البث المباشر

المهدويون المتأدبون بآداب الله/لم يذكر القرآن اسم المهدي/ قصدنا الرحمة بكم

السبت 13 إبريل 2019 - 13:53 بتوقيت طهران

(الحلقة : 340)

موضوع البرنامج:
المهدويون المتأدبون بآداب الله
لم يذكر القرآن اسم المهدي
قصدنا الرحمة بكم

وبنا عرج على تلك التي

اودعتنا عندها الغيبة داءا

حجب الله بها الداعي الذي

هو للاعين قد كان الضياءا

وبه الاملاك في الطافه

للورى تهبط صبحاً ومساءا

قف وقل عن مهجة ذائبة

ومن العينين فانضجها دماءا

يا امام العصر ما اقتلها

حسرة كانت هي الداء العياءا

مطلتنا البرء في تعليلها

وسوى مرآك لا نلقى شفاءا

برئت ذمة جبار السما

من اناس منك قد اضحوا براءا

فمتى تبرد أحشاء لنا

كدن بالانفاس يضر من الهواءا

ونرى يا قائم الحق انتضت

سيفها منك يدالله انتضاءا

افهل نبقى كما تبصرنا

ينفث الايام والصبر رجاءا

لا رأى الرحمة من قال رياءا

قلت الروح لمولاها فداءا


بسم الله وله الحمد والثناء اذ جعلنا من اهل التمسك بعروته الوثقى وحبله المتين كتابه المبين واهل بيت نبيه المبعوث رحمة للعالمين محمد –صلى الله عليه وآله الطاهرين-
السلام عليكم اخوتنا المستمعين
معكم في لقاء اخر من هذا البرنامج قرأنا لكم في مطلعه بعض الابيات المهدوية لسيد شعراء اهل الولاء في القرن الرابع عشر المرحوم السيد حيدر الحلي –رضوان الله عليه- ولنا في هذا اللقاء اخرى ثلاث الاولى وقفة عند وصايا امام زماننا ارواحنا فداه عنوانها: المهدويون المتأدبون بآداب الله
تليها اجابة عن سؤال الاخت الكريمة اميمه الساعدي وهو: لم يذكر القرآن اسم المهدي
وفي الفقرة الثالثة والاخيرة ثلاث حكايات موثقة يجمعها عنوان هو: قصدنا الرحمة بكم
اطيب الاوقات نرجوها من الله لنا ولكم مع فقرات البرنامج فتابعونا مع الفقرة التربوية التالية التي تحمل عنوان:

المهدويون المتأدبون بآداب الله

قال مولانا وامام زماننا بقية الله المهدي –عجل الله فرجه- في دعائه المبارك المعروف بدعاء (توفيق الطاعه):
"اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة واكرمنا بالهدى والاستقامة، وسدد السنتنا بالصواب والحكمة وأملا قلوبنا بالعلم والمعرفة وطهر بطوننا من الحرام والشبهة واكفف ايدينا عن الظلم والسرقة واغضض ابصارنا عن الفجور والخيانة واسدد اسماعنا عن اللغو والغيبة".
نتابع معاً ايها الاكارم استلهام وصايا امام العصر –ارواحنا فداه- التي يوصينا بها من خلال هذا الدعاء الشريف، وقد تعرفنا في الحلقة السابقة الى ثلاث وصايا تشتمل عليها فقرة "واملا قلوبنا بالعلم والمعرفة" نزيدها توضيحاً في هذا اللقاء وهي:
اولاً: ان نجتهد في ادخال المعارف الالهية والايمان العقلي المجرد الى القلب، فبذلك يكون صدق الايمان وظهور آثاره في سلوك الانسان ويكون العلم نافعاً له حقاً كما تشير لذلك الآيات الكريمة وكثيرٌ من الاحاديث الشريفة نظير قول الصادق الامين الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله- المروي في عوالي اللألئ ومنية المريد وكنز الفوائد وغيرها انه قال: "العلم علمان: علمٌ في القلب فذاك العلم النافع، وعلم على اللسان فتلك حجة الله على عباده"
وواضحٌ من هذا الحديث الشريف ان منافع العلم والمعرفة انما تتحقق للانسان عندما ينعقد عليها قلبه وتظهر في سلوكه بان يعمل بمقتضاها، اما بقاؤها في دائرة العقل واللسان دون عمل بها فهذه تكون حجة عليه لا حجه له يوم القيامة: روي في كتاب المحاسن عن مولانا الامام جعفر الصادق –صلوات الله عليه- قال:
"لا يقبل الله عملاً الا بمعرفة ولا معرفة الا بعمل، ومن يعمل دلته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له انما الايمان بعضه من بعض".
وقد روي في كثير من الاحاديث الشريفة ان الله يغفر للجاهل سبعين ذنباً قبل ان يغفر للعالم ذنباً واحداً.
ايها الاطائب، اما الوصية المهدوية الثانية التي اشتملت عليها فقرة (وأملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة)، فهي ان يكون طموح المؤمن الى ان يملا بمعونة الله قلبه بالعلم والمعرفة وهذا يعني ان يستولي العلم والمعرفة على جميع سلوكياته وشؤونه والثمرة العملية لذلك ان لا يفعل عملاً ولا يعتقد بشيء الا عن علم ومعرفة فتكون حركته على الصراط المستقيم في جميع شؤون حياته فيقترب من أن يكون مقتدياً ومتأسياً بالشخصية الربانية الكاملة التي ذكر الامام علي –عليه السلام- بعض صفات اصحابها في الحكمة رقم (۱٤۷) من حكم نهج البلاغة حيث قال:
"هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استعوره –اي استصعبه- المترفون، وأنسوا ما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقة بالمحل الاعلى، اولئك خلفاء الله في ارضه والدعاة الى دينه، آه آه شوقاً الى رؤيتهم".
ايها الاخوة والأخوات، اما الوصية المهدوية الثالثة التي تشتمل عليها عبارة (وأملا قلوبنا بالعلم والمعرفة) فهي أن امام زماننا المهدي –ارواحنا فداه- يوصينا ان نجتهد في الحصول على العلم السليم بحقيقه كل أمر وكذلك المعرفة التفصيلية بخصائصه لكي نميز العلم الصحيح عن غيره من تزويقات الاهواء وشبهات أئمة الضلالة الذين يسوقون الناس الى ميتة الجاهلية.
ولصعوبة ذلك ينبغي ان نستعين بالله عزوجل للنجاة من الاهواء النفسانية والوساوس الشيطانية وضلالات الائمة المضلين فهي جميعاً تتازر لاضلال الناس ودفعهم لاتباع الباطل بتزينه بصورة الحق
يضاف الى ذلك اقتفاء آثار الراسخين بالعلم الذين شهد الله عزوجل لهم بذلك وعرفنا النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- في حديث الثقلين الشهير، واجتناب الذين في قلوبهم مرض الذين يتبعون متشابهات ابتغاء فتنة الناس واضلالهم وابتغاء تأويله الذي لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم؛ والتأدب بآدابهم كما يشير لذلك قول أمير المؤمنين المنقول في كتاب قرة العيون للفيض الكاشاني انه –عليه السلام- قال:
"ليس العلم في السماء فينزل اليكم ولا في تخوم الارض فيخرج لكم ولكن العلم مجبول في قلوبكم، تأدبوا بآداب الروحانيين يظهر لكم"
وفي هذا الحديث اشارة الى أن الله عزوجل قد أودع العلم السليم والمعرفة الصحيحة في فطرة كل انسان، والتأسي بالنبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- والاقتداء به وبعترته الطاهرين والتأدب بآدابهم –عليهم السلام- هو الذي يزيح عن هذه الفطرة غبار الجهل والذنوب وقسوة القلوب فتظهر حقائقهما في القلب فيندفع للعمل بمقتضياتهما
من هنا كان الاخلاص لله عزوجل في التطهر من الذنوب كان سبباً لجريان الحكمة على قلبه كما ورد في الاحاديث الشريفة ولذلك اردف امامنا المهدي –عجل الله فرجه- في دعائه الشريف عبارة "وطهر بطوننا من الحرام والشبهة" والعبارات اللاحقة بعبارة (وأملا قلوبنا بالعلم والمعرفة"، وفي ذلك اشارة الى ان التطهر من تلك الامور سبب امتلاء القلوب بالعلم والمعرفة الالهية الفطرية وهذا ما سنتطرق اليه في الحلقة المقبلة من البرنامج بأذن الله تبارك وتعالى:
معكم ايها الاحبة ومع زميلنا الاخ عباس الباقري والاجابة عن سؤال هذه الحلقة من برنامجكم شمس خلف السحاب ملخصة مما اورده علماؤنا الاعلام، نستمع معاً
الباقري: تحية طيبة اهلاً بكم ومرحباً في حلقة اليوم واهلاً بأسئلتكم للبرنامج ومع سؤال الأخت أميمة الساعدي بعثت برسالة تقول لماذا لم يرد اسم الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في القرآن الكريم؟
في الواقع اخت أميمة نظير هذا السؤال سئل من الإمام الصادق سلام الله عليه بخصوص عموم أئمة اهل البيت عليهم السلام. الامام اجاب بأن القرآن الكريم كتاب اجمل الكثير من الأمور لمصالح معينة وأوكل بيانها للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله لتبين للناس ما نزّل اليهم فإحدى مهام النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بيان هذا الأمر يعني مجملات أنزلت الى الناس وهذا هو من اهم عوامل ارتباط الناس بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله. الآن في الصلاة اليومية التي نصليها لانجد في القرآن الكريم ذكر صلاة المغرب ثلاث ركعات، العشاء أربعة، الظهرين.. هذه التفصيلات التي نصليها الآن بالصورة الحالية للصلاة غير موجودة في القرآن الكريم، هنالك إجمال "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي" (طه۱٤) أما كيفية الصلاة أوكل بيانها الى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله. الأمر نفسه يصدق على قضية أسماء الأئمة سلام الله عليهم، الله تبارك وتعالى اجمل الكثير من الحقائق يعني مثلما قال أقيموا الصلاة قال "لكل قوم هاد" اذن كل قوم لهم هادي. النبي الأكرم صلى الله عليه وآله حدد منهم هؤلاء الهداة وأسماهم، آية الله الشيخ لطف الله الصافي جمع ۲۷۰ حديثاً رويت في المصادر المعتبرة يصرح بها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بأسماء الأئمة الأثني عشر الى المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، هذه الأحاديث المعنى العام مستفيض ومتواتر بل رويت في مصادر الفريقين ايضاً يعني فضلاً عن الآيات الكريمة أمثال "آية المباهلة، آية التطهير، هل أتى على الانسان حين من الدهر" التي فيها شبه تصريح يعني حددت منهم يريد الله ليذهب عنهم الرجس اهل البيت او علم الناس من هم الذين باهل بهم رسول الله، بإجماع المسلمين باهل بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. اضافة الى هذه الآيات حدد منهم الهداة وجعل الله تبارك وتعالى لكل قوم هاد، النبي الأكرم حددهم بأسماءهم هذا اولاً وثانياً في مصادر الفريقين رويت احاديث الأئمة الإثني عشر وكلهم من قريش. اذن تحديد آخر على لسان النبي الأكرم مروي في مصادر الفريقين، نضيف الى ذلك أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت حددوا المصداق الأتم للكثير من الآيات القرآنية بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف اذن هذا ايضاً ذكر غير مباشر للإمام المهدي سلام الله عليه في القرآن الكريم وقد ألف العلماء الكبير من الكتب في الأيات التي مصداقها الأكمل هو عند ظهور الامام المهدي سلام الله عليه أمثال البحراني في كتاب "المحجة فيما نزل في القائم الحجة" اضافة الى موسوعات وكتب لذلك بين أيدينا كتب متخصصة في ذلك منها كتاب "الامام المهدي في التأويل والتنزيل القرآني" جمع عشرات الآيات الكريمة التي لايمكن تفسيرها بغير المهدي المنتظر صلوات الله عليه وعلى آباءه الطاهرين وعجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من خيار مواليه وأنصاره في غيبته وظهوره. وشكراً للأخت أميمة الساعدي على سؤالها ونشكر لكم أيها الأخوة طيب المتابعة وتابعوا مشكورين ما تبقى من فقرات برنامج شمس خلف السحاب .
ثلاث حكايات اخترناها لكم ايها الاطائب في الفقرة الاخيرة من البرنامج وقد وضعنا لها عنواناً مشتركاً هو:

قصدنا الرحمة بكم

ايها الاطائب، تدلنا كثيرٌ من الروايات الموثقة على شدة اهتمام الامام المهدي –ارواحنا فداه- بالسعي لدفع الاذى عن المؤمنين والمؤمنات بمختلف الوسائل ومنها الدعاء لهم وتعليمهم الدعاء لنجاتهم وخلاصهم من الشدائد رحمة بهم.
قال السيد ابن طاووس في اواخر كتابه القيم (مهج الدعوات) في الصفحة ۳٦۸ من الطبعة القديمة:
)كنت انا بسر من رأى فسمعت سحراً دعاء القائم –عليه السلام- فحفظت منه الدعاء لمن ذكره من الأحياء والأموات [فقال]:
وأبقهم –او قال- واحيهم في عزنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا.(
ويبدو أن قوله (ابقهم) هو دعاؤه –عليه السلام- للاحياء من المؤمنين، وقوله (واحيهم) هو دعاؤه للأموات من المؤمنين بالرجعة عند ظهوره –عجل الله فرجه-.
فقد اورد السيد ابن طاووس –رضوان الله عليه- هذه الحكاية بعد نقله لدعاء الحجة المهدي –ارواحنا فداه- للمؤمنين ولفظه هو:
"الهي بحق من ناجاك وبحق من دعاك في البر والبحر تفضل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغناء والثروة، وعلى مرضى المؤمنين بالشفاء والصحة، وعلى احياء المؤمنين والمؤمنات باللطف والكرم، وعلى اموات المؤمنين بالمغفرة والرحمة وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنات بالرد الى اوطانهم سالمين غاغين بحق محمد وآله الطاهرين"
من هنا يبدو أن السيد ابن طاووس –رضوان الله عليه- قد سمع دعاء الامام القائم –عليه السلام- بالتتمة الذي ذكرها في الحكاية المتقدمة.
ايها الاكارم، اما الحكاية الثانية فهي من جملة الروايات والحكايات التي علم فيها امام العصر –عليه السلام- المؤمنين الدعاء للنحاة، قال السيد المؤيد الجليل السيد علي خان الشيرازي صاحب شرح الصحيفة السجادية والصمدية وغيره في كتاب الكلم الطيب والغيث الصيب: رأيت بخط بعض اصحابي من السادات الاجلاء الصلحاء الثقات ما صورته:
سمعت في رجب سنة ثلاث وتسعين والف الاخ في الله المولى الصدوق العالم العامل جامع الكمالات الانسية والصفات القدسية الامير اسماعيل بن حسين بيك علي بن سليمان الجابري الانصاري انار الله تعالى برهانه يقول: سمعت الشيخ الصالح التقي الورع الشيخ الحاج علياً المكي قال: اني ابتليت بضيق وشدة ومناقضة خصوم حتى خفت على نفسي القتل والهلاك فوجدت الدعاء المسطر بعد في جيبي من غير ان يعطينيه احد فتعجبت من ذلك وكنت متحيراً فرأيت في المنام قائلاً في زي الصلحاء والزهاد يقول لي: انا اعطيناك الدعاء الفلاني فادع به تنج من الضيق والشدة ولم يتبين لي من القائل فزاد تعجبي فرأيت مرة اخرى الحجة المنتظر (ع) فقال لي: ادع بالدعاء الذي اعطيتك اياه وعلم من اردت.
قال: وقد جربته مراراً عديدة فرأيت فرجا قريباً وبعده ضاع مني الدعاء برهة من الزمان وكنت متأسفاً على فواته مستغفراً من سوء العمل فجاءني شخص وقال لي: ان هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلاني وما كان في بالي اني رحت الى ذلك المكان فاخذت الدعاء وسجدت لله شكراً.
ايها الاخوات والاخوة، وفي الحكاية الثالثة اشارة لطيفة بعظيم رافة امام العصر ورعايته –عليه السلام- للمؤمنين، فضمن حديثه عن الكرامات المهدوية قال السيد الأجل علي بن طاووس في كتاب فرج المهموم ما نصه: ومن جملتها اذكر خبراً علمته ممن تحققت صدقه لي في ذلك فسألت مولاي المهدي (ع) ان يخبرني ابقي فيما كنت فيه ممن تشرف بصحبته وخدمته في زمان الغيبة مقتدياً بمن يخدمه (ع) من مواليه وخواصه؟ ولم اطلع على مقصودي هذا احداً من العباد. فحضر عندي ابن الرشيد بن العباس الوسطي وقال مبتدئاً من نفسه: يقولون لك ليس عندنا قصد الا الرحمة معك فاذا توطن نفسك على الصبر يحصل مقصودك، فقلت له: من هو الطرف الذي تقول عنه هذا الكلام؟ فقال: عن طرف مولانا المهدي –عليه السلام-)
وبهذا ننهي من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران حلقة اخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) نشكر لكم ايها الاكارم كرم المتابعة ودمتم في رعاية الله سالمين غانمين والحمدلله رب العالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة