وقال بوتين خلال اجتماع مع مجلس الأمن الروسي، إنّ روسيا "فعلت كل شيء لحل النزاع في دونباس بشكل سلمي"، مشدداً على أنّ "السلطات في كييف لن تنفذ اتفاقيات مينسك، ولقد أعلنت ذلك مراراً".
وأوضح بوتين أنّ "الغرض من اجتماع اليوم لمجلس الأمن الروسي هو تحديد الخطوات بشأن دونباس"، مؤكّداً أنّه "يجب الأخذ في الاعتبار نداء جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك للاعتراف بسيادتهما".
وأعلن أنّه "سيتم اتخاذ قرار حول مسألة الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اليوم".
كما أشار الرئيس الروسي إلى أنّ "الاعتراف بالجمهوريتين يرتبط بالمشاكل العالمية لضمان الأمن في العالم وفي أوروبا تحديداً"، لافتاً إلى أنّ "استغلال أوكرانيا كأداة للمواجهة يمثل تهديداً لروسيا، ويبدو أن السلطات في كييف بدأت عملية عقابية ثالثة ضد دونباس".
وصرّح بوتين بأنّه "إذا اصطدمت روسيا بقبول أوكرانيا في الناتو، فإنّ التهديدات ضدها ستتضاعف مراتٍ عدة"، مضيفاً أنّ "الولايات المتحدة تتخلّى بسهولة عن أي اتفاقيات وأي وثائق توقعها".
وتابع: "هناك تهديد بأن تبدأ كييف في استعادة شبه جزيرة القرم"، مؤكداً أنّ "الناتو سيشارك في هذه الأحداث".
من جهته، قال مستشار الرئيس الروسي ديميتري كوزاك إنّه "في المفاوضات الدولية تتحدث كييف عن الالتزام باتفاقية مينسك فيما ترفضها في العلن". وأكّد كوزاك أنّ "عدم رغبة كييف في تنفيذ اتفاقات مينسك يفتح الباب لإمكانية الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك".
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف أوضح أيضاً أنّ "الغرب يحاول إعادة رسم خريطة العالم ووضع روسيا في مأزق"، مشدداً على أنّه "يجب الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك إذا تطورت الأوضاع بشكل سلبي".
وأضاف ميدفيديف: "يجب أن لا يتم تجاهل حقيقة وجود 800 ألف روسي في الجمهوريتين".
"الغرب غير جاهز لقبول المقترحات الروسية"
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال الاجتماع، إن "الغرب غير جاهز لقبول المقترحات الروسية بشأن عدم تمدد الناتو".
وقال لافروف أيضاً إنّه لا يرى خياراً سوى "الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك".
وفي السياق ذاته، أكّد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أنّ "كييف تزجّ بـنحو 60 ألف جندي على الحدود مع دونيتسك ولوهانسك"، مشدداً على أنّه "لدى أوكرانيا إمكانات لتصنيع أسلحة نووية ووسائل نقلها وهذا تهديد مباشر لأمننا".
وأضاف شويغو أنّ "الحشود الأوكرانية على حدود دونباس تشير إما الى التحضير للاجتياح أو إلى استفزاز روسيا".
يشار إلى أنّه لأول مرة في تاريخ روسيا، يُبثّ اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي مباشرةً على الهواء. وقال مراسل الميادين إنّ "النقاشات تسير في اتجاه تلبية طلب رئيسي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين الاعتراف باستقلالهما".
وأوضح مراسلنا أنّ "هذا يفسر عدم تعاطي الكرملين مع مبادرة ماكرون حول عقد قمة بين بوتين وبايدن"، مؤكّداً أنّ "موسكو ترفع السقف إلى أعلى ما يمكن".
ويذكر أنّ مجلس الدوما الروسي، صوّت الثلاثاء الماضي، لصالح مشروع قرار الاعتراف بجمهوريتي لوهانسك ودانيتسك، واستقلال دونباس، وتمّ إرسال دعوة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للاعتراف بالإقليم على الفور.
الجيش الروسي يحبط عملية تسلل على الحدود مع أوكرانيا
بالتزامن، أعلن الجيش الروسي، إحباط "عملية انتهاك الحدود الروسية من قبل مجموعة تخريبية جاءت من جهة أوكرانيا"، مشيراً إلى أنّ "5 متسللين قُتلوا على يد القوات الروسية".
وجاء في بيان أصدرته المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية أنّ "دوريةً لحرس الحدود الروسية رصدت عملية تسلل عبر الحدود قرب إحدى البلدات بمقاطعة روستوف الحدودية".
وأضاف البيان أنّ "الدورية طلبت إرسال فريق من القوات المسلحة الروسية المكلفة بدعم أداء حرس الحدود في المنطقة إلى مكان الحادث".
ولفت إلى أنّه خلال الاشتباك "عبرت ناقلتان مدرعتان أوكرانيتان الحدود الروسية بهدف إجلاء المتسللين بشكل طارئ، وتم القضاء عليهما بنيران الوسائل الروسية المضادة للدبابات". كما أكّد البيان "عدم سقوط إصابات أو ضحايا في صفوف العسكريين الروس".
أمّا مساعد وزير الداخلية الأوكراني، فنفى المعلومات حول تسلل أوكراني إلى روسيا، واصفاً إياها بـ"الكاذبة".
وفي السياق، صرّحت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية بأنّ "الاستخبارات الغربية تجند إرهابيين من الشرق الأوسط للقتال في دونباس".
القصف الأوكراني على المناطق الحدودية يتواصل
وفي سياق منفصل، أفاد موفد الميادين إلى القرم بتواصل القصف الأوكراني على المناطق السكنية على الحدود، موضحاً أنّ "توتير الأوضاع الميدانية تهدف إلى تضييق أجواء الحل السياسي".
وذكر موفدنا أنّ هناك "صقور حرب يرفضون أن يمضي المسار السلمي قدماً ويعكس انشقاقاً في الغرب"، لافتاً إلى أنّ "التطورات الميدانية قد تلقي بظلالها على الجهود الفرنسية لاحتواء الازمة".
وتابع: "ليس أمام موسكو إلاّ الرد في حال تجاوز الخطوط الحمر مع حرصها على الحل السياسي".
المناطق الحدودية تشهد نزوحاً كثيفاً
وعن آخر المستجدّات في إقليم دونباس، أفاد موفد الميادين من مارينكا على الحدود مع دونيتسك بأنّ "هناك نزوح كثيف من المناطق الحدودية"، الأمر الذي "يُنذر بتطورات دراماتيكية وأنّ الأمور تتعقّد شيئاً فشيئاً".
وقال إنّ "مدينة مارينكا أصبحت خالية بأكملها من السكان"، وإنّ "الجنود الأوكرانيون يجولون فقط في المدينة"، مؤكّداً أنّ هناك "انتشار قناصة على خطوط التماس".
وفي وقتٍ سابق اليوم، أعلنت الشرطة الشعبية في جمهورية دونيتسك مقتل أحد جنودها وإصابة آخر بجروح خطرة جراء قصف القوات الأوكرانية من مدفعية (عيار 122 ملم) وقذائف هاون (عيار 120 ملم).
كما لقي مواطن في إحدى محطات المواصلات العامة مصرعه في إثر قصف بقذائف هاون من عيار 120 ملم، وفق ما جاء في بيان الشرطة.
وفي إثر ذلك، أبلغ رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين، عن معركة لجيش الجمهورية مع القوات الأوكرانية بالقرب من الحدود مع روسيا.
وجاء في بيان رئاسة دونيتسك، حصلت الميادين على نسخة منه أنّ "الوضع في اتجاه ماريوبول تفاقم بشكل حاد. فقد هاجم مسلحو اللواء 36 مواقع وحدات الشرطة الشعبية في منطقة كومينترنوفو".
وأشار بوشيلين إلى أنه "خلال الأيام الأخيرة، أطلقت مدفعية القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 1700 قذيفة على مناطق سكنية. نحن نتعرض للقصف بالمدفعية الثقيلة والهاون وقاذفات القنابل والدبابات. الناس يموتون".
وأمس السبت، صرّح القائم بأعمال وزير الطوارئ الروسي ألكسندر تشوبريان، بأنّ أكثر من 40 ألف لاجئ من دونباس وصلوا بالفعل إلى روسيا، مشيراً إلى أنّهم "موجودين بشكل أساسي في منطقة روستوف".
المصدر: الميادين نت+وكالات