البث المباشر

معرفة تهدي الي المراتب العالية/حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الأبدال ونصرة المهدي/برأت ذمتي ببركةِ مولاي

الإثنين 11 مارس 2019 - 17:03 بتوقيت طهران

(الحلقة : 243)

موضوع البرنامج:
معرفة تهدي الي المراتب العالية
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الأبدال ونصرة المهدي
برأت ذمتي ببركةِ مولاي

 

يا صاحب السر العظيم الاعظمِ

وبقية الله الرحيم الأرحمِ

مولاي فانظرفي طعامي نقهِ

من كل ما تأباهُ لي من مطعمِ

وأجعل طعامي من طعامك إنّ ذا

عينُ الرضا لفؤادي المستطعم

عزمي الصيامُ براءةً عن غيره

فطعام غيرك من بئيس العلقم

مولاي فأمنن بأستجابة طلبتي

ولأنت غاية طلبتي وتنعمي

*******

بسم الله وله المجد والحمد الغفور الودود والصلاة والسلام علي نبيه الاكرم وآله الطاهرين.
- في الفقرة الأولي لنا وقفة مع الأبيات التي إفتتحنا بها هذا اللقاء وهي من قصيدة غراء لأحد أدباء الولاء في معرفة إمام العصروآداب التمسك بولايته، عنوان الفقرة هو: معرفة تهدي الي المراتب العالية
- أما في الفقرة الثانية فنستمع لاتصال هاتفي مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني وإجابة عن سؤال بشأن الأبدال ونصرة المهدي
- وفي الفقرة الأخيرة ننقل حكاية من حكايات الفائزين بالنجاة ببركة التوسل الي الله بوليه المهدي (أرواحنا فداه)، عنوان الحكاية هو: برأت ذمتي ببركةِ مولاي

*******

لمعرفة إمام العصر وكذلك للتمسك بولايته مراتب عدة وينبغي للمؤمن أن يسعي الي العالية منها وهذا ما تدعوله الوقفة التالية مع أبيات هذه الحلقة من قصيدة مهدوية لأحد أدباء الولاء؛ خصصنا عدة من حلقات برنامج شمس خلف السحاب للحديث عن مقاطعها لما تحتويه من بلورة نقيه ودقيقة لما بينته وأشارت إليه النصوص الشريفة من حقائق المعرفة المهدوية، عنوان الفقرة التالية هو:

معرفة تهدي الي المراتب العالية

الأبيات التي إخترناها لمطلع هذا اللقاء هي الجزء الثاني من المقطع الأول في هذه القصيدة المهدوية الغراء، وقد إفتتحنا حلقة سابقة بالجزء الأول من هذا المقطع دون تعليق ولذلك نخصص هذه الفقرة للإشارة الي الحقائق المعرفية المستفادة من المقطع بكامله. يقولُ الأديب الولائي في مطلع قصيدته:

يا صاحبَ السر العظيمِ الأعظمِ

وبقيةَ اللهِ الرحيمِ الأرحمِ

سبحانه سرٌ تلألأ غيبهُ

للمتقينَ يرونَهُ كالمَعلَمِ

أو لستَ غيبَ اللهِ أحضَرَحاضرٍ

عينَ الشهودِ لكل أمرٍ مبهمٍ

في هذه الأبيات نلتقي بأحدي كبريات حقائق معرفة إمام الزمان وبالمرتبة التي لا تؤدي الي النجاة من ميتة الجاهلية وحسب بل وتؤدي أيضاً الي بلوغ المؤمن مراتب سامية من كمالات التمسك بالولاية الإلهية.
هذه الحقيقة تربط بين التقوي من جهة وبين معرفة إمام العصر (عليه السلام) فتشير الي ما قرره القرآن الكريم من أن أهم صفات المتقين هو الايمان بالغيب كما ورد في بداية سورة البقرة وهذا يعني أن تحلي المؤمن بالتقوي يفتح أمامه آفاق الإطلاع علي حقائق الغيب الإلهي بما يرتقي بأيمانه بها الي مراتب أسمي تجعله يتيقن منها تيقن المعاين لها فينتقل إيمانه الي درجة اليقين التي تؤكد علي تحصيلها كثيرٌ من النصوص الشريفة.
والإيمان بالإمام المهدي في غيبته (عجل الله فرجه) هو من مصاديق الإيمان بالغيب المذكور في أول سورة البقرة كما صرحت بذلك الأحاديث الشريفة، من هنا نعرف أن التقوي - بما تعنيه من صدق العمل بطاعة الله عزوجل- تؤهل المؤمن الي الفوز بالمراتب العالية من معرفة إمام زمانه في غيبته (عليه السلام) وبالدرجة التي تجعله يعايشه بكل وجوده وهذا يعني أن يدرك المؤمن بقلبه وبصورة شهودية يقينية أسرار الغيبة المهدوية من جهة ومن جهة ثانية يتعرف وجدانياً علي حقيقة قيام الإمام المهدي وهو بقية الله في أرضه بمهام الإمامة وإيصال الفيض الإلهي الي عباده حتي في عصرغيبته؛ يقول الأديب الولائي مشيراً الي هذه الحقيقة:

وبقية عند الاله مقامها

في الارضِ معطاءٌ تسيحُ بمنجمِ

باللهِ تبسطُ كلَّ حينٍ أُكلَها

من محضِ خيرٍ أشرفٍ من أدومِ

وبعد التذكير بالحقيقة العقائدية المتقدمة ينتقل الأديب الولائي في الجزء الثاني من هذا المقطع الي بيان عملي لأهم آداب التمسك الصادق بولاية إمام العصر (عجل الله فرجه).
فبعد الإشارة الي ما اكدته النصوص الشريفة من أن الإمام المعصوم (سلام الله عليه) هو أمين الله في أرضه ووسيلة إيصال الفيض الإلهي لعباده، يتوجه الأديب الولائي الي إمام العصر (عليه السلام) في خطاب وجداني مؤثرطالباً منه أن ينقي طعامه من كل ما لا يرضاه، وفي هذا الطلب إشارة الي الأمر القرآني بأن ينظر الإنسانُ الي طعامه، وقد إعتبرت الأحاديث الشريفة أن أهم مصاديق الطعام المقصودة في الآية الكريمة هو الغذاء الروحي والمعنوي؛ أي المعارف العقائدية والأخلاقية والسلوكية وعليه يتضح أن ما ينبغي المؤمن من إمام زمانه هو أن يطهر (عليه السلام) وبأذن الله عقله وقلبه وسلوكه من كل ما يأباه ولا يرضاه الله جل جلاله وذلك لأن الغذاء الروحي والمعنوي المأخوذ من غير طريق أهل بيت النبوة (عليهم السلام) هو في حقيقته سمٌ خطيرٌ يدمر روح الإنسان ويصده عن معارج القرب الإلهي ويوقعه في مهاوي التلبيسات الشيطانية، ولذلك يعلن بجزم براءته منها جميعاً، يقول الأديب الولائي مخاطباً إمام زمانه (أرواحنا فداه):

مولاي فانظرفي طعامي نقـهِ

من كل ما تأباه لي من مطعَمِ

واجعل طعامي من طعامك إن ذا

عين الرضا لفؤادي المستطعِمِ

عزمي الصيامُ براءةً من غيره

فطعامُ غيرك من بئيس العلقمِ

مولاي فأمنن باستجابةِ طلبتي

ولأنت غايةُ طلبتي وتنعّمي

*******

ندعوكم للإستماع الي الفقرة الخاصة بالإجابة عن اسئلتكم بشأن القضية المهدوية:

الأبدال ونصرة المهدي

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احبائنا شكراً لكم على طيب متابعتكم لفقرات برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة على اسئلتكم سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ سلام عليكم.
الشيخ علي الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ الاخت خديجة من البحرين تخصكم بالسلام ولديها محموعة من الاسئلة منها ما يرتبط بصفات انصار المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، تقول سمعت ان من صفاتهم وجود خال بباطن الكف الايمن، هل هذا صحيح؟ ثم تقول كيف يعيش الابدال، هل انتقالهم ليكونوا ابدال الامام يقطعهم عن اهلهم اعني من ان يكون بدلاً لا يمكن ان يعرف بعد ذلك حيث يراه من لم يكن يعرفه سابقاً اما من يعرفه فلا يراه؟ تفضلوا سماحة الشيخ.
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم اولاً اصحاب الامام صلوات الله وسلامه عليه مرة يكون المقصود بهم اصحابه الان في غيبته الكبرى صلوات الله وسلامه عليه، هؤلاء هم الابدال الذين ذكرتهم الاخت وفاتني ان ارد السلام عليك وعليها السلام.
المحاور: جزاك الله خيراً.
الشيخ علي الكوراني: وهذا عن الابدال واصحابه الان، اصحابه الان الخضر والابدال وربما آخرين ايضاً هؤلاء ما ورد عندنا فيهم صفات معينة ولم اجد ان في كفهم خال في صفات اصحاب الامام (سلام الله عليه) لا الان ولا بعد ظهوره اما بعد ظهوره صلوات الله وسلامه عليه له اصحابه الخاصون الذين يجمعهم الله له من اقاصي الارض في ليلة واحدة ثلاثمئة وثلاثة عشر هؤلاء قمة الانسانية ونخبة العالم وهؤلاء وزراء، اولياء، قادة، فيهم مميزات غير عادية كل واحد منهم ويظهر ان كل واحد منهم عنده الاسم الاعظم، هؤلاء انصار الدرجة الاولى ثم يختار له انصاراً، في مكة يختار له عشرة الاف، في المدينة، في العراق اذن اصحابه وانصاره بمستويات ودائرتهم وسيعة هذا بعد ظهوره (سلام الله عليه) وسؤال الاخت عن الابدال الان كيف ينضمون الى الامام (سلام الله عليه) هؤلاء الابدال اقلهم ثلاثون والذين يلتقي بهم، هؤلاء يلتقون بالامام (سلام الله عليه) وهؤلاء يقومون بمهام يوكلها اليهم الامام في اقاصي الارض ولا يحتاجون في تنقلهم الى وسائلنا العادية لاجواز سفر، لا طائرة، لا تذكرة، عندهم وسائلهم التي يعلمهم اياها الامام (سلام الله عليه) في تنقلاتهم واداء ادوارهم وممكن ان احدهم يسهل معه آخرين اما كيف ينضمون اليه انما سموا الابدال لأن اعمارهم طبيعية وكلما توفي منهم احد يستبدل به غيره ويبقى الاحد الاقل من العدد محفوظاً، هؤلاء الابدال، لما ينضم الى الابدال يختار ويأخذونه وانا عندي قصص ارويها مسندة انه احد الابرار قال وعدوني في ظهر الجمعة في المكان الفلاني، وكان واحد يراقبه ويتأمل، في الوقت المحدد رآه وكان هو ينظر اليه واختفى عن نظره، الامام يرسل اليه احداً ويأخذه حينئذ يغيب عن النظر، هؤلاء يعيشون عالمهم وجوهم ويقومون بمهامهم وينقطعون عن الناس، نعم يظهرون للناس على حسب الحاجة والعمل واعرف عن احد الابدال انه كان رآه شخص امره الامام ان يوصله من العراق الى الحج اوصله وارجعه ثم يقول بعد فترة رأيته وقال لي انه عندي وصية لك انا اتوفى وفي المكان الفلاني كفني ولوازم دفني ومصارف دفني وتدفني في المكان الفلاني اذن هؤلاء ممكن ان يراهم الناس ولكنه شبيهاً بغيبة الامام صلوات الله وسلامه عليه يقومون بأدوارهم يظهرون عندما يريدون ويتخفون عن الناس عندما يريدون، عندهم هذه القدرة ويعيشون اعمارهم الطبيعية بعبادة ربهم وبأداء ادوارهم رضوان الله عليهم.

*******

أما الآن فندعوكم الي الإستماع الي القسم الثاني من حكاية مؤثرة من حكايات الفائزين بالنجاة ببركة التوسل الي الله بوليه المهدي (عليه السلام) ننقل الحكاية من كتاب عشاق الإمام المهدي (عليه السلام) في جزئه الاول وقد إخترنا لهذا القسم العنوان التالي:

برأت ذمتي ببركة مولاي

روي الحكاية التالية العبد الصالح الحاج ابو الحسن الشريفي، وملخص قسمها الأول الذي نقلناه في الحلقة السابقة هو أن سائقاً لأحدي شاحنات نقل البضائع خرج من شاحنته المحملة بالبضائع من مدينة مشهد المقدسة لإيصالها الي إحدي المدن الإيرانية، وبعيد خروجه واجه عاصفة ثلجية شديدة قطعت عليه طريقه وأصابت شاحنته بعطبٍ فشلت جميع محاولاته لتصليحه، فأيقن بالموت وسط خلو الجادة من السيارات بسبب تلك العاصفة الثلجية وفي خضم تلك الشدة إنقطع الي الله لإنقاذه وتذكر كلمة سمعها من خطيب حسيني في مجلس عزاء كان يقام في منزله، فقد قال: أيها الناس! متي ما أحاطت بكم شدة ويستم من كل سبيل للنجاة فتوسلوا بأمام الزمان (عليه السلام) لكي ينجيكم بمشيئة الله.
ورغم وساوس الشيطان بعدم جدوي التوسل بشخص لا وجود له حسب زعمه توسل هذا السائق بأمام زمانه وعاهد الله علي الإلتزام بالصلاة في أول أوقاتها والتورع عن المعاصي والتوبة منها وإثر ذلك جاءه الفرج فرأي فجأةً شخصاً جليلاً لم يعرف من أين أتاه في وسط تلك العاصفة الثلجية ولم يعرف أيضاً كيف أصلح الرجل بسرعة شاحنته وأمره بالتحرك، أراد السائق - بأصرار- أن يجازي الرجل علي إحسانه وقدم له نقوداً فأبي وقال: إن أردت أن تخدمنا فأعمل بما عاهدت الله عليه من التوبة والإلتزام بالصلاة في أول أوقاتها!
ذهل السائق من معرفة الرجل بما عاهد الله عليه في خلوته بربه وبقلبه دون أن يتفوه به، ففتح باب الشاحنة ونزل لكي يعانق الرجل.
لكنه لم ير أحداً، يقول السائق: علمتُ أن نجاتي كانت ببركةِ توسلي بمولاي إمام العصر (روحي فداه). فهو الذي أنقذني؛ بحثتُ عن آثارأقدامه علي الثلج لكنني لم أر شيئاً! صعدت الشاحنة وتحركتُ بها وذكره (عليه السلام) طوال الطريق، كانت الشاحنة تسير علي الثلوج بكل يسر ودون توقف.
وعندما عدت الي منزلي جمعت زوجتي وأولادي وأخبرتهم بما جري وقلت: علينا أن نغيّر نمط حياتنا ليكون ديننا علي وفق ما يرضاه الله.
ثم دعوت أحد العلماء لكي يأتي بأنتظام لكي يشرح لنا أحكام الدين ويعرفنا بواجباتنا الإسلامية وإلتزمت عملياً بالصلاة في أول أوقاتها.
إلتزم هذا السائق ألتائب بما عاهد الله عليه وبصورةٍ حازمة إبتغاءً لرضا الله ووليه المهدي (أرواحنا فداه)؛ تذكربعض الحالات التي تلفت فيها بعض بضائع أشخاص أثناء نقلها ولم يخبرهم بذلك، فأخذ بالذهاب إليهم لكي يعوضهم طبق ما أوصاه ذلك العالم الديني، يقول الرجل: شعرتُ بخجلٍ شديد وأنا أذهب الي أولهم لكن خجلي زال عندما واجهني برحابة صدر وأعرب عن سروره بهذا الموقف وشجعني عليه ورفض أن يأخذ التعويضات وتكررذلك مع الثاني والثالث ولم يأخذ التعويضات سوي شخص واحد، فبرأت ذمتي بسهولة من ذلك ببركة مولاي بقية الله صاحب الزمان (عليه السلام): وتتواصل بركات هذه الحادثة وعمل السائق الموفق بما عاهد الله عليه في موارد عدة، منها ما حكاه بقوله: ذات يومٍ كنتُ مع مجموعة من السواق ننتظرتفريغ حمولات شاحناتنا في المخازن.
فدعوني للذهاب معاً لتناول طعام الظهيرة.
فقلت: لا، لقد حان وقت الصلاة أصلي أولاً ثم أتناول الغداء! فسخروا مني جميعاً وبعبارات جارحة ولم أكن الي ذلك اليوم أرغب في نقل حكايتي لأحد غير عائلتي. لكن سخريتهم بالصلاة في أول الوقت دفعتني الي أن أحدثهم بتلك الحكاية وعندما أتممت نقلها أخذوا يقبلونني ويعتذرون عما صدر منهم وقاموا جميعاً لأداء الصلاة في أول وقتها.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة