الولايات المتحدة الاميركية التي كانت تجول وتصول وتعبث بمقدرات الامم من خلال القرارات الاحادية الجانب التي مارستها في المنطقة والعالم من اختلاق الذرائع لشن الحروب على البلدان كما حدث في العراق وافغانستان او خلق النزاعات وتكريسها برفض المعاهدات الدولية بحيث وضعت نفسها في شرنقة من المشاكل مع مختلف دول العالم كالصين واروبا والشرق الاوسط وغيرها من المناطق للسياسة الهوجاء التي اتبعتها والتي لم تقم على اي مبرر قانوني وفي هذه السياسة وجدت نفسها اليوم تعيش حالة من العزلة التي لم تعهدها في تاريخها.
وبذاك وضعت هذه الحالات واشنطن امام طريقين لاثالث لهما، اما الاستمرار في المواجهة او الانسحاب وفي كلا الحالتين تعتبر هي الخاسرة في الميدان. وقد بدا ضعف الادارة في المواجهة لان لا يمكن لها ان تحارب على عدة جبهات ولعدة معطيات مما فرض عليها اعادة النظر واختيار الاسلوب الذي قد يحفظ لها بعض كرامتها لدى دول العالم.
وما الانسحاب المخزي من افغانستان الا دليل قاطع على ذلك وبنفس الوقت استعدادها للانسحاب من العراق وحالة البرود في العلاقات مع دول الخليج الفارسي والتي كان آخرها ومما وضع المراقبين في حالة من التساؤل وهو موقفها من استهداف ابوظبي من قبل ابطال انصارالله اذ لم تصدر بيان الادانة الى بعد مرور ساعات طويلة وقد جاء البيان هزيلا ولم يحمل في طياته اية تهديدات او تحذيرات.
وقد وصفت وسائل الاعلام المختلفة ان زيار ة السيد رئيسي بدعوة من بوتين جاءت في توقيت حساس يحمل ابعادا حساسة ودلالات ووسائل متعددة الاتجاهات منها ما يتعلق بوجهة السياسة الخارجية الايرانية خلال المرحلة المقبلة او ما يتصل بملفات ساخنة مثل مفاوضات فيينا لاحياء الاتفاق النووي.
ومن نافلة القول ان زيارة رئيسي لموسكو تكسب اهمية تاريخية كما عبر عنها الخبراء بما لدى البلدين من فرص ومجالات واسعة للتعاون على مختلف الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية والعسكرية ثنائيا واقليميا في الشرق الاوسط والقوقاز، مع الاشارة ان موقع طهران الجيوسياسي الخاص يمكن ان يلعب دورا فريدا في النظام العالمي بعدما اصبح مركز القوة العالمية ينتقل من الغرب الى الشرق.
وبطبيعة الحال فان اعداء طهران لم ترق لهم هذه الزيارة وما سيترتب عليها من معطيات ايجابية باصدار الاتهامات والانتقادات الجوفاء والذي دفعت بولايتي المستشار الاعلى للشؤون الدولية للامام الخامنئي الى القول في مقابلة صحيفة "انه من الخطأ القول ان العلاقة مع الصين وروسيا تتعارض مع سياسة لا شرقية لا غربية فروسيا اليوم ليست روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي الشيوعي". وقد اشار احد الخبراء في القضايا الدولية ان زيارة رئيس الى موسكو وزيارة وزير خارجيته الى الصين قبل عدة ايام وبدء دخول اتفاقية التعاون الشامل لمدة 25 عاما بين طهران وبكين حيز التنفيذ هي "محاولة ايرانية لاستخدام اوراقها للضغط على الولايات المتحدة للحصول على المزيد من التنازلات خلال مفاوضات فيينا".
واخيرا فان زيارة الرئيس رئيسي الى موسكو تبعث برسالة واضحة وهي في حال فشل المفاوضات في فيينا فان ايران ماضية في سياستها وهي تمتلك اوراقا وادوات ضغط للحصول على حقوقها كاملة غير منقوصة.
المصدر / صحيفة كيهان