البث المباشر

قدسية الثأر في القيام المهدوي/حوار مع الشيخ علي الكوراني حول طبيعة حياة الامام المهدي (عليه السلام) في غيبته/عنوان الحكاية هو: في الحرم الرضوي جاء الفرج

الإثنين 11 مارس 2019 - 15:54 بتوقيت طهران

(الحلقة:238)

موضوع البرنامج:
قدسية الثأر في القيام المهدوي
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول طبيعة حياة الامام المهدي (عليه السلام) في غيبته
عنوان الحكاية هو: في الحرم الرضوي جاء الفرج

يا صاحب الثأر المقدس كلّه

و لكل وترٍ قادمٍ ومقدمِ

لا تـُعط سيف الثأر الاحَبوَةً

لِمطهّرٍ من كل غلٍ معتم

فالثأر ثأر الله أقدس طالبٍ

غضبٌ تقدّس عن هوي المتظلّم

ثأر الشهيدة فاطمٍ وشموسها

نورٌ وقورٌ في فؤادٍ مضرم

قتلٌ بلا أسف وتطهيرٌ به

لشفا صدور الحق أزكي مرهم

عدلٌ بلا سرفٍ به محيا الوري

أمن البلاد وسلوةٌ لليتـّم

عدلٌ به نصر الاله مظفـّر

فجري القصاص بداهةً بالمجرم

*******

بسم الله وله الحكم والحمد أحكم الحاكمين والصلاة والسلام علي خيرته من العالمين معادن حكمته ومجاري حكمه محمد وآله الطاهرين لا سيما خاتم الوصيين بقية الله المهدي (أرواحنا فداه).
علي بركة الله نلتقيكم في حلقة أخري من برنامج شمس خلف السحاب مطلع هذا اللقاء كان مقطعاً من مديحة مهدوية طويلة لأحد أدباء الولاء تشتمل علي كثير من أمهات حقائق معرفة إمام الزمان وآداب التمسك بولايته (عجل الله فرجه).
- لدينا وقفة مع هذا المقطع في فقرة تحمل عنوان: قدسية الثأر في القيام المهدوي
- تليها إجابة من سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن طبيعة حياة الامام المهدي (عليه السلام) في غيبته
- ثم حكاية من حكايات الفائزين برؤية طلعته المباركة تشتمل علي دروس جليلة فيما يحبه إمام العصر (أرواحنا فداه) للمؤمنين، وعنوان الحكاية هو: في الحرم الرضوي جاء الفرج

*******

منذ عدة حلقات ونحن نخصص فقرة للتعليق علي مديحة مهدوية طويلة لأحد أدباء الولاية لأهميتها في الحصول علي المعرفة السليمة بأمام العصر (سلام الله عليه) والتمسك بولايته وهذا ما نقوم به في هذا اللقاء ضمن فقرة عنوانها:

قدسية الثأر في القيام المهدوي

نصت الاحاديث الشريفة المروية عن أئمة العترة المحمدية (عليهم السلام) أن شعار (يالثارات الحسين) هو شعار أصحاب المهدي الموعود عند قيامه (عجل الله فرجه الشريف).
كما صرحت بأنه (عليه السلام) هو الآخذ بثأر الحسين (سلام الله عليه) وعموم شهداء ومظلومي أهل بيت النبوة المحمدية.
وينطلق أديبنا الولائي من هذه الأحاديث الشريفة ليبين معني هذا الثأر وما الذي يميزه عن الإنتقام الثأري المألوف لدي الناس فيبين أولاً أنه ثأرٌ مقدسٌ حكمت به العدالة الإلهية والرحمة الربانية لتحقيق جملة من مصالح العباد التي لا تتحقق بدونه ولذلك فإن الذي يجتبيه مولانا المهدي لأداء هذه المهمة ينبغي أن يكون منزهاً عن جميع أشكال الحقد والإنتقام الغريزي. فيقول مخاطباً المهدي (عليه السلام):

يا صاحب الثأر المقدس كلّه

ولكل وترٍ قادمٍ ومقدمِ

لا تُعط سيف الثأر الاحَبوَةً

لِمطهّرٍ من كل غلٍ معتم

فالثأر ثأر الله أقدس طالبٍ

غضبٌ تقدّس عن هوي المتظلّم

إذن الثأر المقدس الذي ادخر الله عزوجل وليه المهدي له هو ثأرٌ منزه عن الأهواء وعن حتي القصاص الطبيعي العادي فهو يرتبط بشخصيات تقدمت بنفسها للفداء والتضحية دفاعاً عن شريعة الله وصلاح المستضعفين، فمظلوميتها مظلومية خاصة، والثأر لها ينبغي أن يكون متناسباً معها محققاً للاهداف التي ضحت من اجلها إي إزالة الذين يظلمون المستضعفين والمحرومين مادياً أو معنوياً بالقائهم في مهاوي الضلالات والجهالات وعبوديات الأهواء والأصنام بمختلف أقسامها.
وهذا ما يشير إليه أديبنا الولائي في الأبيات اللاحقة حيث يعرّف هوية هذا الثأر فهو الثأر الذي يطلبه الله عزوجل لأنه:

ثأر الشهيدة فاطمٍ وشموسها

نورٌ وقورٌ في فؤادٍ مضرم

قتلٌ بلا أسف وتطهيرٌ به

لشفا صدور الحق أزكي مرهم

عدلٌ بلا سرفٍ به محيا الوري

أمن البلاد وسلوةٌ لليتـّم

عدلٌ به نصر الاله مظفـّر

فجري القصاص بداهةً بالمجرم

إذن هو ثأرٌ إلهي مقدسٌ يفتحُ أبواب إقامة المجتمع التوحيدي الآمن الخالي من كل شرك وظلم وجور ولذلك فإن من يطلب تحقيق ذلك أن يهذب نفسه ويحرق جميع ما فيها من عوامل الشرك والظلم بجميع أشكالها، ففي ذلك فتح الفتوح علي المستوي الشخصي ومشاركة في الفتوح علي الصعيد البشري كله؛ يقول أديبنا الولائي في تتمة هذا المقطع من قصيدته:

ثأرٌ به فتحُ الفتوح لثائرٍ

أمسي سعيراً من سعير مُحرّم

أردي شريك الجرم حرّق نفسه

متأهلاً للثأر إذ لم يظلم

والأمر الثاني الذي ينبغي لطالب المشاركه في فتح الفتوح المهدوي هذا أن يسعي له هو ترسيخاً الشعور بالمظلومية الحسينية بجميع مظاهرها لأن في ذلك ترسيخ للقيم التوحيدية الإنقاذية التي حملتها وكذلك ترسيخ للروح الجهادية الهادفة الي إزالة جميع عوامل الظلم والجور والشرك والضلالة، وهذا المعني هو الذي يشير إليه أديبنا الولائي في الأبيات اللاحقة المؤثرة في عرض بعض صور المظلومية الحسينية وبشاعة مسببيها قال:

مولاي، فإملأ قلب عبدك غيرةً

لمصابكم بتفجّعٍ وتضرّمٍ

و أملأه عدلاً يُنصف المُهُجَ التي

سُفكت لرضعان لكم لم تُفطم

عدلاً يثور لأضلعٍ قد هُشِّمت

وبغيرها حصن الوري لم يسلم

عدلاً يهيج لزينبٍ إذ شاهدت

تقطيع أوصالٍ وحرقِ مخيم

عدلاً يردّ مقانعا لحرائرٍ

من فاطمٍ، سَبَي الأعقِّ الأظلم

سلبت فصلّت حاسراتٍ لم تزل

باكفها تلقي السياط وتحتمي

لا تنسني مولاي لوعة فاطمٍ

وشجا رقية والسبايا اليُتـّم

دعها لهيباً في الحشا ليُذيبني

كلاّ بحرقٍ للفؤاد وللدم

*******

نتابع أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ومع الفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم:

طبيعة حياة الامام المهدي (عليه السلام) في غيبته

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته، معكم ومعنا ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يتفضل مشكوراً بالاجابة على اسئلتكم للبنامج، معنا على خط الهاتف سلام عليكم سماحة الشيخ.
الشيخ علي الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ احمد من اليمن كانت له رسالة يخصكم فيها بالسلام وكانت لديه مجموعة من الاسئلة منها سؤال فيما يرتبط بالحياة الشخصية للامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في غيبته، سؤاله فيما يرتبط بصحة الامام المهدي (سلام الله عليه) يعني هل يمكن ان يطرأ المرض والحالات الطبيعية، الشيخوخة وغير ذلك على الامام (سلام الله عليه)؟ تفضلوا.
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم وعليه وعليك السلام اخي الكريم، عندنا نصوص تكشف عن ابعاد حياة الامام (سلام الله عليه) وانها حياة خاصة اولاً مسكنه المدينة ثم هو يتنقل في العالم حسب ما يجب عليه، حسب الامر الالهي، حسب المهمة الموكلة اليه او من اجل الحج والزيارة وما شابه ذلك، بالنسبة لبدنه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آباءه بدنه ورد عن الامام الرضا (سلام الله عليه) يقول انه قوي البنية حتى انه لو مد يده الى اعظم شجرة لقلعها معناه بنيته بنية غير عادية هذه من ناحية، من ناحية انه هل يمكن ان يمرض؟ ما عندنا نص ينفي طروء المرض عليه لكن عندنا نص يقول يبقى كهلاً يعني يبدو ما بين الثلاثين والاربعين ويظهر كهلاً ويبقى ايضاً في مدة الحكم الذي يحكمه، عندنا احاديث انه ثلاثمئة وتسع سنين يعني بعدد سني اهل الكهف ايضاً يبقى حياً ويبقى كهلاً وتدل احاديث النبي واهل البيت (عليهم السلام) على ان الامام المهدي (سلام الله عليه) وعيسى بن مريم يبقيان على صورة الكهول ولم يظهر عليهم الكبر مهما تقدم السن واما عن غذاءه فغذاءه وصلاته وشربه واكله هو ما يصلح بدنه، هو يصوم دهره صلوات الله وسلامه عليه يعني يفطر ويتسحر، في طوال عمره الامام (سلام الله عليه) واذا لم يصم دهره يصوم اكثر سنته ايضاً اذن له برنامجه العبادي، برنامجه الغذائي، في نومه، في يقظته، في حركته (سلام الله عليه) وهاتان الحقيقتان ثابتتان وفيهما عدة احاديث، قوة بدنه (سلام الله عليه) وبقاءه كهلاً رغم مرور السنين والقرون وشكراً.
المحاور: وشكراً لكم سماحة الشيخ، بالنسبة للاخ احمد ايضاً فيما يرتبط بالدعاء، هو حقيقة سأل هل يصح ان ندعو له بالسلامة والعافية والحفظ ضمن ادعيتنا له (سلام الله عليه)؟
الشيخ علي الكوراني: نعم يصح، حتى لو كان الله عزوجل متكفل انه لايمرض فنقول يارب انت تكفلت انه لا يمرض فمن عليه بالسلامة والاستمرار يعني ما قررته في حقه ليستمر وهو تفضل منك، هذا لا يمنع ان ندعو لأحد بالسلامة ليس معناه انه لابد ان يمرض وشكراً.

*******

أما الآن فقد حان موعدكم مع الفقرة الخاصة بحكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة ورؤية الطلعة الرشيدة. عنوان حكاية هذا اللقاء هو:

وفي الحرم الرضوي جاء الفرج

تشتمل حكاية هذه الحلقة علي دورس عدة من أهمها اهتمام مولانا صاحب الزمان (أرواحنا فداه) بالساعين في قضاء حوائج الناس لا سيما المؤمنين، وأعانته لهم في هذه المهمة المقدسة، كما أن فيها درساً مهماً للمؤمنين بالإهتمام بتلاوة القرآن الكريم وتعاهد كتاب الله عزوجل والإرتباط المستمر به.
الحكاية جرت مع أحد العلماء الأتقياء هو آية الله الشيخ المحسني الملايري قدس سره الشريف، وقد نقلها بنفسه لمؤلف كتاب عشاق الإمام المهدي حجة الاسلام والمسلمين الشيخ احمد القاضي الزاهدي بتأريخ العاشر من شهر ذي القعدة سنة إحدي عشرة بعد الأربعمائة والألف للهجرة.
قال آية الله الشيخ المحسني (رضوان الله عليه): في سنة ثمان وثلاثمائة وألف للهجرة حسب التقويم الشمسي إنتقلت الي مدينة مشهد المقدسة، حيث تابعت فيها الدراسة والتدريس.
وكان قد إنتقل الي مدينة مشهد المقدسة أيضاً معلمٌ متديّنٌ ومهذبٌ كنت قد تعلمت عنده وفي مدينة ملاير القراءة والكتابة، هذا الرجل المؤمن وإسمه (بابا خان) فتح مكتباً لتعليم القراءة والكتابة في مدينة مشهد كان يدرس فيه.
والي جانب التعليم كان الرجل متخصصاً في تربية طيور القناري وكان يملك عدداً منها فباع ما لديه من هذه الطيور لكي يتمكن من شراء منزل له يقيم فيه في جوار الحرم الرضوي، ولكن كل ما تمكن من جمعه هو مبلغ مئتين وثلاثة عشر توماناً في حين كان ثمن المنزل ثلاثمائة وثلاثة عشر توماناً. فجائني وأخبرني بالأمر وحاجته لمئة تومان لإكمال ثمن المنزل.
أردت أن أساعده وهو مؤمن وله حق التعليم علي، فذهبت الي صديقٍ كنت قد أقرضته مبلغاً من المال لعلي أستطيع تهيئه المال الذي يحتاجه معلمي لكنه لم يسعفني بالمبلغ المطلوب.
وظلت الرغبة في قضاء حاجة ذلك المعلم المؤمن تعتمل في قلب آية الله الشيخ الزاهد المحسني الملايري وهو يتوجه - قبل الفجر - الي حرم الإمام الرضا (عليه السلام) للتعبد لله عزوجل فيه ؛ وفي هذا المكان المبارك جاءه الفرج الإلهي.
يقول الشيخ الزاهد في بيان ما جري: قبل الفجر بساعتين تقريباً كنت أقرأ إذن الدخول لحرم الرضا (عليه السلام) من جهة باب دار السيادة الي دار الحفاظ، فالتفت فجأة الي وجود سيد جليل الي جانبي فأعطاني مائة تومان (قطعتين من فئة خمسين توماناً) وكان مبلغاً كبيراً يومذاك وقال لي: إقرأ لي ختمة من القرآن الكريم عند جهة الرأس الشريف للإمام (عليه السلام)! إعتذرت عن ذلك القبول لشدة انشغالي بالدراسة والتدريس فقال: لا ألزمك بوقت معين ولكن لتكن التلاوة عند الرأس الشريف!
وهنا انتبهت للأمر وأدركت أن الأمر ليس عادياً فأجرة ختم القرآن كانت يومذاك توماناً أو توماناً ونصفاً كحدٍّ أكثر. فالتفت الي السيد لكنني لم أر أحداً رغم طول بحثي عنه فعرفت أن هذا السيد الجليل لم يكن سوي الإمام الحجة (سلام الله عليه) فهو الذي تفضل بهذه الهبة السنية.
فذهبت الي معلمي السيد باباخان وأعطيت له المبلغ دون مقابل وقلت له: إنها حوالة ٌ لك. ثم بادرتُ الي تلاوة ختمة القرآن عند جهة الرأس الشريف من الروضة الرضوية المباركة!

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة