ينصح أمير المؤمنين(عليه السلام) من يتعاملون مع الناس بأن يكونوا أكثر مرونة، فيحملوا كلام الناس على المحمل الحسن، ولا يتربصوا بهم ويتصيدوا كلامهم لينكلوا بهم، فقال: (لا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سُوءاً وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا في الخير مُحْتَمَلا)، إذاً على المرء أن يكون مرناً في تقبل الكلام وأن ينظر إلى الناحية الإيجابية منه ولا يميل إلى تفسيره السلبي.
وليس العفو عن المذنبين والخاطئين أمارة ضعف ووهن، بل هي شيمة الكرام وإنما يكون العفو بعد الإمكان والظفر، فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): (أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ) فكلما كان الفرد متمكنا من العقوبة كان العفو منه أجمل، وهذا شأن الله تعالى، فهو القادر المقتدر، وهو العفو المتجاوز، فحري بكل مدير مؤسسة أو رئيس لدائرة، أو قائد لمجموعة أن يتحلى بآداب السماء، وأن يكون عالي الهمة سامي النفس، يعفو عمن يصدر منهم الخطأ بلا قصد عندما يظهرون التوبة والندم.
ولا يشمل العفو الأصدقاء والمقربين فحسب، بل أجمل العفو ما كان مع الأعداء أو المنافسين، قال عليٌّ(عليه السلام): (إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَة عَلَيْهِ) هذه شيمة كرام الناس.