تأتي التطورات الميدانية والإنسانية في قطاع غزة بالتزامن مع التحضيرات لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، والتي تُعد أبرز محطات ما بعد وقف الحرب الأخيرة على القطاع.
وأفاد شهود عيان بأن أحد المواطنين استُشهد أثناء عودته لتفقد منزله شمال غربي رفح، فيما ارتقى آخر برصاص الاحتلال في منطقة معن شرقي خانيونس مساء الأحد.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 124 شهيداً، بينهم 117 تم انتشالهم من تحت الأنقاض، إلى جانب 33 إصابة مختلفة. ووفق الإحصاءات الرسمية، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 67,806 شهداء و170,066 مصاباً.
في سياق آخر، أعلنت شرطة محافظة خانيونس عن ترتيبات أمنية ومرورية مشددة في محيط مجمع ناصر الطبي استعداداً لاستقبال الأسرى المحررين يوم غدٍ الإثنين، متوقعةً احتمال تبكير موعد الإفراج عنهم.
وذكرت الشرطة في بيان رسمي أنه سيتم إغلاق عدد من الطرق الرئيسية والفرعية المحيطة بالمجمع أمام حركة المركبات اعتباراً من الساعة السابعة صباحاً وحتى إشعار آخر. وتشمل الإغلاقات: شارع البحر من عمارة جاسر حتى مفترق الظهرة، ومن مفترق الظهرة إلى مفترق النمساوي، وصولاً إلى المستشفى الأردني والبوابة الشمالية لمجمع ناصر الطبي.
وأوضحت أن ساحة المجمع ستُخصص بالكامل لاستقبال الأسرى المحررين، بينما يُسمح بدخول المرضى والعاملين عبر البوابتين الشمالية والشرقية فقط. أما أهالي الأسرى فسيُخصص لهم الساحة الشمالية لمركز هند الدغمة لاستقبال أبنائهم، على أن يكون الدخول عبر البوابة الجنوبية للمجمع. ودعت الشرطة المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات وسلوك طرق بديلة لتسهيل حركة المرور وضمان سير الفعاليات الوطنية بأمان وتنظيم.
ومن المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم غدٍ عن 250 أسيراً من أصحاب الأحكام المؤبدة والعالية، إضافة إلى 1700 أسير من قطاع غزة، مقابل تسليم الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وذلك ضمن اتفاق إنهاء الحرب على غزة.
في المقابل، كثّفت إسرائيل خلال الساعات الماضية استعداداتها لتنفيذ الصفقة، وسط مؤشرات على احتمال تقديم موعد الإفراج، حيث صدرت أوامر عاجلة بتحريك الوحدات الخاصة ونقل عدد من المعتقلين إلى مراكز الإفراج.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش وضع وحداته الخاصة في حالة تأهب داخل قطاع غزة تحسباً لإطلاق الأسرى الإسرائيليين في أي لحظة، فيما كشفت يديعوت أحرونوت أن إدارة السجون بدأت فعلياً إجراءات الإفراج ونقلت المعتقلين من خمسة سجون إلى مرافق خاصة استعداداً للتنفيذ.
وقالت مصادر حقوقية إن سلطات الاحتلال جمعت عدداً من الأسرى المقرر الإفراج عنهم في سجني النقب وعوفر، تمهيداً لإطلاق سراحهم خلال الساعات المقبلة، مشيرةً إلى تعرضهم للضرب والمعاملة المهينة أثناء تجميعهم، وفق ما أظهرته مشاهد مصوّرة.
ووصف مكتب إعلام الأسرى ما جرى بأنه “توثيق جديد لسياسة الإذلال الممنهج”، محذراً من انتهاك إسرائيل للمعايير الإنسانية خلال تنفيذ الصفقة.
ويُقدّر أن نحو 48 أسيراً إسرائيلياً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 20 أحياء، مقابل أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية يعيشون في ظروف توصف بأنها “قاسية وغير إنسانية”، بحسب منظمات حقوقية.