وفي إطار مشروع 1455 الوطني للقرآن الكريم في الجمهورية الاسلامية الايرانية، تمّ تسليط الضوء علي الآيتين 8 و9 من سورة الإنسان المباركة "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا" كما يلي:
الآيتان الكريمتان تشيران إلي أعمال وصفات "الأبرار" و"عباد الله" وهي بحسب الآية الكريمة كما يلي:
أولاً: إطعام الناس: فإنهم ينفقون الطعام رغم حاجتهم إليه إلي "المسكين" و"اليتيم" و"الأسير" وذلك لقوله تعالي "وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً".
ثانياً: الإخلاص: فإنهم يقولون إنا نطعمكم لانريد منكم جزاء ولا شكوراً إنما نقوم بذلك لوجه الله تعالي وذلك لقوله تعالي "إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً".
إنهم مخلصون في كل ما يفعلون وليس في إطعام الآخرين فحسب بل هم يقومون بالإنفاق راجين رحمة من الله لايريدون جزاء من عباده وهذا هو الإخلاص في النية وهي أصل ومبدأ راسخ في الإسلام لأن كل ما يتم فعله لغير الله تعالي لا يستحق الأجر المعنوي ولا قيمة له عند الله تعالي وذلك لقول رسول الله (ص) " لاَ عَمَلَ إِلاَّ بِالنِّيَّةِ".
ثالثاً: إطعام الجياع من أفضل الأعمال ولهذا أشار القرآن الكريم إلي ذلك مراراً وجعل لذلك أجراً وجزاءً عظيماً.
اذا نظرنا في حياة الناس المعاصرين لرأينا آلاف الناس يموتون جوعاً وملايين الناس يسرفون علي أنفسهم ويلقون الأطعمة في القمامة لزيادتها وهنا نعرف أهمية قوله تعالي وأمره بإطعام الآخرين.
رابعاً: هناك حديث للإمام الصادق (ع) "مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً حَتَّى يُشْبِعَهُ لَمْ يَدْرِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اَللَّهِ مَا لَهُ مِنَ اَلْأَجْرِ فِي اَلْآخِرَةِ لاَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلاَّ اَللَّهُ رَبُّ اَلْعَالَمِينَ" وهو حديث يحثنا علي إطعام المؤمنين وإن لم يكونوا فقراء أو محتاجين.
جدير بالذكر أن مشروع "1455" الوطني للقرآن الكريم في إيران انطلق 26 يونيو / حزيران الماضي بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي. يقام هذا المشروع تحت شعار "القرآن والأمل والحياة" وبدعم ومشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.