البث المباشر

حَتفَها تَحمِلُ ضَأنٌ بأظلافِها

الإثنين 2 يناير 2006 - 00:00 بتوقيت طهران

يُضرب لِمَنْ يوقع نفسه في هلكة. أول مَنْ قاله حريث بن حسان الشيباني الصحابي الجليل وأصله أنَّ رجلاً وجد شاة، ولم يكن معه ما يذبحها به، فضربت بأظلافها الأرض، فظهر سكين، فذبحها بها. وقد تمثَّل به حريث لقيلة التميمية التي حملها إلى رسول الله- صلى الله عليه وآله- وسأله إقطاعَ الدهناء. ففعل- صلى الله عليه وآله- فتكلمت فيه قيلة، فقال حريث ساعتئذ: كنت أنا وأنت كما قيل: حَتْفَها تَحمِلُ ضَأنٌ بأظلافِها. وآنَ لمحبي الامثال العربية أنْ ينالوا نصيبهم مِنَ الروح والريحان المعد لكرام المستمعين الاعزاء، فقد سألنا زميلنا الجزائري عن قولهم: ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ لمن يضرب، ومَنْ أول قائل له، وما خبره؟ فقال: قال العلامة المحقور الأديب أبو عبيد البكري- رحمه الله-: وأمّا قولهم ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ، فساق أبوعبيد المثل على أنَّ أصله مخاطبة لامرأة. وليس كما قال. وأول مَنْ نطق بهذا المثل الأخزر بن عوف العبدي. وذلك أنَّ الأخزر كانت عنده الماشِرِيَّة بنت نهس مِنْ بني بكر، فطلَّقها وهي نسءٌ بأشهُر، فتزوجها عجل بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. فقالت لعجل حين تزوجها: احفظ عليَّ ولدي. قال: نعم. وسمّاه سعداً، وشبَّ فخرج به عجل ليدفعه إلى الأخزر بن عوف أبيه، وأقبل حنيفة بن لجيم أخو عجل، فتلقاه بنو أخيه، فلم ير فيهم سعداً، فسألهم فقالوا: انطلق به أبونا الى أبيه. فسار حنيفة في طلبه، فوجده راجعاً قد وضع الغلام في يد أبيه، فقال: ما صنعت يا عشمة؟ وهل للغلام أبٌ غيرك؟ وجمع إليه بني أخيه، وسار إلى الاخزر ليأخذ سعداً، فوجده مع أبيه ومولَىً له. فاقتتلوا، فقال الأخزر لِسعد: يا بنيَّ ألا تعينني على حنيفة؟ فكعَّ الغلام عنه. فقال الأخزر: ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ الذي يَشربُ مِنْ صَبُوحِك. فذهبت مثلاً. وضرب حنيفة الأخزر بالسيف، فجذمه، فسُمِّي جذيمة. وضرب الاخزر حنيفة على رجله، فحنفها، فسُمِّي حنيفة. وكان اسمه أثال بن لُجَيم. أخذ حنيفة سعداً، فرده إلى عِجل. وبوح: اسم للذكر، قاله اللحياني. وبوح ايضاً: اسم من أسماء الشمس، هكذا نقله يعقوب عن العرب. ونقله كراع: يوح بالياء أُخت الواو.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة