واجرت منظمة " انقذوا الاطفال " استطلاعٌ للرأي على 141 فرداً من موظفيها في مجالي الصحة العقلية والتعليم ،كانت نتيجته أن 35% منهم يقولون إن الأطفال الذين عمِلوا معهم قد تعمَّدوا إيذاء أنفسهم .
وتفاقمت معاناة أطفال الروهينغا بسبب عدم استقرار الأمن داخل المخيمات التي تفتقر إلى النظافة ، والتي ضربتها هجمات الحرائق والفيضانات والأعاصير وجائحة كورونا .
كما أثّرت الحرائق بشكلٍ خاص عليهم خصوصا الذين يتذكر العديد منهم فرارهم للنجاة بحياتهم من جنود ميانمار الذين أحرقوا منازلهم وقراهم .
إذ أبلغ العاملون بمجال الصحة العقلية في هذه المخيمات عن أن الأطفال بدأت تظهر عليهم أعراض الضائقة بوضوح، ومنها: الأرق والكوابيس والاكتئاب وإيذاء النفس.
حسب تقرير لصحيفة تلغراف البريطانية، فإنه بعد أربع سنوات من فرار نحو مليون لاجئ من الروهينغا إلى بنغلاديش المجاورة؛ هرباً من براثن حملة القتل الوحشية على يد جيش ميانمار، بدأت تظهر أعراض الصدمة وإيذاء النفس على الأطفال الناجين.
فقد اندلعت الحرائق أكثر من 100 مرة داخل المخيمات خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، مقارنةً بـ82 حريقاً فقط طيلة العام الماضي؛ مما أدى إلى مشاهد مؤسفة لآلاف اللاجئين وهم يفقدون منازلهم المؤقتة وممتلكاتهم القليلة، من جديد أمام ألسنة النيران.
في الشهر الماضي، تسببت الأمطار الغزيرة في انهيارات أرضية وفيضانات داخل المخيمات ، ما تسبب بمقتل 10 أشخاص، بينهم ثلاثة أطفالٍ على الأقل، وتدمير آلاف المنازل.
إذ تسبَّبت أحداث العام الماضي، في إثارة اضطرابات الصدمات السابقة، إذ قال 70% على الأقل من العاملين في المنظمة، إن الأطفال الذين تعاملوا معهم قد أشاروا إلى التجارب الصادمة التي عاشوها بميانمار، في أثناء الحديث عن الأحداث الأخيرة بالمخيمات، وهذا يشمل الحرائق وعنف العصابات.
و تضاءلت آمال الروهينغا في العودة إلى قراهم الأصلية أكثر بعد انقلاب فبراير/شباط من جنرالات الجيش، الذين أشرفوا بأنفسهم على حملة التطهير العرقي ضد الروهينغا عام 2017.
في هذا السياق، قالت روما خوندوقار، أخصائية الصحة العقلية الكبيرة بالمنظمة، إن أزمة العام الماضي تركت كثيراً من الأطفال في حالة عجزٍ عن التأقلم: “صادفنا العديد من الأطفال الذين أُصيبوا بالصدمة نتيجة الكوارث المتتابعة. فبعد الحريق الهائل الذي اندلع مطلع العام الجاري، بدأت الكوابيس تراود الأطفال في نومهم”.
قبل أن تضيف: “كان العديد منهم قد تعرَّض من قبلُ لتجربة احتراق منزله في ميانمار. ولك أن تتخيل عيش تجربة احتراق منزلك مرةً تلو الأخرى. إذ لا يستطيع عقل الطفل الصغير تحمُّل كثير من هذه التجارب القاسية”.