البث المباشر

أبيات للحافظ رجب البرسي في المهدي/الانبياء السابقون ونصرة المهدي/حوار مع السيد محمد الشوكي حول حضور الامام الغائب في موسم الحج/وصية مهدوية للقرى الظاهرة

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 14:11 بتوقيت طهران

(الحلقة:147)

موضوع البرنامج:
أبيات للحافظ رجب البرسي في المهدي(عج)
الانبياء السابقون ونصرة المهدي(عج) الموعود
حوار مع السيد محمد الشوكي حول حضور الامام الغائب في موسم الحج
وصية مهدوية للقرى الظاهرة!

هو القائم المهدي والسيد الذي

إذا سار املاك السماء له جند

يشيد ركن الدين عند ظهوره

علواً، وركن الشرك والكفر ينهد

وغصن الهدى يضحي وريقاً‌ ونبيه

انيقاً وداعي الحق ليس لها ضد

اليه انتهى سر النبيين كلهم

هو الخلف المأمول والعلم الفرد

فيا دعوة الزهراء انت سليلها

وانت ختام الأوصياء اذا عدوا

لعل العيون الرمد تحظى بنظرة

اليك فتجلى عندها الأعين الرمد

*******

الحمد لله الأحد الصمد والصلاة والسلام على خلفائه في أرضه وامنائه في بلاده محمد وآله الطاهرين لاسيما خاتمهم المهدي (ارواحنا فداه).
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم، افتتحنا هذه الحلقة بأبيات للشيخ العارف الحافظ رجب البرسي الحلي (رضوان الله عليه) مع تغيير في البيت الخامس تشتمل على اشارة جميلة لعلاقة مولانا المهدي (ارواحنا فداه) بالأنبياء والأوصياء السابقين.
وعن هذا الموضوع ستدور الفقرة الأولى من فقرات البرنامج، اما عناوين فقرات هذه الحلقة، فهي:
- الأنبياء السابقون ونصرة المهدي الموعود
- حضور الامام الغائب في موسم الحج
- وصية مهدوية للقرى الظاهرة
- الأرمني الذي اهتدى بالمهدي
ايها الأخوة والأخوات، وعدناكم في حلقة سابقة ان نضيف للبرنامج فقرة تعرفنا بوصايا امام زماننا المهدي (عجل الله تعالى فرجه)؛ وهذا ما نبدأ به بعون الله في هذه الحلقة، ولكن في الشطر الثاني من البرنامج ان شاء الله.
اما الفقرة الاولى، فهي تتعلق بقضية ما ورد في الكتب المقدسة من بشارات بالمصلح الالهي في آخر الزمان ودولته العالمية، فما هوالمستفاد من هذه البشارات؟

*******

هذا ما نسعى للتعرف عليه في الفقرة التالية من برنامج (شمس خلف السحاب) اخترنا لها عنوان:

انصار المهدي من الأنبياء السابقين

من الملفت للنظر - مستمعينا الافاضل- ان من القواسم المشتركة بين الأديان السماوية الاعتقاد بحتمية ظهور المصلح الديني الذي يقيم الدولة الدينية العالمية وهي الدولة التي تحقق للبشرية السعادة والعدل.
الإيمان بهذه الفكرة ثابت في الديانة اليهودية، فهي مدونة في مصادرها مذكورة بكثير من التفصيلات؛ ويمكننا ان نستشف قوة الاعتقاد بذلك من ملاحظة ان عدداً من الخطوات التي اتخذتها الحركة اليهودية تأريخياً ناشئة من بعض تفصيلات هذه العقيدة.
وقد فصل الحديث عن هذه العقيدة في اليهودية وآثارها في حركة أتباعها؛ كثير من الباحثين، امثال جورج رذر فورد في كتابه المسمى «ملايين من الذين هم احياء اليوم لن يموتوا ابداً».
كما تحدث عن آثار هذه العقيدة في الحركة الصهيونية السناتور الامريكي السابق بول مان زلي في كتابه الموسوم (من يجرؤ على الكلام)، وكذلك الباحثة غريس هالسل في كتابها «النبوءة والسياسة».
كما نجد مستمعينا الافاضل صور الايمان بالمصلح الديني الموعود في عقائد النصارى بمختلف فرقهم وان اختلفوا في التفصيلات.
بل ويستفاد من كثير من الدراسات للتراث الديني للأمم المختلفة ان هذه الفكرة موجودة بصورة او باخرى في جميع الديانات وان جذورها ترجع الى اقدم العصور فقد وجدت نصوصها في كتب ديانات المصريين والصينيين والمغول والبوذيين والمجوس والهنود والأحباش فضلاً عن الديانات الكبرى الثلاث، اي اليهودية والنصرانية والاسلامية.
والمهم في الامر ان العقيدة بظهور المصلح الالهي في آخر الزمان تستند الى نصوص صريحة في الكتب المقدسة للأديان السابقة وليس الى تفسيرات وتأويلات عرضها احبارها وعلماؤها؛ وان كانت هذه التفسيرات قد تدخلت في تحديد مصاديق هذه العقيدة وهوية المصلح المنتظر.
من هنا نعرف ان البشارة بالمهدي الموعود (عجل الله فرجه) تشكل جزءً اساساً في الدين الالهي الحق، بمعنى ان للاعتقاد بها آثاراً على طريقة تدين الانسان منذ خلق آدم (عليه السلام) فهو يساعد على تقريب طريقة التدين الى الصورة الفضلى التي ارتضاها الله لعباده.
وعلى ضوء ما تقدم نفهم مستمعينا الافاضل سر الاشارات الواردة في بعض الاحاديث الشريفه وقصص الانبياء (عليهم السلام) من ان بعض الانبياء السابقين (عليهم السلام) كانوا يدعون الله عزوجل بأن يرزقهم ثواب نصرة خاتم الاوصياء المهدي الموعود (عجل الله فرجه).
وهذه الاشارات تعرفنا بأن للأنبياء والأوصياء والأولياء ومنذ عهد آدم (عليهم جميعاً سلام الله) دوراً في نصرة المهدي الموعود وفي التمهيد لاقامة الدولة الالهية العادلة والعالمية ودولة التوحيد الخالص من كل شرك التي يظهرها الله عزوجل على يديه (عجل الله فرجه) وجعلنا من خلص اوليائه وانصاره.
وثمة قضية ثالثة ومهمة‌ في بشارات الكتب المقدسة بالمصلح الالهي الذي يظهر في آخر الزمان، وهي ان دراسة نصوص هذه البشارات بروح موضوعية بعيدة عن القناعات المسبقة تقود الباحث المنصف الى ان صفات وخصوصيات هذا المصلح لا تنطبق الا على المهدي المنتظر الذي تؤمن به مدرسة اهل البيت (عليهم السلام).

*******

وهذا الموضوع سنناقشه في حلقة لاحقة بأذن الله تبارك وتعالى وبعونه، اما الآن فننقل الميكرفون الى زميلنا ليعرض على ضيف البرنامج في هذه الحلقة سماحة السيد محمد الشوكي بعض اسئلتكم نستمع معاً:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على ضيفنا سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد الشوكي الاخ عامر الساعدي له سؤالان السؤال الاول يقول هل يحضر الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف موسم الحج في كل عام وهل يؤدي فريضة الحج؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، نعم ورد في الروايات الشريفة ان الامام سلام الله عليه يحضر الحج ويحضر الموسم ويرى الناس ولا يرونه وهذا هو الذي دعا ببعض العلماء ان يطرح نظرية خفاء العنوان كأنه في غيبة الامام المهدي سلام الله عليه توجد نظريتان ذكرهما السيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه في موسوعته القيمة اطروحة خفاء الشخص واطروحة خفاء العنوان، خفاء العنوان تعني هذا المعنى ان الامام سلام الله عليه ليس خافياً بشخصه يعني بالامكان ان يرى شخص الامام سلام الله عليه ولكن عنوان الامام خاف على الناس يعني يرون هذا الشخص ولكن لا يعرفون انه هو الامام المهدي سلام الله عليه عينه، ولهذا ورد في بعض الاخبار انه عندما يظهر عليه السلام كثير من الناس يعرفونه ويقولون لقد رأينا هذا الشخص قبل ذلك، فالامام سلام الله عليه يحضر الموسم ربما يظهر ايضاً من بعض الاخبار انه يحضر الموسم كل سنة ويحج سلام الله عليه ويحضر الموسم كل سنة يحضر ربما من بعض الاخبار ذلك، ويحضر ويحج سلام الله عليه ولماذا لا يحج.
المحاور: يعني باعتبار ظروف الحج متهيأة؟
السيد محمد الشوكي: نعم لا شك اذا اخذنا بهذا المعنى الثاني اذا اخذنا بخفاء العنوان التي تنسجم مع هذه الرواية الشريفة انه يحضر الموسم ويرى الناس ولا يرونه فاذا ما اخذنا بنظرية خفاء العنوان ربما الامام سلام الله عليه يحج كسائر الناس من دون ان يلتفت اليه احد من الناس او من دون ان يعرفه احد من الناس انه هو الامام المهدي سلام الله عليه، فالقضية اعتقد انها مرتبطة بحفظ الامام سلام الله عليه والمصلحة في خفاء الامام سلام الله عليه فاذا كان هناك مانع من حجه ربما مثلاً لان يعرف او ما شابه ذلك، قد تقتضي المصلحة عدم ذلك ولكن عندما لا يكون مانع من ذلك خصوصاً كما قلنا اذا اخذنا هذه النظرية فلماذا لا يؤدي الامام الحج سلام الله عليه.
المحاور: سماحة السيد هنالك بعض الروايات تشير الى التقاء بعض المؤمنين به عليه السلام في موسم الحج سواءاً من الغيبة الصغرى وحتى في الغيبة الكبرى وفي العهود القريبة، على اية حال فيما يرتبط بهذا الجانب هل ان لحضوره سلام الله عليه اثر خاص على اجواء فريضة الحج؟
السيد محمد الشوكي: ما من شك نحن نعرف حتى انه في زمن الظهور تمام الحج والعمرة زيارة الامام وزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزيارة الامام ولهذا المؤمنون كانوا عملاً بهذا الاثر الشريف وبهذه التعاليم الاسلامية كانوا عندما ينهون في زمان الظهور عندما كانوا ينهون اعمال الحج يعرجون على الائمة سلام الله عليهم لان تمام الحج والعمرة زيارة النبي زيارة الامام فبما ان زيارة الامام سلام الله عليه خاف عن الناس وغائب عن الناس ربما لا يحظى الناس بفرصة اللقاء به والتزود من بركاته ومن انواره فعندما يكون هناك في تلك المناطق المقدسة ربما يزداد الناس بركة على بركة من خلال تأمينه على دعاء الحجاج وعلى دعاء المؤمنين عندما يدعون وبركات كثيرة وجود الامام في منطقة من المناطق ونحن نعرف ان وجود الامام وجود بعض الصالحين في منطقة من المناطق ثقلها اثر كبير على اهل تلك المنطقة، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وآله انه يصلح بالمؤمن ولده وجيرانه واهل بلدته فنفس وجود انسان صالح في جمع المؤمنين حتى في الجماعة ما يقال من الجماعة انه من جملة بركات الجماعة ان الانسان ربما لا تتقبل منه صلاته لكن واحد من الجماعة الله يقبل صلاته فببركة هذا الرجل ربما الله عز وجل يتقبل دعاء وصلوات الاخرين، فوجود الامام في تلك الديار بين جموع المؤمنين له بركات كثيرة جداً لا تحصى ولا شك ولا ريب في ذلك ومن باب اللطف ان الله عز وجل لطيف بعباده والامام المهدي ايضاً لطيف بشيعته وبالمؤمنين فلا يحرمهم من هذا اللطف.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، وشكراً لكم ايضاً احباءنا على طيب متابعتكم لهذا البرنامج تفضلوا مشكورين لمتابعة ما تبقى من فقراته.

*******

ما نقدمه لكم احباءنا هو برنامج شمس خلف السحاب يأتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
يمكنكم ايها الاخوة والاخوات التواصل مع البرنامج عبر عناوين الاذاعة ومنها بريدها الالكتروني وعنوانه هو: [email protected].
كما يمكنكم متابعة حلقات البرنامج كتابةً وصوتاً مذخورةً في صفحة اسلاميات من موقع الاذاعة على شبكة الانترنت وعنوانه هو: www.arabic-irib.ir.
اما الآن - ايها الاخوة والاخوات- فننقكلم الى فقرة جديدة نتدبر فيها معاً فيما روي عن مولانا المهدي (سلام الله عليه) في المصادر المعتبرة لاستخلاص وصاياه للمؤمنين.

*******

ليكون ذلك مصداقاً من مصاديق تجسيدنا للتمسك بولايته (عليه السلام) التي تتمثل فيها الولاية المحمدية وبالتالي الولاية الالهية. عنوان هذه الفقرة هو:

وصية مهدوية للقرى الظاهرة


روى الشيخ الصدوق في اكمال الدين عن محمد بن صالح الهمداني وهو من ثقات اصحاب الامام العسكري (عليه السلام) قال:
«كتبت الى صاحب الزمان (عليه السلام) [اقول]: ان اهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث المروي عن آبائك انهم قالوا: قوامنا وخدامنا شرار خلق الله».
فكتب مولانا المهدي (عليه السلام) في جواب هذا المهدوي المخلص:
اما قرأتم قول الله عزوجل «وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً»، ونحن - والله- القرى التي بارك الله فيها وانتم القرى الظاهرة.
ايها الاخوة والاخوات ترى ما هي الوصية المهدوية التي تتضمنها هذه الكلمة النورانية التي يخاطب بها مولانا المهدي (عجل الله فرجه) المؤمنين؟
الامام (سلام الله عليه) يبين في هذه الكلمة ان المقصود من حديث «قوامنا» شرار خلق الله ليس هم المؤمنين الصادقين، بل الذين يتاجرون بادعاء خدمة اهل البيت (عليهم السلام) او يسعون للتكسب بذلك وتحقيق مصالحهم الشخصية بهذا الادعاء.
اما المؤمنون الصادقون فحالهم يختلف، فهم مخلصون في ولائهم لأهل بيت النبوة ومجتهدون في مسعاهم لإحياء امرهم (عليهم السلام).
ولذلك فهم بمثابة القرى الظاهرة والواجهات التي يتعايش معهم الناس، فهم يعرفون الناس بحقيقة القرى التي بارك الله فيها ولكن لا يتيسر دائما الاتصال بهم بسبب ظروف التضيق التي فرضها الطغاة على‌ ائمة العترة النبوية الطاهرة (عليهم السلام).
وهم بعبارة اخرى تناسب عصرنا الحاضر اي عصر غيبة الامام المعصوم (عجل الله فرجه) الواجهات التي يتعرف منها على اخلاقيات الامام الغائب واهدافه ورسالته (عجل الله تعالى فرجه).
من هنا تتضح الاجابة عن السؤال المتقدم، فنقول ان ثمة وصية للمؤمنين تتضمنها هذه الكلمة المهدوية النيرة اعني: «نحن - والله-الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وانتم قُرًى ظَاهِرَةً».
فحوى هذه الوصية هو على المؤمنين الصادقين في تمسكهم بولاية امام العصر (ارواحنا فداه) ان يجتهدوا في السعي للتخلق بأخلاق امام زمانهم ويحملون اهدافه ورسالته ليكونوا دعاة له بغير السنتهم يعرفونه للناس بكل وجودهم.
ايها الاخوة والأخوات، كنا قد اعددنا لكم روايةً قيمةً من روايات الفائزين بلقاء الامام المهدي (ارواحنا فداه).
وهي رواية طويلة تحكي اهتداء شاب ارمني الى الاسلام ببركة امام العصر (عجل الله فرجه).
ولكن الوقت المخصص للبرنامج اوشك على نهايته، فكونوا معنا في الحلقة المقبلة بمشية الله للاستماع لهذه الرواية القيمة. اذن نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة