البث المباشر

إعرفوا حد الغلو والجحود/ حوار مع السيد محمد الشوكي حول سبل تقوية الارتباط بإمام زماننا/ كان الموعد في مسجد جمكران

الأربعاء 6 مارس 2019 - 14:30 بتوقيت طهران

(الحلقة: 207)

موضوع البرنامج:
إعرفوا حد الغلو والجحود
حوار مع السيد محمد الشوكي حول سبل تقوية الارتباط بإمام زماننا (عليه السلام)
كان الموعد في مسجد جمكران

أطعت الهوى فيهم وعاصاني الصبر

فها انا مالي فيه نهي ولا أمر

أروح وقلبي للواعج والجوى

مباح وأجفاني عليها الكرى حجر

وكم لذت لي خلع العذار وان يكن

بحبيّ آل المصطفى فهو لي عذر

نعمت بحبهم ولكن بليتي

ببينهم والبين مطعمه مر

فيمن نازح قد غيب الرمس شخصه

ومن غائب قد حال من دونه الستر

أطال زمان البين والصبر خانني

وما يصنع الولهان إن خانه الصبر

فأيقن أن الوعد حق وانه

الى وقت عيسى يستطيل له العمر

وقد جاء في الآثار عن كل واحدٍ

أحاديث يعيى من تواترها الحصر

تعرفنا ابن العسكري وأنه

هو القائم المهدي والواتر الوتر

تبعنا هدى الهادي فأبلغنا المدى

بنور الهدى والحمد لله والشكر

*******

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الهداة الى الله، السلام عليكم الكرام ورحمة الله.
إفتتحناها بأبيات في التشوق لمولانا إمام العصر (أرواحنا فداه) من قصيدة طويلة للعالم الاديب الشيخ محمد جواد البلاغي رضوان الله عليه في اثبات العقيدة المهدوية.
تابعوا هذه الحلقة من البرنامج مع الفقرات التالية:
- وصايا مهدوية عنوانها: إعرفوا حد الغلو والجحود
- وإجابة لسماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن سبل تقوية الارتباط بأمام زماننا (عليه السلام(
- وحكاية عنوانها: كان الموعد في مسجد جمكران

*******

تابعوا هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بالاستماع للفقرة الخاصة بالوصايا المهدوية، عنوانها هو:

إعرفوا حدّ الغلو والجحود

قال مولانا بقية الله المهدي (ارواحنا فداه): «كان من تقدير الله جل جلاله ولطفه بعباده وحكمته أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين واخرى مغلوبين، وفي حال قاهرين واخرى مقهورين، ولو جعلهم الله في جميع احوالهم غالبين قاهرين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عزوجل، ولما عُرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار، ولكنه عزوجل جعل احوالهم في ذلك كأحوال غيرهم، ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين وفي حال العافية والظهور على الاعداء شاكرين، وليكونوا في جميع احوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبرين وليعلم العباد ان لهم (عليهم السلام) إلهاً هو خالقهم ومدبرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله، وتكون حجة الله ثابتة على من تجاوز الحد فيهم وادعى لهم الربوبية أو عائد وخالف، وعصي وجحد بما اتت به الانبياء والرسل وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة».
كلام مولانا امام العصر (عليه السلام) المتقدم جاء ضمن حديث طويل رواه الشيخ الطبرسي (رحمه الله) في كتاب الاحتجاج وذلك في جواب عن سؤال عن اسرار البلاء الذي نزل بأئمة العترة المحمدية عليهم السلام وكيف يسلط الله اعداؤه على اوليائه، وقد نقلنا جانباً من جواب الامام المهدي (عجل الله فرجه) عن هذا التساؤل في الحلقة السابقة وعرفنا بعض الوصايا المهدوية المستفادة منه.
والامام عليه السلام يبين في جوابه سنة الهية عامة تجري مع جميع انبياء الله واوليائه لا يخرج عن اطارها ما جرى على ائمة العترة المحمدية.
وهذه السنة الالهية فيها لطف من الله عزوجل بعباده إذ تجنبهم الشرك والمغالاة بأولياء الله عزوجل وإتخاذهم آلهة من دون الله لو كانت الغلبة الظاهرية محالفة لهم في جميع الاحوال.
هذا اولاً وثانياً فإن نزول البلاء والمحن باولياء الله عزوجل هو الطريق لكي يتعرف الناس على فضل صبرهم أن يصبحوا قدوة لهم في تحمل البلاء والصبر عليه إحتساباً وايماناً.
وفي بيان هذه الحكمة الالهية وصية ضمنية من صاحب الزمان (عجل الله فرجه) للمؤمنين بأن يقتدوا باولياء الله (عليهم السلام) في الصبر على المحن والبلاء الذي ينزل بهم؛ وكذلك بشكر الله عزوجل في حال العافية وبالانتصار الظاهري على اعداء الله.
والقضية الثالثة التي يبينها إمام العصر (أرواحنا فداه) في جوابه المتقدم هي ان نزول البلاء والمحن بالائمة كسائر انبياء الله واوليائه صلوات الله عليهم جميعاً، يُعرف الناس بأن لهم الهاً هو خالقهم ومدبر امورهم، وهذا الاله هو الذي تجب على الخلق عبادته وحده لا شريك له وطاعة رسله واوليائه (عليهم السلام) بما هم مبلغون لاحكامه وأوامره ونواهيه جل جلاله.
وببيان هذه الحقيقة يعرفنا امام العصر (عليه السلام) كيف نرد على المغالين ودعي الربوبية للائمة (عليهم السلام) مشيراً الى ان الحد في الاعتقادات بمقامات الاولياء الذي يؤدي تجاوزه الى الوقوع في شباك الشرك والمغالاة هو ادعاء الربوبية لهم من دون الله جل جلاله.
وفي ذلك وصية مهمة أمام الزمان (أرواحنا فداه) هي إجتناب كل ما فيه ادعاء الربوبية لأئمة الهدى (عليه السلام) ومن كون الله جل جلاله لان في ذلك سقوط في شباك الشرك.
والوصية الاخرى للؤمنين هي ان يجتنبوا جميع اشكال العناد والعصيان والجحود لما جاء به انبياء الله ورسله فيتبرؤا منها لان معيار الهلاك والخسران المبين هو المغالاة وغيرها إذا كانت عن عناد وجحود لما جاء في الرسالات الالهية.

*******

ايها الاخوة والاخوات نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بنقل الميكرفون الى زميلنا وهو يعرض على سماحة السيد محمد الشوكي بعض اسئلتكم للبرنامج:

سبل تقوية الارتباط بإمام زماننا (عليه السلام)

المحاور: السلام عليكم الاكارم ورحمة الله وبركاته، نرحب بكم في هذه الفقرة الخاصة باسئلتكم والاجابة عنها من قبل خبراء البرنامج من برنامج "شمس خلف السحاب"، نرحب في هذه الحلقة بسماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد الاخ حيدر من مدينة الحلة في العراق يعرض في رسالته سؤالاً ايضاً يعرض بين الحين والآخر، السؤال ملخصه ما هي السبل العملية لتقوية الارتباط والتمسك بولاية أمام الزمان بقية الله المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟
السيد محمد الشوكي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلى على محمد وآل محمد، طبعاً سلاماً للاخ حيدر والاخوة جميعاً ونتمنى له ولجميع الاخوة مزيد من الارتباط بامام العصر سلام الله عليه، الارتباط بالامام وعدم نسيان الامام قضية مهمة جداً، قضية الامام المهدي عليه السلام هي قضية اسلامية ليست مختصة بالشيعة، ولكن عند الشيعة ارتباطهم بالامام المهدي وقضية الامام المهدي اكبر واكثر وهذا له بركات كثيرة لا مجال لبيانها، وما هو ضروري ان نعرف كيف نقوي ارتباطنا بالامام سلام الله عليه، الخطوة الاولى هي معرفة الامام سلام الله عليه، لانه كيف نرتبط بانسان لا نملك الكثير من المعرفة عنه، اذا نريد ان نرتبط بأي نوع من الارتباط مع طرف آخر في حياتنا العادية لابد ان نعرف هذا الشخص حتى نرتبط معه، واذا ليس لدينا معرفة به لا نرتبط به، او ارتباطنا يكون قليل معه، فكلما ازدادت معرفتنا بهذا الشخص كلما زاد ارتباطنا به، هذه قضية واضحة بحياتنا العملية نشاهدها، ولهذا ورد التأكيد على هذه المسألة في روايات اهل البيت عليهم السلام، فعن زرارة مثلاً عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: اعرف امامك فانك ان عرفته لم يضرك تقدم هذا الامر او تأخر، اذن اولاً معرفة الامام سلام الله عليه ثانياً توطين النفس على الايمان بالامام ونصرة الامام وانتظار الامام، انتظار الامام يعني انتظار ايجابي الانتظار الايجابي هو توطين النفس، عقد النية والجزم على نصرة الامام سلام الله عليه وعلى الايمان به وما الى ذلك من امور اخرى، هذا ايضاً وارد بالروايات الشريفة، كذلك من الامور التي تقوي ارتباطنا بالامام سلام الله عليه الدعاء للامام عليه السلام، لاننا كلما ندعو له في صلاتنا وفي مجالسنا نحس بانه قريب منا نحس باننا مهتمون به، ولهذا الدعاء: «اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه...»، ينبغي ان يكون دائماً على السنتنا في مجالسنا حتى في صلواتنا ودعواتنا هذه الخطوة الثانية وهي خطوة مهمة جداً، كذلك احياء امر اهل البيت سلام الله عليهم والمشاركة في احياء امرهم صلوات الله وسلامه عليهم، هذا ايضاً يقوي ارتباطنا بالامام عليه السلام، والحقيقة عندنا روايات ايضاً في هذا الاتجاه، كذلك العمل بما يقربنا من محبة الامام سلام الله عليه، التوقيع الشريف الذي نقل انه خرج للشيخ المفيد رحمة الله عليه قال فليعمل وهو جيد جداً وموجز وجميل ومفيد وجامع، قال فليعمل في هذا التوقيع الشريف فليعمل كل امرء منكم بما يقربه من محبتنا، ويتجنب ما يدنيه من كراهيتنا وسخطنا، فان امرنا بغتة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقاب ندب على حوبة، اذن فليعمل كل امرء منكم بما يقربه من محبتنا، ماهي الامور التي يحبها اهل البيت عليهم السلام علينا ان نأتي بها، ماهي الامور التي تجنبنا عن حبهم وتقربنا الى كراهيتهم وتوقعنا في سخطهم علينا ان نتجنبها، هذه هي القضايا المهمة الاساسية التي تجعلنا نرتبط بالامام سلام الله عليه.
المحاور: صلوات الله وسلامه عليه، سماحة السيد محمد الشوكي شكراً لكم، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من فقرات هذه الحلقة.

*******

أما الآن فقد حان موعدكم مع حكاية اخرى من الحكايات الموثقة للفائزين بالالطاف المهدوية الخاصة، إخترنا لحكاية هذه الحلقة العنوان التالي:

وكان الموعد في مسجد جمكران

نقلت الحكاية التالية في كتاب كرامات الامام المهدي )عليه السلام) المطبوع باللغة الفارسية، وصاحب الحكاية هو شاب من مدينة مشهد المقدسة، هب مع فتية الايمان للذهاب الى جبهات الدفاع عن الجمهورية الاسلامية في ايران عندما شن الطاغية صدام هجومه العدواني عليها.
ولم يكن اهله موافقين على ذهابه الى جبهات القتال، فاشتد تعنيفهم ولومهم له عندما اصيب بجراحات بليغة في احدى العمليات القتالية.
جاءت امه الى عيادته في منزله وقد ادى ما شاهدته من شدة جراحاته الى ان تفقد السيطرة على اعصابها فاخذت تلومه بشدة على عدم اصغائه لكلام اهله الذين نصحوه بعدم الذهاب الى جبهات القتال، شعر الفتى المشهدي بالانكسار يملا قلبه وهو يلوذ بالصمت وهو يستمع لتعنيف والدته له.
كلام والدته ونظرات زوجته التي كان ملؤها العتاب، ضاعفت من الامه فلم يجد ملاذا الا ان يلجا الى الله متوسلا اليه بوليه بقية الله المهدي طالبا منه الشفاء كانت دموعه قد ملئت عينيه وانهمرت على وجهه وهو متسلق على فراشه يدعو ربه جل جلاله ويتوسل بامامه عليه السلام بقلب منكسر فاخذته وهو في تلك الحالة نومة كانت فيها بشارة بقرب الفرج.
في تلك الغفوة راى الشاب المشهدي في عالم الرؤيا الصادقة مولاه بقية الله ارواحنا فداه وهو يامره بان يطلب الشفاء من الله في المسجد الذي وضع اساسه بيده الشريفة.
وفي اليوم التالي قرر الفتى ان يذهب الى مسجد جمكران ويعتكف فيه الى ان ياتيه الفرج، وبالفعل نفذ قراره بكل عزم.
كان الفتى يقوم بالخدمة في المسجد من التنظيف وغيره متحملا ما يعانيه من الام جراحاته وصعوبة الحركة.
استمر على تلك الحالة من الخدمة والعبادة في مسجد صاحب الزمان في قرية جمكران الى ان جاءه الفرج في الليلة الابعين من اعتكافه في هذا المسجد المقدس.
صادفت تلك الليلة ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك اولى ليالي القدر وذكرى اصابة امير المؤمنين (عليه السلام) بتلك الضربة الاثمة التي ادت الى استشهاده، اقيمت في المسجد مراسم احياء ليلة القدر ومراسم العزاء على مصيبة امير المؤمنين، فشعر الفتى بالتعب وهو يواصل تنظيف المسجد وخدمة الزائرين، فلجا الى زاوية في المسجد لكي يسترجع قليلا وقد بلغت الامة ذروتها فاخذته سنة من النوم راى فيها نفسه وهو يقوم بكنس ساحة المسجد فاذا بسيد بهي الطلعة يقبل عليه.
ثم اخذ بيده وادخله المسجد واجلسه الى جانب اشخاص اخرين كانهم اشباح نورانية، قال له: كانك مريض يا فتى؟
اجاب: نعم لقد اصبت في الحرب بجراحات بليغة، فوضع السيد يده على راس الفتى وقال: ستشفى ان شاء الله.
ثم اعطاه رطباً وقليلاً من الماء؛ وقال له ينبغي ان تأكل شيء لكي تصوم غداً، فاكل الفتى الرطب وشرب الماء فوجد انه لم يذق مثله طعاما وشرابا هنيئا عمره.
يقول الفتى: عندما انتبهت من غفوتي تلك لم اجد اي اثر لالامي ولالجراحاتي فسجدت شكرا لله على جميل صنعه.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة