البث المباشر

الشعر المروي عن الامام الرضا(ع)/ العمل بآداب المهدي(عج)/ مضامين دعاء الندبة/ رؤيا الشيخ الصدوق الصادقة

الإثنين 4 فبراير 2019 - 15:17 بتوقيت طهران

(الحلقة:43)

موضوع البرنامج:
الشعر المروي عن الامام الرضا(ع)
العمل بآداب المهدي(عج)
مضامين دعاء الندبة
رؤيا الشيخ الصدوق الصادقة

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته في الحلقة الرابعة والثلاثين بعد الثلاث مائة من هذا البرنامج نلتقيكم ونتابع الحديث عن قضية الأمام المهدي في ديوان الشعر والمروي بهذا الشأن عن الأمام الرضا (عليه السلام) هذا في الفقرة الأولى، أما في الفقرة الثانية فنلتقي بصفة العمل بأدب المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ومعناها وهي من صفات انصاره)عج) ونتابع في الفقرة الثالثة محاورة ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند بشأن مضامين دعاء الندبة ونختم البرنامج برواية رؤيا الشيخ الصدوق الصادقة وتأليف كتاب القيّم (كمال الدين).
المذيع: لاحظنا في الحلقات السابقة مستمعينا الأكارم أهتمام أئمة أهل عليهم السلام بتسجيل أمهات الحقائق المرتبطة بقضية المهدي الموعود (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في ديوان الشعر العربي لشدة تأثيره في الوجدان العام فانشأوا اشعاراً في ذلك نقلها نماذج من المروي منها عن الأمام علي وأبنه الحسين والسجاد والصادق والكاظم سلام الله عليهم اجمعين أما الشعر المروي عن الأمام الرضا (عليه السلام) فهو الذي أنشأه في لقائه بدعبدل بن علي الخزاعي الذي أنشد قصيدته التائية المشهورة التي ذكر فيها مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) وظلم الأمة لهم بعد وفاة جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد روى ذلك جملة من المصادر المعتبرة أشرنا اليها في حلقة سابقة وذكرنا أن الروايات المنقولة بعدة أساليب بهذا الخصوص تصرح بأنه لما بلغ دعبل في قصيدته التائية قوله:

وقبرٌ ببغداد لنفس زكية

تضنمها الرحمن في الغرفات

عندها قال الرضا(ع) أفلا أُلحق بهذا الموضوع ببيتين بهما تمام قصيدتك فقال دعبل بلى يابن رسول الله فقال (عليه السلام):

وقبرٌ بطوس يا لها من مصيبة

يوقدُ في الأحشاء بالحرقات

الى الحشر حتى يبعث الله قائماً

يفرج عنا الهمّ والكرباتِ

المذيع: لا يخفى أيها الأخوة والأخوات أن الحاق الأمام الرضا (عليه السلام) لهذين البيتين بقصيدة دعبل الخزاعي وتشجيع لشعراء الموالين على ذكر قضية المهدي الموعود في اشعارهم بعثاً وتقوية للامل في قلوب الامة وهي تستمع الى مظاهر المظلومية المؤلمة التي تعرض لها أهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم اجمعين) والتي تصورها قصيدة دعبل الخزاعي المشار اليها وغيرها من قصائد الشعراء المؤهلين كما أن هذا المعنى في مضامين هذين البيتين الشريفين الذين انشأهم الأمام الرضا (عليه السلام) فالأول يخبر مسبقاً بأنه سيقتل بالسم ويمضي شهيداً ويدفن غريباً في طوس اما الثاني فهو ينبه الى ضرورة بقاء مصائب أهل البيت حية في الوجدان الاسلامي تكون عاملاً معين في الأستعداد لظهور قائم أهل بيت النبوة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لكونه هو الذي يفرج عن الأمة جمعاء كل هذا الهم والكربات.

المذيع: روى الشيخ الصدوق رحمه الله في كتاب كمال الدين بسنده أن أمير المؤمنين (عليه السلام) القى خطبة في مسجد الكوفة ذكر فيها غيبة سليلة المهدي (عجل الله تعالى فرجه) وقال في فقرة منها: اذا غاب عن الناس شخصه في حال هدايتهم فأن علمه وآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة فهم بها عاملون وهذه الفقرة تشير الى أحدى صفات انصار المهدي أرواحنا فداه المتمسكين بولايته في غيبته وهي العمل بعلمه وآدابه فما هو المقصود بهذا العلم والآداب المنسوبة الى المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بالذات للأجابة على السؤال الذي عرضه زميلنا نقول أن الواضح أن هذا العلم والآداب التي ينسبها أمير المؤمنين (عليه السلام) لسليلة المهدي أرواحنا فداه هي نفسها علوم وآداب آبائه الطاهرين وجده الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أما وجه نسبتها الى الأمام المهدي بالخصوص فلعل المراد من ذلك عدة أمور منها أولاً التنبيه لحقيقة ان على المؤمن العمل بهذه الآداب الشرعية بنية كون العمل بها هو تجسيد عملي لتمسكه بولاية وامامة امام زمانه المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذي أوصى بالعمل بها وثانياً التنبيه الى ضرورة الأهتمام بالخصوص بالآداب الشرعية التي تختص بأوضاع الفتن وظروف عصر الغيبة وجعل الأولوية لها وقد حفل تراث أهل البيت (عليهم السلام) بالكثير من الوصايا والآداب الخاصة بعصر الغيبة وفتنه وثالثاً ولعله هو الأهم التنبيه الى ضرورة أن يجعل المؤمن نصب عينه في حادثة تمر به الموقف الذي يعتقد بأن امام زمانه ارواحنا فداه يتخذه تجاه هذه الحادثة فيلتزم بهذا الموقف بعد التعرف عليه فيكون بذلك متبعاً صادقاً لأمام زمانه وعليه تكون مهمته الاولى السعي لتعرف على ما يرضي امام زمانه بشأن كل ما يقوم به.

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب ضيفنا الكريم فيها سماحة الشيخ محمد السند فأهلاً به ومرحباً.

الشيخ محمد السند: اهلاً ومرحباً بكم.
المذيع: مستمعينا الأفاضل سماحة الشيخ محمد السند هو ضيفنا في هذه الحلقة وفي حلقات اربعة سبقتها والحديث بشأن دعاء الندبة الذي بيّن سماحة الشيخ بأنه دعاء معتبر سندي روته المصادر المعتبرة وتلقاه العلماء بالقبول والاهتمام أيضا به كذلك أن هذا الدعاء من الأدعية التي تشتمل على مضامين سامية لا يمكن تصور صدورها عن غير المعصوم (سلام الله عليه) هذا الدعاء فيه حالة من التأكيد المهم على أن للأمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) دوره الفاعل والمهم في حياة الانسانية الذي لا يمكن الأستغناء عنه بحال من الأحوال حتى في غيبته (سلام الله عليه) هذه نقطة اساسية يبيّنه دعاء الندبة سؤالنا سماحة الشيخ بشأن سر تسمية هذا الدعاء بدعاء الندبة هل هو دعاء أم زيارة وهل ثمة فروق بينه او مميزات بينه وبين دعاء العهد؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الأنبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وبعد فأن دعاء الندبة كما ذكر في كتب المزار كما هو دعاء هو زيارة ولذلك يستحب بعده كما ذكر أبن الطاووسي الصلاة عدة ركعات ذكرها بل تستحب في بعض الموارد فهو دعاء وزيارة.
المذيع: سيد أبن طاووس سماحة السيد علي ما أتذكر ذكره ضمن اعمال ايضاً زيارة الأمام صاحب الزمان (سلام الله عليه) اعمال فأذن جاء ضمن اعمال خاصة بزيارة صاحب الزمان.
الشيخ محمد السند: كما هو ايضاً من أعمال العيد نبه عليه لا يعد لأربع في مواد أخرى فدعاء الندبة في الواقع كما هو دعاء هو ايضاً زيارة وسر أنه دعاء وزيارة لأن فيه عدة من الخطاب مع الله عزّ وجل والأقرار من العبد والداعي نفسه مع الله بعدة من اصول العقائد توحيد الله وأرسال الرسل والنبوات وفلسفتها وما شابه ذلك ومنظومة الأمور التي ربما نتعرض اليها في تفاصيل دعاء الندبة فهي أذن نوع دعاء واقرار كما هو الحال في التشهد او القنوت وما شابه ذلك وكذلك هو ايضا نوع من المناجات وتوجيه السلام والخطاب الى شخص صاحب الامر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) حيث يخاطب بأبي أنت وأمي وكذا والتعبيرات اذن هذه نوع من وأبداء التحية والسلام والأدب المخاطب وما شابه ذلك وكل هذه مضامين الزيارة فأذن هو دعاء وزيارة.
المذيع: هل طابع الوجدان سماحة الشيخ في هذا الدعاء في دعاء الندبة قد لانجد نظيراً له في أي نص من النصوص الأخرى الواردة في زيارات الأئمة (سلام الله عليهم) يعني لانجد هذه الفقرات بهذا الحجم كثافة وبهذه العبارات ايضاً يعني هنالك خطاب وجداني خاص للأمام الحجة في دعاء الندبة او في زيارة الندبة هذه ايضا مما تميز هذا الدعاء عن غيره.
الشيخ محمد السند: نعم هناك شدٌّ وثيق بين الزائر والداعي بهذا الدعاء والزائر بهذا الدعاء مع الحجة بآداب عديدة وفصول عديدة من المحبة والولاء والعطف والحنان والأرتباط والأنشداد نعم والأنسياق والذوبان من المؤمن مع امامه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) مما يوثق ويشدد ويؤازر الصلة بين المأموم والامام بآداب عديدة نعم كثيرة.
المذيع: هذه بين يدي الان الدعاء حدود تقريباً ثلث الدعاء وهو مختص بهذا الجانب يعني يبدأ من اين بقية الله التي لا تخلو من العطرة الطاهرة الى أن ينتهي باللهم أنت كالشاف البلوة والكرب يعني الخطاب هنا ينتقل من الأمام الحجة الى الله تبارك وتعالى والدعاء بكشف الكرب والبلوة هذه حدود ثلث الدعاء وثلث الدعاء خطاب مباشر للأمام (عجل الله تعالى فرجه).
الشيخ محمد السند: نعم وأما سبب تسميته بالندبة فباعتبار أن دعاء الندبة قد أشتمل على ذكر المصائب التي أبتلي بها أهل البيت (عليهم السلام) بدءاً من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الى أمير المؤمنين عليه السلام وما لاقاه من محن وطوائف على أيه حال خانة عهد الله وعهد رسوله في امير المؤمنين وثم ما جرى على الأئمة واحداً بعد واحد ثم شدة المحنة الذي يضطلع بأعبائها الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في هذه القرون اذن متطاولة والأدوار العديدة فهي نوع من السلوى من الداعي والنادب الداعي بهذه الندبة والنادب بهذا الدعاء وبهذه الزيارة نوع السلوى، نوع مشاطرة من المأموم للآلام والمحن والأعباء الذي يضطلع بكاهلها امام نحو نوع من المشاركة والانشداد والولاء وابرازه بشكل وثيق فهذا سرُّ تسميته بالندبة.
المذيع: سماحة الشيخ معنى الندبة لغوياً يشتمل على معنيين معنى ذكر المصاب وكذلك معنى الاستنهاض فهل يمكن أن يكون كلا المعنيين مرادان في دعاء الندبة الاستنهاض يعني أن يندب لمهمة من المهام وكما أنه يندب ايضا تذكر مصيبته وتذكر فضائله؟
الشيخ محمد السند: نعم هذا الذي في الواقع نجده ونشاهده هذه ايضا في دعاء الندبة متى ترانا ونراك هذا نوع من الاستنهاض وللاستعجال في تعجيل الفرج وما شابه ذلك فهو ندبة ايضا يمكن أن يقع على هذا المعنى بمعنى ندب فلان طلب منه ليفزعه ويغيثه في مسألته وفي حاجته بهذا المعنى ايضا هذا المعنى متضمن ومطويٌ ايضا في دعاء الندبة.
المذيع: فأذن هو يشتمل بقدر ما يشتمل على عرض مظلومية أهل البيت (سلام الله عليهم) قد يكون أيضا فيه عنصر الاستنهاض يعني الندبة بمعنى ذكر مظلومية أهل البيت من جهة واستنهاض خاتم الأوصياء لأنهاء المظلومية التي مرت بالمجتمع الأنساني. شكراً لضيفنا الكريم على ما تفضل به وشكراً لكم مستمعينا الأفاضل على حسن المتابعة.

المذيع: يعد كتاب كمال الدين وتمام النعمة أعزائنا المستمعين من خيرة الكتب والمراجع الأصلية المنصفة في قضية الأمام المهدي والعقيدة الاسلامية الاصلية بشأنها ومؤلفه هو العالم الثقة الصدوق محمد بن علي بن الحسين من أعلام علماء الامامية في القرن الهجري الرابع وبدايات الغيبة الكبرى وكانت تأليفه لكتابه المذكور من بركات الأمام العصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذي يعد التجلي لبعض المؤمنين في الرؤى الصادقة من أساليبه في الهداية وهذا ما جرى مع الشيخ الصدوق وأمر الأمام المهدي في رؤياه الصادقة بتأليف هذا الكتاب لأنقاذ الناس من الحيرة وهذا الشيخ الجليل اشتهر بين العلماء انه ولد بدعوة صاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بعد أن كتب والده الشيخ على بن الحسين رسالة الى الحجة المهدي بواسطة نائبه الثالث الحسين بن روح يطلب منه ان يدعو (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بأن يرزقه الله ولداً فاستجاب (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وبشره بانه سيزرق هذا الولد ووصفه (عجل الله تعالى فرجه) بأنه سيكون فقيهاً خيراً مباركاً يقول هذا الشيخ الصدوق المبارك في مقدمة كتابه اكمال الدين مبيناً سر تأليفه لهذا الكتاب ان الذي دعاني الى كتابي هذا أني لما قضية وطري من زيارة علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) رجعت الى نيسابور وأقمت بها فوجدت اكثر المختلفين الي من الشيعة قد حيرتهم الغيبة ودخلت عليهم في امر القائم (عجل الله تعالى فرجه) الشبه الى ان قال فبينَ ذات ليلة أفكر فيما خلفت ورائي من أهل وولد وأخوان ونعمة اذ غلبني النوم فرأيت كأني بمكة أطوف حول بيت الله الحرام وأنا في الشوط السابع عند الحجر الأسود أستلمه وأقبله وأقول: أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافات فأرى مولانا القائم صاحب الزمان صلوات الله عليه واقفاً بباب الكعبة فأدنوا منه على شغل قلب وتقسم فكر فعلم (صلوات الله عليه) ما في نفسي بتفرسه ما في وجهي فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قال لي لما لا تصنف كتاباً في الغيبة حتى تكفى ما قد همك فقلت له يابن رسول الله قد صنفته في الغيبة أشياء فقال (صلوات الله عليه) ليس على ذلك السبيل ولكن صنف الان كتاباً في الغيبة واذكر فيه غيبيات الأنبياء (صلوات الله عليهم) ثم مضى صلوات الله عليه فتنبهت فزعاً الى الدعاء والبكاء والبث والشكوى الى وقت طلوع الفجر فلما اصبحت ابتدأت في تأليف هذا الكتاب ممتثلاً لي امر ولي الله وحجته مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه.

المذيع: انتهى أحبائنا الوقت المخصص لهذه الحلقة من البرنامج ومسك ختامها أن نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتنا وأياكم على التمسك بولاية امامنا المهدي ويرزقنا العمل بعلمه وآدابه اللهم أمين والسلام عليكم آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

*يمكن الاستفادة من البرنامج مع ذكر المصدر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة