البث المباشر

قبسات من اخلاق الرسول الاكرم(ص)

الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 09:36 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 39

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء وخاتم المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
الرسول الاكرم ايها الاخوة والاخوات اسوة لنا جميعاً من نص القرآن الكريم "فقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنه" اجل النبي اسوة لنا جميعاً يجب ان نأتسي به ونقتدي باخلاقه فما هي ترى اخلاقه؟ وما هي سيرته الكريمة العطرة الشريفة؟ 
لقد جمع بعض العلماء ادابه واخلاقه من الاخبار والاحاديث والروايات الحاكية لسيرته والمروية عن عشيرته وذويه وانصاره واصحابه. ونحن في هذه الحلقة نقدم باقة من هذه الاداب النبوية والاخلاق المحمدية، عسى ان يوفقنا الله سبحانه وتعالى بتذكرها والتذكير بها للاقتداء بها والتحلي بها في حياتنا. 
كان النبي(ص) احلم الناس واشجعهم واعدلهم واعطفهم وكان اسخى الناس لا يثبت عنده دينار ولا درهم ولا تبقى عنده شئ من حطام الدنيا فان فضل ولم يجد من يعطيه وخاف ان يجنه الليل ان يأتي عليه الليل كان(ص) لا يأوي الا منزله حتى يتبرأ من ذلك المال الى من يحتاج اليه، كان لا يأخذ مما اتاه الله الا قوت طعامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير ويضع سائر ذلك في سبيل الله، وكان(ص) لا يسأله احد شيئاً الا اعطاه ثم يعود الى قوت عامه فيؤثر منه ايضاً يعني حتى انه يعطي للناس والمحتاجين من قوت عامه فيؤثر منه حتى ولربما احتاج الى انقضاء العام فلم يأتيه شئ، وكان(ص) من تواضعه انه يجلس على الارض وينام عليها في عصر كانت الملوك في الروم وفي ايران وفي بعض نقاط الجزيرة ينامون على الاسرة وعلى التخوت الغالية الثمن والفرش وما شاكل ذلك، بينما كان رسول الله(ص) يجلس على الارض وينام على الارض ويأكل على الارض وكان(ص) يخسف النعل "اي يرقعه" ويصلحه ويرقع الثوب ويفتح هو بنفسه الباب لمن يطرقه، هذا في عصر ايضاً كان الملوك يستخدمون المئات من الناس للقيام بهذه الخدمات ليعيشوا في رفاه وفي هنية من العيش، وكان(ص) يقوم هو بنفسه بحلب الشاة ويعقر البعير فيحلبها ويطحن مع الخادم اذا اعياه الخادم وكان(ص) لا يستخدم احداً لاجل ان يجلب طهوره "اي ماء وضوءه" اليه ويجعله قرب فراشه بل يقوم هو بوضع طهوره بالليل هو بيده، كما انه في مجلسه يراعي اداباً عظيمة فكان لا يجلس متكئاً وكان اذا جلس على الطعام جلس محقراً اي جلس جلسة المتواضع على خلاف الملوك في عصره والاثرياء والاغنياء واصحاب السلطة الذين كانوا يجلسون في كبرياء امام الطعام، الذي هو نعمة من نعم الله ويجب ان تشكر ويجب ان تحترم، وكان(ص) لا يتجشأ قط وكان يجيب دعوة الحر والعبد لا يفرق بين الحر والعبد اذا دعاه الحر ذهب الى مأدبته واذا دعاه العبد ايضاً ذهب الى مأدبته والى طعامه حتى ولو كان ذراعاً او كراعاً او سقاء لبن، وكان(ص) يقبل الهدية ولو انها جرعة لبن فيأكله لا انه كان يتوقع وينتظر ان تقدم اليه الهدايا الضخمة ويتكلف الناس في تقديم هذه الهدايا اليه كما كان يتوقع الملوك، وكان(ص) لا يأكل الصدقة ولم تمس يده يد امرأة لا تحل تقوى وعفاف النبي كان وراء ذلك فهو لتقواه لم تمس يده يد امرأة لا تحل، كان(ص) لا يثبت بصره في وجه احد حتى لا يخجل ذلك الشخص اذا كان في وجهه عاهة او ما شاكل ذلك او لان رسول الله كان مهيباً عليه جلال النبوة عليه سيماء الاولياء وكان هذا الامر اي تثبيت البصر والنظر في وجه احد قد يؤدي به الى ان يتلعثم في كلامه او يتتعتع او ما شاكل ذلك، وكان(ص) يغضب لربه ولا يغضب لنفسه وهذا على خلاف ما هو دائر وسائر عند بعض الناس في مجتمعاتنا انه اذا لا سمح الله سب احد الباري امامه او اهين الله سبحانه وتعالى او هينت قيمه او اهين دينه لا يحرك ساكناً ويفعل شيئاً، بينما اذا اهانه شخص ووجه اليه سبة او ما شاكل ذلك غضب واستشاط غضباً قتل وفعل ما فعل والحال ان المسلم يغضب لربه ولا يغضب لنفسه بالنسبة الى ما يكال اليه من اساءة يعفو ويغفر قدر الامكان في اكثر الحالات، بينما اذا سمع شيئاً واساءة بالنسبة الى الله تعالى ينبغي ان يغضب لله. 
وكان(ع) يعصب الحجر على بطنه من الجوع فان النبي كان في بعض الاوقات يصاب بالجوع ولا يحصل على طعام ولذلك كان يضع حجراً ويشد حجراً على بطنه يسمى حجر المجاعة وهذا لو قارناه بما كان عليه الملوك كن البطنة والتخمة والاكل الكثير والموائد الطويلة العريضة على حساب الفقراء وعلى حسلب المحرومين. كان يأكل ما حضر ولا يرد ما وجد كان(ص) لا يلبس ثوبين يلبس برداً حضرة يمينة وشملة جبة صوف وكان يلبس الغليظة من الكتان واكثر ثيابه البياض وكان يلبس العمامة وكان يلبس القميص من قبل ميامنه وكان له ثوب للجمعة خاصاً. 
وكان اذا لبس جديداً اعطى ثوبه السابق لمسكين وكان له(ع) عباء يفرش له حيث ما ينقل تثنى ثنيتين وكان يلبس خاتم فضة في خنصره الايمن. وكان(ص) من ادابه انه يستاك عند الوضوء ويحافظ على نطافة فمه الشريف مع انها كانت طاهرة نقية بالذات، فالنبي كان طيباً نظيفاً ومع ذلك فانه كان يستاك عند الوضوء وكان لتواضعه يردف خلقه عبده او غيره وهذا ما نجده في اخلاق الملوك قديماً وحاضراً، فليس هناك ملكاً او رئيساً يركب احداً من رعيته او خدمه معه في سيارته او يردفه على مركبه ابداً بينما كان رسول الله متواضعاً مع ابناء امته وكان يركب ما امكنه من فرس او بغلة او حمار، ويركب الحمار بلا سرج وعليه العذار اي ما سال من اللجام على خد الفرس ويمشي راجلاً وحافياً احياناً بلا رداء ولا عمامة. وكان يشيع الجنائز ويعود المرضى في اقصى المدينة. 
وكان يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ويناولهم بيده، فيما كان يكرم اهل الفضل في اخلاقهم ويتألف اهل الشرف بالبر لهم، وكان يصل رحمه من غير ان يؤثرهم على غيرهم الا بما امرالله ولا يجفو على احد، يقبل معذرة المعتذر اليه. وكان اكثر الناس تبسماً ما لم ينزل عليه قران او لم تجري عظة ولربما ضحك لكن من دون قهقهة. 
هذه بعض اخلاق رسول الله وبعض ادابه العظيمة وهناك الكثير الكثير مما لا يسع المجال لذكرها. 
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا للاقتداء بهذه الاخلاق الشريفة والاتساء بهذه الاداب المنيفة الكريمة. امين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة