وحضر الملتقى شخصيات رسمية وأكاديمية من أساتذة وطلاب ومؤلفين وإعلاميين من الرواد في مجال النشر الكتاب الإسلامي حول العالم.
وقد كان الهدف الأساسي من هذا الحدث ، تأسيس كيان جديد يهدف لجمع ناشري الكتب الإسلامية في العالم، وتعزيز التعاون المهني بينهم، كما تم خلال الملتقى تنظيم عدد من الأنشطة والفعاليات المشتركة.
ذكر منظمو الملتقى أن التحضير له بدأ منذ ما يقارب السنة، كما تم الاتفاق على وجوب ضمان وصول المنشورات الدينية إلى جميع أنحاء العالم بصورة أسهل، ودعم الأبحاث العلمية في هذا المجال، وتحسين جودة المنشورات الإسلامية شكلاً ومضموناً.
وتقرر أن يتخذ الاتحاد من مدينة إسطنبول التركية مقراً له فضلا عن بحث مسألة نشر الكتب الإسلامية حول العالم والعراقيل التي تواجهها.
وكان من المقرر أن تكون الكلمة الافتتاحية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية الدكتور إبراهيم كالن الذي تغيب عن الملتقى، ليتم افتتاح الجلسة في يومها الأول بعنوان "دور ناشري الكتب الإسلامية حول العالم في مواجهة رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا)" من قبل الدكتور محمد باشاجي الممثل الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الممثل الخاص لمكافحة التمييز وخطاب الكراهية ضد المسلمين.
في حين تحدث الدكتور سامي العريان مدير مركز الدراسات الإسلامية والشؤون الدولية في جامعة صباح الدين الزعيم عن التكامل الوظيفي للإسلام ودوره في تنظيم حياة الفرد ونجاحه، في حين أكد سلمان فريدي مدير مطبعة الميزان الإندونيسية خلال الكلمة التي ألقاها على وجوب التكامل والتعاون من أجل نشر الكتاب الإسلامي ودحر الأكاذيب المحيطة بالدين الإسلامي عند الكثيرين في هذا العالم.
وعلى هامش الفعاليات، أكد الدكتور سامي العريان في تصريح خاص له، على ضرورة المساعدة في نشر وتوزيع الكتاب الإسلامي، مؤكداً أن الأمة الإسلامية وجدت لإعمار الأرض لا للسيطرة عليها والاستعمار على خلاف المعتقدات الآخرى.
وأضاف العريان أن هذا الملتقى نوع من أنواع التعاون لنشر الثقافة والمعرفة الإسلاميتين، وأن للكتاب الإسلامي نوعين، الكتاب التقليدي الذي يتم إعادة طبعه ونشره ومعرفته خصوصاً من طرف المؤلفين القدامى، وهناك كتب الفكر الإسلامي التي تريد أن يكون الإسلام جزءًا من الحوار العالمي، وهذا النوع الثاني مفقود حسب قوله، حيث يجب على هذه الكتب فعليا الإجابة عن سؤال ما هو دور الإسلام اليوم في صناعة الحضارة الإسلامية والعمران.
وتابع العريان قائلاً: إن من المؤكد أن الحضارة الإسلامية مميزة جداً، وذات أبعاد ثلاثة الله والإنسان والكون وأن الله خالق الانسان والكون، ويجب أن نستعين بهذا النموذج، في حين أن الحضارة المادية الغربية تعتمد على الإنسان والكون وتلغي الخالق، وهذا الجانب المفقود في حضارتهم، وهمّهم الوحيد هو كيفية سيطرة الإنسان على الكون لإخضاعه وفق قيم ليست بالضرورة أن تكون قيمًا إنسانية وتطمح للخير، بل كلها قيم هيمنة وتحكم وسيطرة ومادية بحتة وهذا متناقض مع النموذج الإسلامي الذي جمع بين الوحي وقراءة الكون.
ومن جهته أكد الدكتور المقدوني عدنان إسماعيلي، رئيس مجلس إدارة "Logos A"، ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة مقدونيا، في تصريح خاص لترك برس على هامش الملتقى، أن الملتقى يهدف للتعريف بناشري الكتب الإسلامية حول العالم، وللتعرف والتنسيق فيما بينهم، والتمهيد لإجراءات مستقبلية في نشر موحد للكتاب الإسلامي.
وأضاف إسماعيلي أنه تم خلال الملتقى طرح معنى الإسلاموفوبيا كمصطلح بين العديد من المسميات التي تظهر الخوف والتعصب والعنصرية ضد الإسلام مبينا أن الملتقى يعزز قيمة الكتاب الإسلامي الذي يعرف بالتاريخ والثقافة ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وكذلك يسلط الضوء على ثقافة الشعوب المسلمة الأخرى،ويجمع ناشري الكتاب الاسلامي من جميع بقاع العالم لنرى ماذا نستطيع أن نفعل في اتحادنا من نشر كتب إسلامية تحارب تلك الكتب المضللة والمضادة للإسلام والعرب.
وأعرب الدكتور إسماعيلي عن تفاؤله بمستقبل الكتاب عموما وبطباعته ورقيًا واستمراريته، وذلك بالرغم من الرقمنة التي أضعفت مقروئية الكتب الورقية ووجودها واستمرارها. وقال: "إنني متفائل بزيادة نشر الكتاب الإسلامي واقتنائه، ليعرف الشباب المسلم تاريخه ثقافته ومبادئه الحنيفة، وحتى يعرف الشاب المسلم نفسه وثقافته للرجوع من جديد لروح الإسلام".
ومن جهته، صرح الدكتور الجزائري كمال بن جعفر المنسق الإعلامي للملتقى الخاص بالاجتماع التأسيسي للاتحاد، في حديث لترك برس، أن ملتقى ناشري الكتاب الإسلامي اختُتم بمناقشة النظام الداخلي، والتصويت على أعضاء مجلس الإدارة الذين يمثلون تسع دول يقودون الفترة المتبقية حتى اجتماع الجمعية العامة بعد نحو ستة أشهر، الذي سيشكل منعطفا حاسما في خطة عمل الاتحاد العالمي لناشري الكتاب الإسلامي.
وذكر بن جعفر أنه سيتم حسب قوله بعد انتخاب مجلس الإدارة إصدار بيان ختامي يأمل من خلاله الناشرون أن يكون الاتحاد كيانا جديدا فعالا في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين في العالم.
وأضاف أنه تقرر انتخاب الأستاذ البروفيسور محمد بولوت رئيسا للاتحاد الدولي لناشري الكتاب الإسلامي، وأن "الجميع يأملون في توحيد المساعي لدعم زيادة نشر الكتاب الإسلامي والسعي لتحقيق الأهداف السامية لنشر الفكر الإسلامي".