البث المباشر

شرح فقرة: "فقري، ويسر حاجتي، واقلني عثرتي، ..."

الأحد 4 أغسطس 2019 - 15:46 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " فقري، ويسر حاجتي، واقلني عثرتي " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها أحد ادعية الزهراء (عليها السلام)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، وانتهينا من ذلك الي مقطع ورد فيه: (اللهم صلي علي محمد وآل محمد)، الي ان يقول: (واغن فقري، ويسر حاجتي، واقلني عثرتي، ...). 
هذه الظواهر أو الحاجات التي يتوسل الدعاء بالله تعالي بأن يحققها لقارئ الدعاء هي جملة من حاجات متنوعة، حدثناك عن قسم منها، ونحدثك الآن عن قسم آخر، حيث نبدأ فنلقي الاضاءة اولاً علي فقرة (اغن فقري)، فماذا نستلهم؟ 
لعل القارئ للادعية يتساءل قائلاً: ان الفقر في لسان الادعية غالباً ما يتناول من خلال ما يضاده مثل اغنني أو الاعاذة منه مثل(واعوذ بك من الفقر) أو احياناً من خلال الاستعارة المعروفة مثل (اجبر فقري)، اما ان يأتي الحديث عن الفقر من خلال عبارة (اغني فقري فيعد استخداماً نادراً). 
لذلك فان السؤال المترتب علي ذلك هو: ما هي الاسرار الفنية الكامنة وراء التعبير الجديد: (اغن فقري)؟
الجواب: العبارة المذكورة استعارة لها طرافتها دون ادني شك فاذا كان الفقر يعني: قلة اليسار، فان عبارة (اغن قلة يساري) تظل هي المقابل، اي ان طابع (الغني) يخلع علي (قلة اليسار) فتصبح القلة غنيً، اي: يصبح القليل كثيراً، وهذا من التعبيرات الطريفة دون ادني شك وهو يتماثل مع قوله تعالي مثلاً «فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ» حيث يخلع (الرضي) علي (العِيشَةٍ) وليس علي صاحبها: كما هو واضح، الاان النتيجة هي: العِيشَةٍ المرضية.
بعد ذلك نواجه عبارة (يسر حاجتي)، هذه العبارة بدورها من الطرافة بمكان، انها تشبه العبارة السابقة من حيث كونها تخلع طابع (اليسر) علي (الحاجة) بدلاً من خلعة اي: ليس علي الانجاز للحاجة وليس الحاجة ذاتها، وهذا النمط من التعبير له دلالته الاكثر كثافة من حيث الاشباع لحاجة قارئ الدعاء. لذلك يمكننا الذهاب الي ان هذه العبارة الاستعارية (يسر حاجتي)، تعني:اللهم سهل لي انجاز حاجتي، اي: التسريع في تحقيق الاشباع لحاجات قاريء الدعاء.
بعد ذلك نواجه عبارة (اقلني عثرتي)، وهي عبارة مألوفة: كما هو واضح اي: تستخدم كثيراً في لسان الادعية، حيث تعتبر من الاستعارات التي لا يكاد يجهلها قارئ الدعاء ولكن العبارة مع سهولتها تظل حافلة بالدلالة المكثفة، حيث ان الاقالة للعثرة تعني: ان الانسان اذا كان ماشياً فعثر فان العثرة تؤذيه وتحجزه احياناً من المشي. فاذا نقلنا هذه العبارة (اقلني عثرتي) من دلالتها الحقيقية الي دلالتها المجازية حينئذ تعني: خذ بيدي واوصلني الي الهدف بيسر أو: حقق املي سريعاً مثلاً وهكذا.
بعد ذلك نواجه عبارة (واجمع شملي) وهي عبارة مألوفة كسابقتها من حيث الاستخدام اي: انها استعارة يتكثف استعمالها في الادعية، وتعني: من حيث التعبير الحقيقي: جمع ما تفرق اي: ان الشمل هو ما تفرق من الامر: اياً كان فاذا استخدمناه في الدعاء بعامة، حينئذ يأخذ دلالته الواسعة وهي: جمع ما تفرق من الامور التي يعني الشخص بها: كتفرق الاحبة مثلاً أو تشتت المشاكل التي تحيط بالشخص، فيكون الجمع لما تشتت من الذهن او الهم قبالة كثرة المشاكل: تعبيراً عن الحاجة الي رجوع الاشياء الي اصلها: كا لصحة أو الامن أو الغني أو سائر الحاجات البشرية.
اذن امكننا ان نتبين جملة من العبارات الواردة في مقطع الدعاء، سائلين الله تعالي ان يقضي حوائج المؤمنين جميعاً وان يقضي حاجاتنا، وان يوفقنا الي ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الي النحو المطلوب. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة