وكان ذلك بعد إعادة تأهيلها من قِبل ملاكات قسم الصيانة والإنشاءات الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة عمرانيّاً، بدءاً من المرقد وختاماً بالبناية بأكملها، وجعلها تحفةً عمرانيّة تتلاءم ومكانتها القيّمة والعلميّة لها ولصاحبها، إضافةً إلى (فهرسة - تصنيف - ترفيف – تصوير – ترميم) مقتنياتها من الكتب والمصادر، التي تكفّلت بها مراكزُ مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة التابعة لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة.
واستُهِلَّت فعّالياتُ الافتتاح التي شهدت حضور مسؤولي العتبة المقدّسة وشخصيّاتٍ ووفودٍ مثّلت جهاتٍ عديدة، بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمةُ الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة ألقاها السيّد عقيل الياسري رئيسُ قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة، وبيّن من خلالها الأهمّية التاريخيّة والدينيّة لمكتبة العلّامة آية الله الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (قدّس سرّه) في حفظ التراث الإسلاميّ والعلميّ، وما تضمّه من مخطوطاتٍ قيّمة وكتبٍ أدبيّة ودينيّة ذات قيمةٍ كبيرة جدّاً.
وأضاف: أنّ "لهذه المكتبة الأثر الكبير في دعم وخدمة المسيرة العلميّة لطلبة الحوزة في النجف الأشرف"، لافتاً إلى أنّ "الشيخ الفقيد قد وضَعَ هذه المكتبة في خدمة طلّاب العلم في النجف الأشرف منذ البذرة الأولى لتأسيسها عام 1354 هجريّة، وبذلك يكون عمر هذه المكتبة تسعة عقودٍ من الزمن".
وأكّد الياسري: أنّ "مكتبة العلّامة الطهرانيّ هي ملجأ العلماء وملاذ الفضلاء، يرتادها طلبةُ العلوم الدينيّة وأساتذتهم من العراق والبلدان الإسلاميّة، إضافةً إلى فضلاء الحوزة العلميّة في النجف الأشرف"، مشيراً إلى أنّ "المكتبة تحتوي على أكثر من خمسة آلاف مطبوع إضافةً إلى الكثير من المخطوطات النفيسة التي لا تُقدَّر بثمن".
من جانبه قال مديرُ المكتبة الشيخ منتظر الأسدي: إنّ: "مكتبة العلّامة آية الله الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ كانت وستبقى منارةً للعلم والعلماء، إذ تعتبر هذه المكتبة ذات أهمّيةٍ كُبرى وصرحاً ثقافيّاً، حيث أنّها من أقدم المكتبات في القرن الأخير في محافظة النجف الأشرف، إضافةً إلى احتوائها على العديد من المصادر الأوّلية القيّمة والموسوعات والمؤلَّفات النوعيّة، فضلاً عن كونها كانت قبلةً للباحثين والمستشرقين وأساتذة الجامعات من مختلف دول العالم العربيّة والغربيّة".
واختُتِمت فعّاليةُ الافتتاح بفقرةٍ شِعريّةٍ قدّمها الشاعر الدكتور مضر الحِلّي من مركز تراث الحلّة، ليأتي بعدها قصُّ شريط المكتبة وإعادة افتتاحها من خلال جولةٍ في أروقتها والتمعّن بتفاصيلها القيّمة.