وتراجع منسوب السد بشكل غير مسبوق وفق مديره فرهاد محمد طاهر منذ مطلع سبتمبر بسبب الجفاف، وكشفت المياه عن بناء شيد بالحجر، يرجح أن يكون مدرسة، يبدو أنه كل ما بقي من قرية كانت تزخر بالحياة وبزراعة العنب والتفاح والحنطة يوما ما.
ويقول طاهر لـ"فرانس برس"، إن "انخفاض منسوب مياه السد لأكثر من 7 أمتار الناجم عن الجفاف أدى إلى ظهور بقايا هذه القرية في مطلع سبتمبر الماضي".
ويضيف: "يعتقد أن يكون هذا البناء منزلا يشبه تصميمه شكل المدرسة وجدرانه محاطة بالأصداف الجافة بسبب الجفاف".
ويعتمد "السد على مياه الأمطار التي كانت قليلة هذا العام"، وفق طاهر، الذي أوضح أنه "لم يسبق أن انخفض منسوبه إلى هذا الحد في السنين الماضية إلا 3 مرات، في 1992 و1999 و2009، وأطلت ملامح كري قسروكا من جديد حينها. بالتأكيد هذا الموضوع يتعلق بالتغير المناخي".
ويشرح المؤرخ كارزان محمد بامرني: "قبل غرقها تحت مياه السد الذي بني عام 1988 بغرض تغذية مصادر الري لتعزيز الزراعة"، وبسعة 52 مليون متر مكعب "كانت كري قسروكا التي تبعد نحو كيلومترين فقط عن مركز مدينة دهوك، مقرا لنحو 50 عائلة كردية من عشيرة الدوسكي منذ سبعينات القرن الماضي".
أما ما تبقى من قرية كري قسروكا القديمة، فهو مركز جذب للسياح المحليين، بسبب موقعها وسط الجبال وعلى مشارف السد، يقصدها سكان مدينة دهوك والمناطق المجاورة لالتقاط الصور، قبل أن يرتفع منسوب السد مرة أخرى، وتغرق كري قسروكا من جديد مع حلول الشتاء وعودة موسم الأمطار.