البث المباشر

هل انتهت نتائج وتداعيات 11 سبتمبر؟

السبت 12 سبتمبر 2020 - 21:56 بتوقيت طهران
هل انتهت نتائج وتداعيات 11 سبتمبر؟

ناقشت صحيفة "واشنطن بوست" في مقال للصحفي "إيشان ثارور" تساؤلا حول انتهاء النتائج والتداعيات التي ترتبت على هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وقالت الصحيفة: "أدت الهجمات إلى عهد جديد من التدخلات الأمريكية العسكرية في الخارج وسلطات المراقبة والأمن في الداخل. وإلى إعلان الحرب على الإرهاب، وانتشار القوات الأمريكية في أنحاء العالم".

وتابعت: "بعد 19 عاما، بالكاد تراجع التطرف، ولا يزال الجيش الأمريكي والأموال الأمريكية تستنزف في مستنقعات خارجية".

وشهد عدد غير محدود من المدنيين بيوتهم ومجتمعاتهم تدمر في سلسلة متتالية من الكوارث السياسية من غزو أمريكا للعراق إلى ثورات الربيع العربي إلى الصراعات في ليبيا وأفغانستان.

ولكن من نواح كثيرة بدت هجمات سبتمبر وما تبعها أشبه بحريق كبير ترك آثارا بعيدة.

وأوضحت أنه "في الغرب، افتتح العقد الماضي وأغلق بركود وصدمة اقتصادية. والعولمة التي اعتبرت قوة حميدة لا يمكن وقفها ذابت في مرجل القومية والشعبوية. وأصبحت النخبة السياسية في واشنطن تبحث عن طريقة للتخلص من ورطاتها في الشرق الأوسط والتركيز بدلا من ذلك على مواجهة التحدي الاستراتيجي للصين".

كما أن التجارب الحديثة مع جائحة كورونا وخطر التغير المناخي يغيران آلية وضع الحكومات أولوياتها في كل مكان من حيث الأمن القومي والأجندات.

وقال بن رودس، مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، في مقال له هذا العام: "كون كوفيد-19 غير أسلوب الحياة التي يعيشها الأمريكيون، ويهدد بقتل الناس بأعداد أكثر مما استطاع فعله أي إرهابي، فقد حان الوقت أخيرا أن نغلق فصلا من تاريخنا بدأ في 11 أيلول/ سبتمبر 2001".

وفي مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن أصبحت فترة 11 أيلول/ سبتمبر مرادفة لسردية "الانحدار الأمريكي".

وقال تقرير حديث لشركة راند، التي تتابع النفوذ الأمريكي المتراجع في العالم: "أطلق الزعماء الأمريكيون حربا عالمية على الإرهاب كردة فعل على هجمات 11 أيلول/ سبتمبر وشجعهم على ذلك انهيار طالبان السريع وتشتت القاعدة، وتبنوا سياسة التدخل العسكري الاستباقي للتعامل مع الانتشار النووي وغزوا العراق وأعلنوا عن نيتهم تحويل ذلك البلد إلى نموذج للديمقراطية في بقية الشرق الأوسط (...) هذه المهمات المتعددة ضغطت على إمكانات أمريكا. ولم يكتمل أي من الأهداف بشكل مرض".

ولكن ليست هناك طريقة سهلة للانفصال عن إرث "اليد الطويلة"، كما اكتشف ذلك الرئيس ترامب نفسه.

وهناك العديد من الخبراء الأمريكيين ينصحون باستراتيجية "البقاء المشوش" في الشرق الأوسط، نظرا للخشية من زيادة التدخل في المنطقة، أو الانسحاب أحادي الجانب.

وكتب ويليام بيرنز، رئيس مركز كارنيغي للسلام الدولي والدبلوماسي الأمريكي المخضرم: "الخطر الرئيسي في تقليص المصاريف هو المبالغة فيها أو التسرع، وأي محاولة لفك ارتباط أمريكا بالعالم له جوانب سلبية معقدة (...) وتعطي محاولة الرئيس السابق باراك أوباما تغيير قواعد التعامل في الشرق الأوسط تحذيرا مهما. فخطته المدروسة على المدى الطويل واجهت العواطف قصيرة الأمد في المنطقة وتسببت بفوضى وشكوك حول القوة الأمريكية".

هذا النوع من النظرة القاتمة للشرق الأوسط أصبحت سائدة في واشنطن. فكتب ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية: "الوضع في عدد من الدول يبدو سيئا جدا لدرجة أنه من الصعب تخيل أن انفجارات مهمة جديدة يمكن أن تكون متوقعة (...) والصراعات على الهوية والسيادة والشرعية وحقوق الفرد والمجتمع كلها متشابكة بطرق تعيد تشكيل المنطقة. ومن بين عدد من النتائج المتخيلة، فإن المزيد من التراجع والعنف والاستبداد يبدو الأكبر احتمالا".

وقال كوك: "بات ذلك يشكل صداعا لم يعد الكثير من صناع السياسة الأمريكية يتحملونه".

وكتب دانيال بيسنر، المؤرخ في جامعة واشنطن: "مع أن المخاوف بخصوص الإسلام تخللت الثقافة الأمريكية في العقد الأول من القرن الحالي ومع وصول العقد الثاني فقد أصبح واضحا أن هذا التهديد الحديث لا يملك قوة الاستمرار مثل الاتحاد السوفييتي، فالجهاديون ليسوا بالقوة التي يهددون بها أمريكا.. ولهذا السبب فإننا بشكل جزئي نشهد محاولات لتغذية حرب باردة جديدة مع الصين والتي إن تم بدؤها فستوفر لمؤسسة السياسة الخارجية المنطق الذي تحتاجه لتبرير المصاريف المتزايدة دائما لدعم الإمبراطورية الأمريكية".

ولكن حتى إن دخلنا في فصل جديد من التاريخ، كما ذكر رودس، فإن الفصل السابق لم ينته بعد، بالتأكيد ليس بالنسبة لمن يعيشون في البلدان المتأثرة بالحرب على الإرهاب التي قادتها أمريكا.

وقدرت دراسة نشرها معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة في جامعة براون هذا الأسبوع أن ما لا يقل عن 37 مليون شخص نزحوا بسبب الحروب المرتبطة برد أمريكا على 11 أيلول/ سبتمبر.

ويمكن للشخص أن يختلف بشأن السبب لعمليات النزوح. فأمريكا بالكاد هي الفاعل السياسي الرئيسي في العنف الذي اضطر ملايين الناس للنزوح من بيوتهم في بلدان مثل سوريا والصومال والفلبين ولكن الفوضى لهذه الصراعات لا تزال جزءا من مأساة فترة 11 أيلول/ سبتمبر.

وقال ديفيد فاين، أستاذ الأنثروبولوجيا في الجامعة الأمريكية لنيويورك تايمز: "لقد كان هذا أحد أكبر نماذج الأضرار، بالطبع إضافة إلى الضحايا من القتلى والمصابين الذين تسببت بهم هذه الحروب.. وتخبرنا أن تدخل أمريكا في هذه البلدان كان كارثيا وضارا بشكل مخيف من نواحلا أعتقد أن معظم الناس في أمريكا وأنا من بينهم.. فكروا فيها حتى بأبسط شكل".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة