ما يميز ثورة الشعب البحريني عن باقي الثورات العربية، هو طابعها السلمي والحضاري، ورغم كل آلة الكذب للمحور الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، ورغم القتل والاعدامات والقمع والتنكيل والنفي والحبس، لم تنحرف عن سلميتها، ومازالت ثورة شعبية بإمتياز، والمطالب التي رفعتها كانت تهم كل اطياف الشعب وليس فئة خاصة، كما كانت تروج آلة الكذب .
من مميزات ثورة الشعب البحريني، هو مظلوميتها، فهي منسية ومغيبة من وسائل الاعلام العالمية المرتبطة بالمحور الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، بسبب تقاطع مصالح دول هذا المحور مع مصالح النظام الخليفي، وبسبب النظرة الطائفية الضيقة والمقيتة، وبسبب الصهيونية العالمية، ونفوذها في الاعلام العالمي المرئي والمسموع والمقروء.
اساليب في غاية الخبث مارسها النظام الخليفي لاطفاء جذوة الثورة في قلب الشعب البحريني، فقد حاول الصاق "تهمة الطائفية" بالثورة، لتأليب الراي العام العربي ضدها، وأعلن أحكام الطوارئ، ومارس أشد أنواع الانتهاكات الممنهجة ضد المطالبين بالديمقراطية والتي وثقها تقرير بسيوني (من القتل والتعذيب والاغتصاب وهدم المساجد وسرقة الممتلكات واستخدام الإعلام والقضاء وكافة مؤسسات الدولة ضد المطالبين بالديمقراطية)، ثم حاول الالتفاف على الثورة عبر حوار شكلي، وتغييرات دستورية شكلية وبالادعاء كذبا بأنه قبل التوصيات ونفذها بينما استمر القمع على حاله. كما حاول اختراق صفوف المعارضة ، وفشل في هذه المحاولة ايضا، ولم يجد البديل عن الغالبية السياسية في البحرين لذلك لم يتمكن من سحق الحراك الشعبي البحريني، وحاول تلمس اساليب اخرى لتحقيق غايته في كسر ارادة الشعب .
اليوم وبعد مرور 11 عاما على الثورة ، اكدت الاحداث صوابية الحراك الشعبي في البحرين ضد الطغمة الخليفية، فآخر ما تفتقت عنه عقلية هذه الطغمة، هو الارتماء في احضان الصهيونية ضد شعبها، وتسليم مقاليد البلد لضباط وعسكريين "اسرائيليين"، عسى ولعل تتمكن من اخماد الثورة .
عالم الدين البحريني الابرز الشيخ عيسى قاسم اشار في كلمة القاها بالمناسبة، الى الارتماء الشاذ والفاضح للنظام الخليفي في احضان الصهيونية، وقال: "اننا في كل يوم نرى أن تمكينا جديدا لهذا الكيان الساقط يتم على أرض البحرين، ويقرب احتلالها الكامل على حد احتلال فلسطين، حتى أذعنت الحكومة لرغبة الكيان الصهيوني والكيان الأمريكي الظالمين، لأن يقيم ضابط كبير من ضباط الجيش الإسرائيلي ليدير الحركة الاستعمارية الغازية من البحرين من قبل هذا الكيان عن قرب وتوجيه مباشر. ماذا بقي عن أن نُحتل احتلالاً كاملاً؟ ماذا بقي من أن ننسلخ عن أمتنا إلى أن نكون جزءاً من الكيان الإسرائيلي، ومن أن نكون حربا على أمتنا من أجل عزة "إسرائيل" وغرورها وإنتصارها ولسحق الأمة الإسلامية".
ان النظام الخليفي يعتقد انه من خلال القمع والتنكيل والاعدامات والاعتقالات والتغيير الديمغرافي عبر توطين شذاذ الافاق ومنحهم الجنسية البحرينية، او فتح ابواب البلاد امام السعوديين والاماراتيين والامريكيين والاسرائيليين، يمكنه ان يقضي على الثورة، ولكن كما قال الشيخ قاسم، ان طريق الاصلاح السياسي في البحرين قد يطول لكن لا يملك احد القدرة لان يسده ولا يملك اعداؤه القدرة ان يغلقوا بابه.. وما ضاع حق وراءه مطالب.
قناة العالم الاخبارية