وفي كلمة في «المنبر الموحد» بمناسبة يوم القدس العالمي، أكد الشيخ قاسم إن القدس اليوم أقرب من كل ماضي الصراع حولها للتحرر الكامل من القبضة الصهيونية، والتطهر التام من رجسها، وذلك بالرغم من الإصرار الإسرائيلي على تهوديها، وبالرغم من صفقة القرن ومؤامرة التطبيع التي انخرط فيها عدد من الدول العربية، والتي هي من أخطر المؤامرات على وجود الأمة وهويتها ومقدساتها ووحدتها وأمنها وأرضها وخزائنِ ثروتها.
وشدد على أن القدس هي أقربُ اليوم للتحرر والتطهر والانعتاق لإيمان جبهة المقاومة العملاقة النامية، والفصائل الحُرة للمقاومة الفلسطينية وملايين من شباب الأمة ورجالها ونسائها؛ بأن القدس وفلسطين والدين قبل المال والدم والروح، منوهًا إلى أنه ما لم ترَ الأمة هذه الرؤية، وتُترجَم في واقع سلوكها إلى مواقف عمليةٍ جهاديةٍ مستبسلة تفرض هيمنتها على ساحة الصراع مع العدو الصهيوني؛ فلا الأقصى ولا القدس وفلسطين ولا الدين ولا الأمة، لا تطهُر للأقصى ولا تحرر للقدس وفلسطين ولا عز للأمة، وذلك لما عليه الجبهة المعادية بعرضها العريض من الصهيونية ودول طاغوتية كبرى ودول التطبيع الخياني من إرادة التركيع للأمة وسحق إرادتها الحرة.
ورأى سماحة الفقيه القائد أن اليوم هو يومُ صراعٍ مريرٍ مصيري يتقرر من خلاله ظهور الحق أو انطماسه، غطرسة الباطل أو ذله، حيث بدأ الطمع الصهيوني التوسعي في التوجه في اندفاعةٍ جنونيةٍ محتضنة ومدعومةٍ من الدول العربية المُطبِعة إلى تأسيس وجود رسمي واسعٍ صهيوني في منطقة الخليج، ومجتمع يهودي متماسك شبه مستقل مخطط له من الصهيونية العالمية وداعميها المستكبرين، ومدعوم من دول عربية، يأخذ على عاتقه دور النواة لفلسطين جديدةٍ مغتصبةٍ في منطقة الخليج، في طريق توسعة السيطرة على عموم الأمة وإذلالها.
ووصف آية الله قاسم اختيار البحرين مركزًا أوليًا لهذا المشروع الصهيوني بما كانت عليه الحالة الفلسطينية في ابتدائها، حيث يتم التحضير لبناء هذا الكيان الغازي على يد دول محور التطبيع، وتبدأ انطلاقته من أرضها.
وأكد سماحته أن موقف شعب البحرين من التطبيع والتدفق الصهيوني عليها هو أنْ لو أجمعت الإرادة الاستكبارية من محليةٍ وخارجية على تحقيق كل مطالبه الحقوقية والسياسية على أن يركب قطار التطبيع، أو لا يتصدى لحركة هذا القطار في اتجاهه لأهدافها الخبيثة القتالة للأمة، ولا يُشارك في مقاومته وعرقلته، أو أن يُرحب بتدفق الصهاينة على أرضه، ويكون لهم الوجود بين صفوفه؛ لاختار على ذلك كله بكل تصميم خيارًا واحدًا مشرِفًا؛ هو خيار المقاومة المستميتة على المدى الطويل من أجل حقوقه، والمقاومة الفولاذية الممتدة في صف من صفوف الأمة الواحدة الحرة المتلاحمة ضد التطبيع، ومن أجل تحرير القدس وفلسطين حتى النصر أو الشهادة.
وأضاف أن شعب البحرين مع الموت في سبيل الله، وتحرير الأقصى والقدس وفلسطين وسلامة الأمة ودينها ووحدتها، وهو مع هبة «باب العامود» وكل هبة أخرى من أجل مقدسات الأمة ومصيرها.
ورأى سماحته أن هبة «باب العامود» إنذارٌ جديٌ أوليٌ صارخ لتفجرٍ مزلزلٍ على يد كل الأحرار من الفلسطينيين والعرب عامة، وأمة الإسلام المجيدة أول من يتقدم صفوفه أبطال المقاومة الباسلة وقادتُها العظام الذين عرفت الصهيونية من بطولاتهم ما أرعبها، مشيدًا بالشبان الذين يستميتون في الدفاع عن المسجد الأقصى