أدى المسلمون في المسجد الحرام بمكة المكرمة الأحد (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) أول صلاة من دون تباعد اجتماعي منذ بداية انتشار فيروس كورونا قبل نحو عام ونصف، مع بدء تخفيف المملكة للإجراءات المرتبطة بمكافحة الوباء.
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها وسائل إعلام رسمية عملية إزالة ملصقات التباعد داخل أروقة المسجد وساحاته ومرافقه، قبل أن يصطف المصلون إلى جانب بعضهم البعض ليؤدوا صلاة الفجر كتفاً إلى كتف.
وكانت السعودية أغلقت المسجد في مارس/ آذار عام 2020، ثم أعادت فتحه أمام الحجاج في ظل إجراءات صارمة في يوليو/ تموز، قبل أن تسمح بعدها بثلاثة شهور لعموم المسلمين بالصلاة فيه، ولكن بطاقة استيعابية محدودة وبتباعد أثناء الصلوات.
وشمل قرار السعودية، بحسب بيان للداخلية السعودية، السماح للحاصلين على اللقاح باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية في الحرم المكي، مع إلزام العاملين والزائرين بارتداء الكمامة في جميع الأوقات في أروقة الحرم المكي كافة، والاستمرار في استخدام تطبيق "اعتمرنا" أو "توكلنا" لأخذ مواعيد العمرة والصلاة. لكن لمس الكعبة في وسط ساحة المسجد – كما كان معمولاً به قبل تفشي الفيروس – لا يزال محظوراً.
ويتوافد ملايين المسلمين على المسجد على مدار العام للصلاة فيه وأداء العمرة، التي عُلقت لأشهر العام الماضي. ونظمت السعودية موسمي حج استثنائيين، حيث اقتصرت الأعداد على بضعة آلاف في 2020، ثم ارتفعت إلى عشرات الآلاف هذا العام، واقتصرت على الحاصلين على جرعتي تطعيم ضد فيروس كورونا.
يشار إلى أن الوباءتسبب في خسارة المملكة لمصدر إيرادات رئيسي طوال أشهر، إذ أن السعودية تجني نحو 12 مليار دولار سنوياً من العمرة والحج. كما أنه عرقل خطط المملكة للتحول إلى دولة سياحية، ضمن استراتيجية تنويع الاقتصاد لوقف الاعتماد على النفط.
وقررت الرياض تخفيف إجراءات مكافحة الفيروس مع انخفاض معدل الإصابات اليومية بدءاً من الأحد، بما يشمل عدم إلزامية ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، وعودة الملاعب الرياضية لاستقبال المشجعين المحصنين من الفيروس بكامل طاقتها الاستيعابية.
وسجلت المملكة منذ بداية ظهور الفيروس نحو 547 ألف إصابة، بينها 8760 حالة وفاة.