لكن الوضع سيختلف، انتهت مرحلة العالم أحادي القطبية وسيصبح العالم متعدد الأقطاب، روسيا وإيران والصين وفنزويلا وكوريا ستصبح قوى كبرى وسينهار النظام العالمي وتتفكك امريكا كما تفكك الاتحاد السوفياتي من قبل.
اتصور ان هذا الأمر ليس ببعيد. من الطبيعي أن للحرب آثارها المدمرة وتبعاتها الاقتصادية لكن العالم يتجه نحو انهاء التفرد بالسلطة من قبل المتغطرس الأمريكي وسوف تلقى الولايات المتحدة الأمريكية نفس مصير الاتحاد السوفياتي السابق.
متغيرات عالمية قد تجر العالم إلى متغيرات لم يشهدها من قبل في ضوء معطيات التحولات السياسية وافرازات عقود متمادية من الحروب التي شنتها أمريكا، إذ شنت نحو عشرين حربا مباشرة وأكثر من ثمانين حربا بالنيابة خلال قرن أو أكثر.
رغم مرارة الحروب وآثارها القاسية على الشعوب لكنها قد تبدو الحل الاخير مع من يرى نفسه شرطي العالم ويظن أنه قادر على سوقه كما يشاء من خلال امتلاكه مقومات الاقتصاد والسياسة والعسكرة والتهديد والوعيد بالقوة وانواع الأسلحة وهو مغرور بما لديه ظانا أنه قادر على كل شيء، متناسيا أن هناك القادر العظيم الذي سيكبح عما قريب جماح المتغطرس.
وربما هذه ارهاصات نهاية العالم الواحد وبداية تنفس البشرية روائح العدالة التي لم ترها قط وهي تواقة لها ومنتظرة لمن سيبسط القانون العادل فوق أرض الله الواسعة وسوف ينشر العدل وقانون حقوق الإنسان الذي خدعت أنظمة الجور الناس بأنها تعمل من أجله، لكن سلطان العظمة سيزول عما قريب وسترى البشرية عصرا تفرض مفاهيم العدالة والحق والقانون والحرية الحقيقية مرتكزاتها على الأرض بدلا من نظام التسلط والغطرسة.
ربما سيلوح في الأفق نور الحق الرافض للظلم والمحقق للعدل بدلا من القوة. إنها سنة كونية إلهية من القوي الجبار العزيز ذي الاقتدار. وفي موضوع روسيا وأوكرانيا أكثر من عبرة.
محمد علي ابو هارون