البث المباشر

زوار المشاهد المشرفة من احباء الله

الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 14:39 بتوقيت طهران
زوار المشاهد المشرفة من احباء الله

إذاعة طهران- مزارات الموحدين: الحلقة 18

سلام من الله عليكم أخوة الايمان وأهلا بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نستهلها بالإشارة الى حقيقة مهمة من حقائق الترابط بين توحيد الله وزيارة مشاهد أصفيائه أهل بيت النبوة – عليهم السلام – وهذه الحقيقة هي أن جعل أفئدة الناس تهوى إليهم والى زيارتهم – عليهم السلام – هو من فضل الله الخاص بالذين أحبهم الله وأراد بهم الخير وتفضل عليهم بمحبة أوليائه – عليهم السلام –.

 


والحقيقة المتقدمة تصرح بها عدة من الأحاديث الشريفة نختار منها إثنين رواهما الشيخ الثقة أبوالقاسم جعفر بن محمد في كتاب كامل الزيارات، الأول عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام )، قال: " من أراد الله به الخير قذف في قلبه حب الحسين (عليه السلام ) وحب زيارته، ومن أراد الله به السوء قذف في قلبه بغض الحسين وبغض زيارته ".
والحديث الثاني عن محمد بن مسلم، قال: قلت لأبي عبدالله الصادق (عليه السلام) ما لمن أتى قبر الحسين ( عليه السلام )، قال: " من أتاه شوقا إليه كان من عباد الله المكرمين، وكان تحت لواء الحسين بن علي حتى يدخلهما الله الجنة ".

 


أيها الأخوة والأخوات، نقلنا لكم في الحلقات السابقة من برنامجم هذا (مزارات الموحدين) فتاوي وتصريحات كبار علماء أهل السنة من المذاهب المختلفة بشأن آثار وبركات زيارة مشاهد أهل بيت النبوة– عليهم السلام –، وهذا ما نتابعه في هذه الحلقة.
عقد الشيخ عبدالله الشبراوي الشافعي المتوفى 1172 في كتابه – الإتحاف بحب الأشراف باباً عن زيارة الحسين – عليه السلام – وعن مشهده المعروف في مصر بمشهد الرأس الشريف الأشراف وذكر فيه زيارته وشطرا من الكرامات التى ظهرت فيه وإحياء يوم الثلاثاء بزيارته وقال: " والبركات في هذا المشهد مشاهدة مرئية، والنفحات العائدة على زائريه غير خفية، وهي بصحة الدعوى ملية، والأعمال بالنية ".
ولأبي الخطاب بن دحية في ذلك جزء لطيف مؤلف، واستفتي القاضي زكي الدين عبدالعظيم في ذلك فقال: " هذا مكان شريف وبركته ظاهرة والاعتقاد فيه خير والسلام ".

 


مستمينا الأفاضل، ويشهد تأريخ المشاهد المشرفة لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – أن سنة الله عزوجل جرت بمعاقبة الذين يتعرضون لها بالسوء عاجلاً وآجلاً لكي يعرّف عباده بأنها بيوته التي أذن الله أن تعرف لكي يذكر فيها إسمه.
ومن هذه الروايات الموثقة في هذا الباب ما رواه الشيخ الطوسي في كتاب الأمالي بسنده عن الفضل بن محمد بن عبدالحميد، قال: دخلت على إبراهيم الديزج وكنت جاره أعوده في مرضه الذي مات فيه، فوجدته بحال سوء فإذا هو كالمدهوش وعنده الطبيب فسألته عن حاله وكانت بيني وبينه خلطة وأنس توجب الثقة بي والانبساط إلي فكاتمني حاله، وأشار إلي الطبيب فشعر الطبيب بإشارته، ولم يعرف من حاله ما يصف له من الدواء ما يستعمله، فقام فخرج، وخلا الموضع فسألته عن حاله فقال: أخبرك والله وأستغفر الله، أن المتوكل أمرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر الحسين عليه السلام فأمرنا أن نكربه ونطمس أثر القبر، فوافيت الناحية مساء، ومعنا الفعلة معهم المساحي والمرود فتقدمت إلى غلماني وأصحابي أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر وحرث أرضه فطرحت نفسي لما نالني من تعب السفر ونمت فذهب بي النوم فإذا ضوضاء شديد، وأصوات عالية، وجعل الغلمان ينبهوني فقمت وأنا ذعر، فقلت للغلمان: ما شأنكم؟ قالوا: أعجب شأن، قلت: وما ذاك؟ قالوا: إن بموضع القبر قوما قد حالوا بيننا وبين القبر وهم يرمونا مع ذلك بالنشاب فقمت معهم لاتبين الامر فوجدته كما وصفوا، وكان ذلك في أول الليل من ليالي البيض، فقلت ارموهم فرموا فعادت سهامنا إلينا فما سقط سهم منها إلا في صاحبه الذي رمى به فقتله. فاستوحشت لذلك وجزعت، وأخذتني الحمى والقشعريرة، ورحلت عن القبر لوقتي ووطنت نفسي على أن يقتلني المتوكل لما لم أبلغ في القبر جميع ما تقدم إلي به، قال الراوي: فقلت له قد كفيت ما تحذر من المتوكل قد قتل بارحة الأولى وأعان عليه في قتله المنتصر فقال لي: قد سمعت بذلك، وقد نالني في جسمي مالا أرجو معه البقاء، قال الراوي، كان هذا في أول النهار فما أمسى الديزج حتى مات.
قال الراوي: إن المنتصر سمع أباه يشتم فاطمه عليها السلام فسأل رجلا من الناس عن ذلك فقال له قد وجب عليه القتل إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر، قال: ما أبالي إذا أطلعت الله لقتله أن لا يطول لي عمر فقتله وعاش بعده سبعة أشهر.

 


نشكر لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج (مزارات الموحدين ) نسألكم الدعاء ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة