حديث الشيخ قاسم جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لفقيد الجهاد والمقاومة الحاج مصطفى فوعاني (المختار) في حسينية بلدة كونين الجنوبية، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من العلماء وعوائل الشهداء وفعاليات وشخصيات، وحشد من الأهالي.
وأضاف، نحن نفهم أن بلداً يسحب سفراءه لأنه حصل على سبيل المثال مشكلة عسكرية أو قتل وقتال أو اعتداء معيّن، ولكن لبنان لم يفعل شيئاً، وكل ما في الأمر أن تصريح عادي من التصريحات التي يقولها أي إنسان، ولبنان بلد الحريات، ومن حق أي شخص أن يقول رأيه في الحرب مع أو ضد، مؤيّد أو معارض، وهذا لا يبدّل ولا يغيّر في الأمر شيئاً، وقد تبيّن بعد ذلك من خلال تصريحات وزير الخارجية السعودية، أن المشكلة لديه هي حزب الله ووجوده في لبنان وقدرته في لبنان، ولكن احتاروا كيف يدخلون على البلد بمحاولة اعتداء، ولا دليل ولا مشكلة مباشرة مع حزب الله، فاختاروا طريق تصريح عادي، ولكن لأنه انكشف أنه ادعاء سخيف ولا قيمة له، اضطروا أن يوضّحوا بأن المشكلة هي مع حزب الله".
الشيخ قاسم اعتبر أن السعودية قامت بكل الإجراءات السلبية من دون سبب وجيه، وخلافاً لكل الأعراف الدبلوماسية، ومن دون احترام لا لوزارة الخارجية ولا لرئاسة الوزراء، ولا إعطاء علم، بل طرد السفير اللبناني في السعودية طرداً، وهذا كله يعتبر في خانة الإساءة من السعودية للعلاقات مع لبنان.
وأضاف، لبنان لم يرتكب شيئاً، وليس مسؤولاً عن شيء، وليس مطلوباً من المعتدى عليه ألا وهو لبنان أن يتنازل ويتذلّل ويعتذر، بل المطلوب من المعتدي الذي هو السعودية أن تتراجع وتعتذر للشعب اللبناني، وهذه فضيحة إذا ارتكبتها السعودية.
وتابع قائلاً، نحن في كل الأوقات كنا مع علاقات عادية وطبيعية مع السعودية ومع غيرها لكن بكرامة، ولا نقبل أي علاقة فيها شروط أو إملاءات، وإنما علاقة بين دولتين مستقلتين، وهذا هو لبنان اليوم إذا كانوا لا يعرفونه، لبنان القوي الحر السيد المستقل الذي حرر أرضه، ورفع رأسه، وطرد إسرائيل والتكفيريين.
وتوجّه الشيخ قاسم لبعض المسؤولين في لبنان بالقول خففوا من الانبطاح أمام المتجبرين، لأن هؤلاء لا يرضيهم شيئاً، وإذا أعطيتموهم بذل، سيطلبون الأكثر، وهم ليسوا على حق، ومن هنا ندعو إلى معالجة موضوعية، والمسؤولية تقع على السعودية، وعلى كل حال فإن السعودية ليست راضية لا عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولا عن كل الحكومة، ولم تكن راضية عن تشكيل الحكومة السابقة من قبل الرئيس سعد الحريري، وبالتالي لا يرضيها شيء من كل هذا التشكيل القائم، لأن لديها رئيساً للحكومة كانت تريده في لبنان، ولم يتمكّن من أن يصل إلى الرئاسة.
نائب الأمين العام لحزب الله أضاف، إننا نستطيع أن نقول اليوم بالفم الملآن، إن أشرف قضية هي قضية المقاومة، لأنها ترفع من مقامنا، وتحرر أرضنا وإنساننا، وتعيد لنا كرامتنا، وتهيء المستقبل لأطفالنا، وأما أولئك الذين يسارعون إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي، سواء بشكل علني أو بشكل سري أو بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، فإنهم يخونون قضية فلسطين وقضية الأمة ومستقبل الأجيال، ونحن ندعوهم إلى نصرة أجيالهم وبلدانهم، لأنهم إذا ظنوا أنهم بالتطبيع يحافظون على ممالكهم ومستقبلهم، فهم خاطئون، لأن إسرائيل ما دخلت بلداً ولا تعاملت مع نظام إلاّ وأصبحت هي الممسكة وهي التي تغيّر وتبدل، ولذا سنسمع في القريب العاجل ربما في السنوات القادمة، كيف أن إسرائيل أقالت أميراً وغيرت أمير، وبدّلت ملكاً، وجاءت بملك آخر على قاعدة أن إسرائيل إذا دخلت بلداً، تحكمت به، خاصة أنها مدعومة من أميركا، وأن دول العالم الكبرى تتآمر مع إسرائيل، لتوسع من سيطرتها ونفوذها، ولكن إن شاء الله لا نرى هذا اليوم، لأنه نكون قبلها قد انتهينا من إسرائيل، فلا نحتاج أن نراها تبدّل الأمراء وتغيّرهم