاك إلى أن ما جرى بشأن التحقيق في حادثة خان العسل بات على مدى السنوات الماضية نهجاً لبعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في التعامل مع الطلبات التي وجهتها سوريا للبعثة للتحقيق في العديد من الحوادث التي استخدمت فيها التنظيمات الإرهابية أسلحة ومواد كيميائية سامة ضد المدنيين وعناصر الجيش حيث تم اتباع نهج التلكؤ والمماطلة ذاته إلى جانب اتباع البعثة أساليب عمل خاطئة وخطيرة لا تتسق مع الأحكام المنصوص عليها في الاتفاقية ولا مع ورقة الشروط المرجعية بما في ذلك قيامها بتلقي واستلام عينات من أطراف ثالثة مجهولة الهوية بدلاً من القيام بجمعها بنفسها والحفاظ على سلسلة حضانتها فضلاً عن اعتماد البعثة ما تسمى "مصادر مفتوحة" وما يردها من التنظيمات الإرهابية ورعاتها الأمر الذي قادها للتوصل إلى نتائج غير صحيحة وقوض مصداقية تقارير المنظمة ومهنية عملها.
وأوضح نائب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة أن سوريا انضمت طوعاً إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وتخلصت من مخزونها من هذه الأسلحة ودمرت مرافق إنتاجها وحرصت على معالجة بعض النقاط العالقة من خلال تعاونها مع المنظمة لإغلاق هذا الملف نهائياً، كما يسرت اللجنة الوطنية السورية على مدى السنوات الماضية عقد 24 جولة مشاورات مع فريق تقييم الإعلان ورحبت بعقد الجولة الخامسة والعشرين في دمشق وردت بشكل إيجابي على اقتراح عقدها في لاهاي.
وأكد الضحاك أن الأمانة الفنية للمنظمة تتحمل المسؤولية الكاملة عن التأخير في عقد هذه الجولة أولا عبر تذرع مديرها العام بالطقس الحار في الصيف وثانياً من خلال ربط الأمانة الفنية نشر الفريق بمنح سمة دخول لشخص واحد طلبت سوريا استبداله، لافتاً إلى أن ما يحدث بشأن عقد هذه الجولة يمثل وجها آخر لسياسات الضغط ومحاولات الإساءة لتعاون سوريا مع المنظمة.