البث المباشر

24 ذو الحجة.. ذكرى تصدق الإمام علي (ع) بالخاتم

الأحد 24 يوليو 2022 - 12:43 بتوقيت طهران
24 ذو الحجة.. ذكرى تصدق الإمام علي (ع) بالخاتم

يصادف يوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة ذكرى تصدُّق أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه أثناء صلاته, ونظراً لأهمية هذه الذكرى وما انطوت عليه من مفاهيم ومضامين لها أبعادها ودلالاتها العميقة أنزل الله تعالى فيها آية الولاية.

 

فقال عزّ وجلّ: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (سورة المائدة، الآية: 56)

وهذه الآية الكريمة فيها عدة دلائل منها الولاية فالله سبحانه وتعالى قال: "إنما وليكم الله ورسوله ثم قال والذين آمنوا" ولكي لا يكون لفظ عام يشتبه على قارئه شمول كل مؤمن قيدت الآية بعدة تقييدات وهي الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وفي هذه التقييدات دلالة واضحة على ان المراد من هذه الآية هي شخصية معينة وليس عموم المؤمنين ولكي نعرف هذه الشخصية لابد أن نرجع للتفاسير والأحاديث لكي نعرف من المراد في هذه الآية ومن هي الشخصية التي تصدقت بالخاتم في هذه الآية الكريمة.

 

قصّة التصدّق

قال الإمام الباقر(عليه السلام): «إنّ رهطاً من اليهود أسلموا، منهم: عبد الله بن سلام، وأسد، وثعلبة، وابن يامين، وابن صوريا، فأتوا النبي(صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا نبيّ الله، إنّ موسى أوصى إلى يوشع بن نون، فمن وصيُّك يا رسول الله؟ ومن وليّنا بعدك؟

فنزلت هذه الآية: "إِنّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ".

ثمّ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): “قوموا”، فقاموا فأتوا المسجد، فإذا سائلٌ خارج، فقال: “يا سائل، أما أعطاكَ أحد شيئاً”؟ قال: نعم، هذا الخاتم.

قال(صلى الله عليه وآله): “مَن أعطَاك”؟ قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلِّي، قال: “على أيِّ حالٍ أعطاك”؟ قال: كان راكعاً، فكبّر النبيُّ(صلى الله عليه وآله)، وكبّر أهل المسجد.

فقال(صلى الله عليه وآله): “عليٌّ وليُّكم بعدي”، قالوا: رضينا بالله ربّاً، وبمحمّدٍ نبيّاً، وبعليٍّ بن أبي طالب وليّاً، فأنزل الله عزّ وجلّ: )وَمَن يَتَوَلّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ فَإِنّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ((۲)»(۳).

 

اتّفاق المسلمين على التصدّق

اتّفقت روايات العلماء على أنّ الإمام علي (عليه السلام) قد تصدّق بخاتمه وهو راكع، وليس بين الأُمّة الإسلامية خلاف في ذلك، فشكَر الله ذلك له وأنزل الآية فيه، فيلزم الأُمّة الإقرار بها؛ وذلك لموافقة هذه الأخبار لكتاب الله، وحينئذٍ كان الاقتداء بها فرضاً، لا يتعدّاه إلّا أهل العناد والفساد.

 

ما قيل في التصدّق من شعر

۱ـ قال حسّان بن ثابت:

أبَا حَسَنٍ تفديكَ نفسي ومُهجَتي ** وكُلُّ بطيءٍ في الهُدَى ومُسارِعِ

أيَذْهبُ مَدحي في المُحِبِّينَ ضَائعاً ** ومَا المَدحُ في ذاتِ الإلَهِ بِضائِعِ

فأنتَ الذي أعطيتَ إذْ كُنتَ رَاكِعاً ** فَدَتْكَ نفوسُ القَومِ يَا خَيرَ رَاكِعِ

بِخَاتَمِكَ الميمونِ يَا خَيْرَ سَيّدٍ ** ويَا خير شارٍ ثمّ يَا خَيرَ بَائِعِ

فأنزلَ فيكَ اللهُ خَيرَ وِلايَةٍ ** وبيّنَها في مُحكَمَاتِ الشرائِعِ(۴).

وقال أيضاً:

وافى الصلاة مع الزكاة فقامها ** والله يرحم عبده الصبّارا

مَنْ ذا بخاتَمه تصدّقَ راكعاً ** وأسرّها في نفسهِ إسرارا

مَن كانَ باتَ على فراشِ محمّدٍ ** ومحمّدٌ أُسري يَؤمُّ الغارا

من كان جبريل يقوم يمينه ** يوماً وميكال يقوم يسارا

مَن كان في القرآنِ سُمّيَ مؤمناً ** في تِسعِ آياتٍ جُعلن كبارا(۵).

 

۲ـ قال خزيمة بن ثابت الأنصاري:

فديت علياً إمام الورى ** سراج البرية مأوى التقى

‏وصي الرسول وزوج البتول ** إمام البرية شمس الضحى

ففضّله الله ربّ العباد ** وأنزل في شأنه هل أتى

تصدّق خاتمه راكعاً ** فأحسن بفعل إمام الورى(۶).

 

۳ـ قال السيّد الحميري(رحمه الله):

من كان أوّل من تصدّق راكعاً ** يوماً بخاتمه وكان مشيرا

من ذاك قول الله إنّ وليكم ** بعد الرسول ليعلم الجمهورا

وقال أيضاً:

وأنزل فيه ربّ الناس آيا ** أقرَت من مواليه العيونا

بأنّي والنبي لكم ولي ** ومؤتون الزكاة وراكعونا

ومن يتول ربّ الناس يوماً ** فإنّهم لعمري فائزونا(۷).

 

۴ـ قال دعبل الخزاعي:

نطق القرآن بفضل آل محمّد ** وولاية لعليه لم تجحد

بولاية المختار من خير الورى ** بعد النبي الصادق المتودّد

إذ جاءه المسكين حال صلاته ** فامتدّ طوعاً بالذراع وباليد

فتناول المسكين منه خاتماً ** هبة الكريم الأجود بن الأجود

فاختصّه الرحمن في تنزيله ** من حاز مثل فخاره فليعدد(۸).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

۱٫ المائدة: ۵۵٫

۲٫ المائدة: ۵۶٫

۳٫ الأمالي للصدوق: ۱۸۵٫

۴٫ مناقب آل أبي طالب ۲ /۲۱۱٫

۵٫ شرح الأخبار ۲ /۵۷۲٫

۶ مناقب آل أبي طالب ۲ /۲۱۱٫

۷٫ المصدر السابق.

۸٫ ديوان دعبل الخزاعي: ۸۵٫

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة