البث المباشر

العالم قبيل الظهور/إسم المهدي وأولاده/حكاية عنوانها (نبع الرحمة)

السبت 20 إبريل 2019 - 16:06 بتوقيت طهران

(الحلقة : 418)

موضوع البرنامج:
العالم قبيل الظهور
إسم المهدي وأولاده
حكاية عنوانها (نبع الرحمة)

يا أيها الوتر فينا النائبات غدت

شفعاً على عصبة الإيمان تقتسم

وضاق عنا فسيح المشرقين وكم

منا غدى صارم الطغيان ينتقم

والأرض قد فسدت طرأ بما كسبت

أيدي الطغاة وأقسى الجور يرتسم

إنا مددنا لك الأيدي فمد يداً

فمن سواك لنا منجاً ومعتصم


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أبواب رحمة الله سيدنا حبيب الله وآله أصفياء الله لا سيما بقية الله وخليفته إمام زماننا المهدي أرواحنا فداه.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله..
على بركة الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج إخترنا لمطلعها وثناياها أبياتاً مهدوية للأديب الولائي المعاصر سماحة الشيخ محمد عبدالرضا الحرزي حفظه الله.
أما المحطات الأخرى في لقاء اليوم فالأولى عن إحدى علامات الظهور المحتومة والقريبة نتحدث عنها تحت عنوان:العالم قبيل الظهور
تليها إجابة عن السؤال الأخ الكريم إسماعيل من اليمن بشأن:إسم المهدي وأولاده
وحكاية موثقة في معرفة الإمام عليه السلام وخدمته جرت لسيد عرفاء مدرسة الثقلين علي بن طاووس ننقلها لكم تحت عنوان:نبع الرحمة
تابعونا مشكورين عبر هذه المحطات وعنوان الأولى هو:
العالم قبيل الظهور
في كتاب كفاية الأثر عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال:
"منا مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث عند ذاك مهدينا التاسع من صلب الحسين، يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً، يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت فيه في أول الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورا.
وروي في كتاب الغيبة للشيخ النعماني مسنداً عن الإمام الباقر – عليه السلام – قال:
"لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلزال وفتنة وبلاء يصيب الناس.. وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس وتشتيت وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظم ما يراه من كلب الناس وأكل بعضهم بعضاً.. وخروجه – عليهم السلام – إذا خرج [يكون] عند اليأس والقنوط، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره.
أيها الأحبة، الحديثان الشريفان اللذان إستمعتم لهما آنفاً هما نموذجان لطائفة من الأحاديث الشريفة التي تبين إحدى العلامات المحورية المهمة التي يسبق ظهورها ظهور المهدي المنتظر – عجل الله فرجه -.
هذه العلامة المحورية من علامات الظهور المهدوي المقدس تتمثل في إطارها العام بما يمكن وصفه باشتداد المحن والصعوبات والفتن بشتى أنواعها، العقائدية والفكرية؛ والأمنية والسياسية، والإقتصادية والإجتماعية.
أي أن البلايا والمصائب تشتد بالناس فتصير الدنيا هرجاً ومرجاً، ومعنى الهرج والمرج كما ورد في معاجم اللغة هو كثرة الفتن الشديدة والإضطرابات والتقاتل بين الناس.
وقد ورد إستخدام هذا التعبير في أحاديث شريفة عدة عن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – ضمن إشارته الى الحالة التي تسبق ظهور المهدي الموعود – عجل الله فرجه – وهذا المعنى مروي أيضاً من طرق الفريقين مع تصريحات بأن هذه الحالة تنتشر في عدة من البلدان ولا تنحصر في بلد معين، فبعض الأحاديث الشريفة تتحدث عن ظهورها في الجزيرة العربية بشتى أرجائها وأخرى تتحدث عن الهرج والمرج في بلاد الشام، وطائفة ثالثة تتحدث عن ظهور تلك الفتن في العراق واليمن بل وفي أقطار أخرى في المشرق والمغرب.
مستمعينا الأفاضل، ويلاحظ المتأمل في نصوص هذه الأحاديث الشريفة إستخدامها لعبارات تفيد بأن هذه العلامة المحورية هي من علامات الظهور المحتومة أو حتمية الوقوع؛ فمثلاً نلاحظ في الحديث الثاني الذي إستمعتم إليه في بداية هذه الفقرة قول الإمام الباقر – صلوات الله عليه -:
"لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلزال وفتنة وبلاء يصيب الناس
وواضح أن قوله – عليه السلام"لا يقوم القائم إلا على يفيد الحصر المشير الى حتمية وقوع العلامات التي يذكرها – صلوات الله عليه – في هذا الحديث الشريف.
كما يستفيد المتأمل في هذه النصوص الشريفة قرب زمن حصول هذه العلامة المحتومة من موعد ظهور خليفة الله وبقيته المهدي – عجل الله فرجه – فمثلاً نلاحظ إستخدام النبي الأكرم وهو – صلى الله عليه وآله – سيد البلغاء والفصحاء تعبير "فيبعث عند ذاك مهدينا التاسع من صلب الحسين، يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً.
نعم أيها الأفاضل؛ فتعبير (فيبعث عند ذاك) جاء جواباً للجملة الشرطية (إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرات الفتن وتقطعت السبل...) وقد استخدم سيد البلغاء ظرف عند ذاك ولم يقل – صلى الله عليه وآله – مثلاً: وبعد ذلك.
وهذا يعني أن الظهور المهدوي المقدس يأتي في خضم إشتداد هذه الحالة وبلياتها، فيكون خروج خاتم الأوصياء – أرواحنا فداه – إعلاناً لبدء كما ملئت ظلماً وجوراً – عجل الله فرجه وجعلنا من خيار أنصاره -.
أيها الإخوة والأخوات، ويلاحظ في نص الحديثين المتقدمين وكذلك في سائر الأحاديث الشريفة المبينة لهذه العلامة المحتومة والمبشرة بقرب ظهوره المنقذ المحمدي المرتقب – عجل الله فرجه -؛ أن تلك الحالة من إشتداد الفتن والإضطرابات والتقاتل والقتل وسائر البليات التي تشتمل عليها؛ ستقترن بضعف القيم الإلهية بل والإنسانية بين الناس، فلا أثر لقيم رحمة الكبار بالصغار ولا لتوقير الصغار للكبار، فتصير القلوب غلفاً حتى المشاعر الإنسانية البديهية، حتى يأكل الناس بعضهم بعضاً.
هذا أولاً وثانياً فإن هذه الحالة تؤدي الى إيجاد حالة من اليأس والقنوط لدى الناس من إمكانية زوال هذه الحالة المأسوية بمشاريع من عرفوه وجربوه من سائر أدعياء الإصلاح، وعندئذ تتطلع كثير من القلوب الى منقذ من خارج هذه الدائرة من الأدعياء أو العاجزين عن إنقاذ الناس من هذه الحالة المأساوية؛ فيلبي الله عزوجل طموحاتها المشروعة ويأذن بخروج خليفته المعصوم وبقيته خاتم الأوصياء المحمديين فيقوم بالأمر كما قام به جده المصطفى يوم أنهى – صلى الله عليه وآله – الجاهلية الأولى فينهي سليله الجاهلية الثانية ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويزيح ظلماتها لتشرق الأرض بنور ربها، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره.

يا من بقبضته الأكوان طائعة

أمر الإله وما قد شاء تستلم

أدرك أسارى الظلم يا غوث الورى

بهمة تستقى من نبعها الهمم

لتملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت

ظلماً وجوراً وشتت شمل من ظلموا


لازلنا معكم أيها الأعزاء نقدم لكم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تستمعون لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
أيها الأكارم، في الدقائق التالية يقدم أخونا الحاج عباس باقري ما تجيب به الأحاديث الشريفة عن سؤال مستمعنا الكريم (إسماعيل) من اليمن وسؤال هذا المستمع الكريم هو عن الإسلام الحقيقي لمهدي آخر الزمان وهل تزوج وهل لديه أبناء.
نستمع معاً للإجابة:
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات وسلام على أخينا اسماعيل من اليمن. بالنسبة لسؤاله الكريم، الشطر الأول منه يقول ماهو الأسم الحقيقي للمهدي؟ نصت الأحاديث الشريفة المروية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ومن طرق الفريقين وكثير منها بأسانيد صحيحة مروية عن طرق الجمهور وكذلك مروية عن طرق مدرسة الثقلين القرآن والعترة، تصرح جميعها بأن اسمه اسم رسول الله "أسمه أسمي وكنيته كنيتي" فهو أسمه أسم رسول الله أشرف الأسماء محمد على صاحبه أفضل الصلاة والسلام وكنيته أبو القاسم ايضاً وهذا ثابت مشترك بين جميع المذاهب الاسلامية. هنالك زيادة وردت في بعض النصوص تقول وأسم أبيه أسم أبي وهذا الأمر قد أثبت العلماء بطلانه وإما إستناداً الى التحقيق السندي لسند هذا الحديث وإثبات أن هذه اضافة من الرواة وإما بتحليل دوافع هذه الاضافة وإما نشأت من قبل رواة كانوا يؤيدون حركة الدعاة المهدوية من قبل محمد بن عبد الله الحسني. على أي حال المقدار الثابت أن أسمه أسم رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الامام الثاني عشر او الوصي الثاني عشر من أوصياء النبي الأكرم والامام الثاني عشر من الأئمة الذين بشر بهم النبي "الأئمة بعدي اثنى عشر" هذا المضمون ورد من طرق الفريقين ولاإختلاف فيه ووصف الخلفاء واضح بأن الخلفاء بعدي اثنى عشر وكل المصاديق التي ذكرت لاتنسجم مع الواقع الخارجي بإستثناء المصداق الذي عرضه ائمة أهل البيت سلام الله عليهم بوجوداتهم المقدسة فهم اثنى عشر آخرهم المهدي. أما بالنسبة للقسم الثاني من سؤال الأخ اسماعيل فهو هل تزوج المهدي فالروايات الشريفة لم تصرح بذلك ولم تذكر زوجة معينة للامام المهدي سلام الله عليه فيمكن للإجابة عن هذا السؤال ضمن القواعد العامة وهو أن حركة الامام المهدي سلام الله عليه في غيبته هي محدودة ومقيدة بحدود إستتار الغيبة لكي يستطيع الاستمرار في أداء مهمة الامامة والتمهيد للظهور عجل الله تعالى فرجه الشريف من خلف أستار الكعبة، فقضية زواجه وجميع شؤونه الشخصية تنسجم مع هذا الأمر يعني ينبغي أن تكون مقيدة بهذا الأمر وإلا تبقى خاضعة للقواعد العامة، إستحباب الزواج والعمل بالسنة النبوية ولكن ضمن هذه الشروط. أما بالنسبة للقسم الأخير او الفرع الأخير من سؤال الأخ اسماعيل وهل يكون له عليه السلام أبناء؟ هنالك عدة روايات وفي بعض الأدعية أنه يكون له أبناء وهذا المقدار الثابت تقريباً، بعد ظهوره سلام الله عليه يخلفونه اثنى عشر مهدياً من ولده. هناك صلوات عليه وعلى ولده ولكن هذا فرع للسؤال او الاجابة عن السؤال الثاني ايضاً مقيدة بشروط الغيبة ولكن المقدار الذي يمكن الاطمئنان اليه، الى أن بعد ظهوره سلام الله عليه يكون له أبناء يخلفونه ويقومون بمهام اخرى، هؤلاء ليسوا ائمة كالأئمة الاثنى عشر ولكنهم وردوا في الأحاديث الشريفة بأنهم مهديون كما ورد وصفهم في حديث الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات، وننقلكم أيها الأطائب الى أجواء الحكايات الموثقة للفائزين بلقاء إمام العصر – أرواحنا فداه – وهي – أعزاءنا – حكايات تزيدنا معرفة بإمام زماننا وسبل الثبات والتمسك بولايته في غيبته – عجل الله فرجه -.
إذن تابعونا والفقرة التالية تحت عنوان:

نبع الرحمة


مستمعينا الأكارم، الحكاية التالية جرت للعالم الجليل والعارف الكامل المجمع على سمو منزلته في العلم والعمل؛ اليسد علي بن طاووس – رضوان الله عليه – وقد نقلها بنفسه في كتابه القيم (فرج المهموم)؛ وفيها بشارة مهمة للمؤمنين بأن الصبر على صعاب التمسك بخدمة وولاية إمام العصر في غيبته – عجل الله فرجه – يفتح للناس أبواب الرحمات الإلهية الخاصة وتحقق ما يرجوه من الله عزوجل عبر نبع رحمته – عليه السلام -.
فبعد أن ذكر السيد ابن طاووس عدة من الدلائل المهدوية مما وثقه من الروايات والحكايات، قال – رضوان الله عليه -:
(ومن جملتها أذكر خبراً علمته ممن تحققت صدقه لي في ذلك فقد سألت مولاي المهدي – عليه السلام – أن يخبرني:
[هل] أبقى فيما كنت فيه ممن تشرف بصحبته وخدمته في زمان الغيبة مقتدياً بمن يخدمه عليه السلام من مواليه وخواصه.
[قال السيد ابن طاووس – رحمه الله -]: ولم أطلع على مقصودي هذا أحداً من العباد، فحضر عندي ابن الرشيد بن العباس الواسطي وقال مبتدئاً من نفسه: يقولون لك:
ليس لك عندنا قصد إلا الرحمة معك، فإذا توطن نفسك على الصبر يحصل مقصودك.
فقلت له: من هو الطرف الذي تقول عنه هذا الكلام؟
فقال: عن طرف مولانا المهدي – عليه السلام -)

الى متى الصبر يا مولاي، في عجل

أقدم فقد مسنا في بعدك الضرر

الى متى الصبر والإسلام في نصب

وصار يحكمه الكذاب والأشر

مولاي نعلم أن الذنب ساترنا

عنكم، فجئنا بكم لله نعتذر

فأشفع لنا يا رجانا إن بكم

الفضل والجود والإحسان ينحصر

صلى الإله عليكم سيدي أبداً

ما لاح نجم السهى أو أشرق القمر


تقبلوا منا مستمعينا الأطائب أطيب الشكر على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران دمتم بكل خير وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة