البث المباشر

«الفقاعات النانوية الإيرانية» والمعجزة الإنتاجية في الزراعة

الإثنين 13 أكتوبر 2025 - 18:30 بتوقيت طهران
«الفقاعات النانوية الإيرانية» والمعجزة الإنتاجية في الزراعة

أشار محمد مهدي إسماعيلي، مدير مشروع «الفقاعات النانوية» في لجنة تطوير تكنولوجيا النانو، إلى الدور الكبير لهذه التقنية في تحقيق إنتاجٍ زراعي مستدام حيث ترفع من نسبة الأوكسجين في مياه الري وتقلل من استهلاك الأسمدة والمبيدات، مما يمهّد لزراعة معرفية وإنتاج محاصيل صحية.

وأوضح إسماعيلي بهذا الصدد أن تكنولوجيا الفقاعات النانوية تتعلق بفقاعاتٍ دقيقة جداً، أصغر من قطر شعرة الإنسان بنحو ألف مرة، ويمكن لهذه الفقاعات الدقيقة أن تؤثر بعمق في طيف واسع من الصناعات.

وأضاف:

«نركز حديثنا على تأثير هذه التقنية في مجالي الزراعة وتربية الأسماك، باعتبارهما من الركائز الأساسية للأمن الغذائي في البلاد».

وبيّن أن مفهوم الأمن الغذائي يقوم على ثلاثة محاور رئيسية:

"إنتاج غذاء صحي، توافر هذا الغذاء، واستمرار هذا التوافر بمرور الوقت".

ولتحقيق إنتاجٍ مستدام للغذاء رغم محدودية الموارد، يجب اعتماد طرقٍ سريعة واقتصادية وصحية، وهنا يأتي دور تقنية الفقاعات النانوية.

وفيما يتعلق بالزراعة، قال إسماعيلي إن هذه التقنية تتيح إدخال فقاعاتٍ دقيقة جداً من غاز الأوكسجين إلى مياه الري، لتتحقق فوائد متعددة في آن واحد.

فالخطوة الأولى، بحسبه، أن الفقاعات النانوية تمتلك خاصية مضادة للميكروبات، إذ تُدمَّر العوامل المسببة للأمراض عند دخولها منظومة الري، ما يجعل النباتات أكثر صحة دون الحاجة إلى المبيدات الكيميائية.

أما الأثر الثاني فهو تعزيز نمو الجذور بفضل توفر الأوكسجين الكافي، ما يزيد من سرعة وكفاءة امتصاص المغذيات. وبذلك يمكن الحصول على محاصيل أكثر جودةً وكثافة مع استهلاك أقل للمياه والأسمدة.

وأضاف إسماعيلي أن الفقاعات النانوية تزيد من مسامية التربة أثناء حركتها داخلها، وتمنع تراكم الأسمدة الكيميائية في طبقاتها، مما يحافظ على خصوبة التربة وصحتها.

وفي قطاع تربية الأسماك، أوضح أن مبدأ استخدام الفقاعات النانوية مشابه لما في الزراعة؛ إذ تُحقن فقاعات الأوكسجين الدقيقة في مياه أحواض الأسماك. والنتيجة الأولى هي القضاء على مسببات الأمراض، مما يقلل الحاجة إلى الأدوية والمضادات الحيوية.

وأشار إلى أن هذه التقنية تخفّض بشكلٍ ملحوظ معدلات نفوق الأسماك أثناء فترة التربية، كما أن ضخ مليارات الفقاعات الدقيقة في الماء يرفع مستوى الأوكسجين المذاب إلى درجةٍ تتيح تربية أعدادٍ مضاعفة من الأسماك في الأحواض نفسها دون أن تتعرض للضغط أو نقص الأوكسجين.

وختم إسماعيلي بالقول:

«إنه نوعٌ من المعجزة الإنتاجية، إذ يمكن مضاعفة إنتاج الغذاء البحري باستخدام نفس الإمكانات والأحواض».

ولفت إلى أن تطبيقات هذه التقنية لا تقتصر على الزراعة وتربية الأسماك، بل تمتد إلى مجالاتٍ أخرى مثل الطب، التعدين، معالجة المياه والصرف الصحي، وغيرها من القطاعات التي يمكن أن تترك أثراً اقتصادياً وحياتياً واسعاً.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة