وقال فرزانه إن تاريخ هذه الصنعة في إيران يعود إلى عهد حكم الصفويين حيث استغرقت أكثر من قرن لتترسخ وبالتالي تم تفعيل دور الطباعة تدريجيا في جميع أنحاء البلاد، ولكن في غضون ذلك وفي عام 1877 م أي قبل حوالي 145 عاما، تم إنشاء دار الطباعة في العتبة الرضوية المقدسة تحت عنوان "دار الطبع الرضوية"، وقامت بطبع العديد من الكتب والمؤلفات تم التعرف على 15 عملا منشورا منها حتى الآن.
وأضاف أن قضية الطباعة في العتبة الرضوية المقدسة كانت محور اهتمام متولي هذه العتبة المقدسة منذ قرون، وإصدار الكتب الدينة والثقافية من قبل العتبة هي المسألة التي ركز عليها جميع متولي العتبة، ولهذا الأمر المهم تم إنشاء دار الطباعة في العتبة منذ القدم.
وأوضح فرزانه أن بعد نهاية العهد البهلوي البائد وبعد انتصار الثورة الإسلامية المقدسة، أُسس أول مركز ثقافي للعتبة الرضوية في ديسمبر 1983 تحت عنوان " مركز العتبة الرضوية المقدسة للطباعة والنشر" لينشر تعاليم القرآن والإسلام في جميع أنحاء العالم من خلال مطبوعاته.
وأشار مسعود فرزانه إلى أهم الكتب التي طبعت في هذا المركز الذي يركز على القضايا الدينية مثل: العلوم القرآنية والحديث وسيرة الإمام الرضا (عليه السلام) والأئمة الأطهار (عليهم السلام)، كما أن طبع المصحف الكريم بجميع أنواعه هو أهم ما يعمل عليه مركز الطباعة في العتبة الرضوية.
وصرح أن إعادة نشر الأعمال القيمة لمتاحف العتبة الرضوية المقدسة التي تتكون من سبع مجلدات رائعة، هي من أبرز مهام هذا المركز، ومن بين هذه المجلدات يمكن الإشارة إلى الكتاب النفيس "قصر الشمس" الذي ينقل لنا أحداث مشاريع الصيانة والترميم في العتبة الرضوية المقدسة خلال فترة إغلاق الحرم الضوي الشريف في العام الماضي إثر جائحة كورونا، والذي يحتوي على رسالة تقريظ قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي (دام ظله).
ونوه أن الطباعة بمثابة مفترق طرق يجمع بين العناصر الأربعة الرئيسية وهي "الثقافة والفن والإعلام والصناعة"، مما يتيح يوميا طبع كتب مختلفة في المجلات المعرفية والفكرية، وذلك يكون أمرا مهما حيث يزيد من مستوى الوعي والمعرفة لدى الناس.