وأوضح وزير الخارجية اليمني في رسائله، أنه وللعام السابع على التوالي يجتمع قادة العالم في الأمم المتحدة لمناقشة العديد من القضايا التي تهم البشرية، والشعب اليمني لا يزال يعاني من عدوان عسكري غاشم وحصار شامل ظالم أوجد أسوأ كارثة إنسانية من صنع البشر منذ تأسيس منظمة الأمم المتحدة.
وأكد أن ما تعانيه الجمهورية اليمنية ليس صراعاً داخلياً أو حرباً أهلية، كما يحاول تحالف العدوان الأمريكي السعودي تصويره للعالم، وإنما هو عدوان عسكري وحصار بري وبحري وجوي للشعب والأرض مخالف لكافة المواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وبيّن وزير الخارجية أن دول العدوان تمارس حرب إبادة وتدمير ممنهج لكل شيء في اليمن تحت ذريعة واهية وهي ما تدعيه بشأن إعادة الشرعية الدستورية، المحتجزة في فنادق وشقق مفروشة في عاصمة دولة العدوان الرياض وعدد من العواصم الأخرى المتماهية مع جريمة العدوان على اليمن وشعبه.
وقال إن "العدوان السعودي الأميركي الإماراتي على اليمن ليس وليد لحظته ولديه أهداف وأجندة خفية يعمل على تنفيذها مستغلاً جشع وطمع أفراد موالين له، لتنفيذ وتمرير مخططاتهم ضد اليمن".
وأشار إلى أن من تلك الأهداف إيجاد موطئ قدم داخل الأراضي والجزر اليمنية للقوات العسكرية الأجنبية بهدف احتلال واستغلال العديد من المواقع الاستراتيجية مثل جزيرة سقطرى ومضيق باب المندب ومحافظة المهرة، وكذا السيطرة الفعلية على عدد من المنافذ البرية والبحرية والجوية، والعمل على فرض السيطرة والتصرف كأمر واقع على الأرض من خلال فرض القوة المسلحة الغازية والعمل على تغيير ملامح الحدود الدولية التي تم ترسيمها في وقت سابق وأُودعت وثائق اتفاقاتها لدى الأمم المتحدة وهو الأمر الذي يُعد انتهاكاً صارخاً لتلك الاتفاقيات الحدودية المعترف بها دولياً.
وتطرق الوزير شرف، إلى مساعي دول العدوان لإثارة النعرات المناطقية وتأجيج صراعات دائمة في أوساط المجتمع اليمني، وتفكيك البلاد شعبياً وجغرافياً، بالإضافة إلى قيامها بدعم وتسليح وتمويل العديد من التنظيمات والجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش ومجموعات مسلحة منفلتة، ودمج بعضها في التشكيلات الأمنية والعسكرية التي أنشأتها، واستخدامها من قبل الرياض وأبو ظبي في تهديد وحدة اليمن والسلم والأمن الدوليين في منطقة باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
ولفت إلى أن أحد الأهداف والأجندة الخفية لدول العدوان؛ الحقد الأعمى على التاريخ الحضاري للشعب اليمني الذي يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، وذلك من خلال استهداف الغارات الجوية للمواقع التاريخية والأثرية مثل مدينتي صنعاء القديمة وزبيد وسد مأرب التاريخي وغيرها، وكذا السرقة المنظمة للتراث اليمني والآثار والتحف الفنية والكتب والمخطوطات التاريخية القيمة، وتدمير المحميات الطبيعية وسرقة الأشجار والطيور والحيوانات النادرة، والسيطرة على حقول النفط ومناجم الثروات الطبيعية ومنع استخدامها من قبل الشعب اليمني.
وذكر وزير الخارجية في رسالته للمجتمعين في نيويورك، بأن صنعاء تلقت العديد من الرسائل من عدد من الدول الشقيقة والصديقة بشأن وقف استهداف العمق السعودي، متناسين بأن الشعب اليمني ومدنه وقراه يتعرض للقصف بشكل يومي ويعاني معاناة شديدة نتيجة الحصار الشامل، وأن المنطق البشري وميثاق الأمم المتحدة وكافة المعاهدات والشرائع السماوية تؤكد على حق الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية في الرد والدفاع عن المواطن وسيادة البلاد.
وأكد أن المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، جادون في التوجه نحو السلام العادل والمُشرف للشعب اليمني، وأن دول العدوان إن كانت جادة في ما تعلنه برغبتها في السلام فيجب عليها أن تبرهن على ذلك على أرض الواقع.
وشدد وزير الخارجية، على أنه ينبغي على دول العدوان إرسال رسالة حقيقية للشعب اليمني من خلال عدم ربط معاناة الشعب بالملفات السياسية والعسكرية، والعمل أولا على معالجة الملف الإنساني والإغاثي وبالأخص إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام كافة الرحلات التجارية المدنية، وعدم عرقلة دخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية والغاز المنزلي وترتيب دفع مرتبات كافة موظفي الدولة دون تمييز.
ونوه إلى أن دول العدوان بمثل ذلك الموقف ستوفر البيئة والمناخ المناسب لوقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف واتخاذ الترتيبات المطلوبة لبدء الدخول في مفاوضات تسوية سياسية سلمية تخدم الشعب اليمني وتعزز الأمن والسلام والاستقرار في عموم منطقة الجزيرة العربية والخليج (الفارسي) .