البث المباشر

الحامِلُ على الكرّاز

الإثنين 2 يناير 2006 - 00:00 بتوقيت طهران

الكرّاز: كبش يحمل خرج الراعي، ولا يكون إلّا أجَمَّ، لأن الأقرن يشتغل بالنطاح. والحامل على الكرّاز هو الراعي. يضرب لمن يُرمى باللؤم. وأول مَنْ قاله مُخالس بن مُزاحم الكلبي. ومِنْ خبره أنَّ قاصر بن سلمة الجذامي كان عدواً لمُخالس بن مزاحم الكلبي. فأتى ابن فَرتَنى عمرو بن هند أخي النعمان بن المنذر، وقال له: إنَّ مخالساً هجاك وقال في هجائه: لقد كان مَنْ سمّى أباك ابن فَرتَنى به عارفاً بالنعت قبل التجارب فسّماه مِنْ عرفانِه جَروَ جَيألٍ خليلةِ قشع خامِلِ الرجلِ ساغبِ أبا منذر أنّى يقود ابن فَرتَنى كراديسَ جمهورٍ كثيرِ الكتائبِ وما ثَبتَتْ في ملتقى الخيلِ ساعةً له قَدمٌ عند اهتزاز القواضبِ فشكا عمرو بن هند مُخالساً إلى أخيه النعمان، فأرسل النعمان إليه، وقال له: لا أُمَّ لك! أتهجو امرَاً هو ميتاً خير منك حيّاً، وهو سقيماً خير منك صحيحاً، وهو غائباً خير منك شاهدا؟ فبحرمة ماء المُزن، وحق أبي قابوس، لئن لام لي أنَّ ذلك كان منك، لأنزعَنَّ غَلصَمَتَك مِنْ قفاك، ولأُطعمنك لَحمَك. قال مخالس: أبيتَ اللعن! لا والذي رفع ذروتك بأعمادها، وأمات حُسّادك بأكمادها، ما بلغت غير أقاويل الوشاة، ونمائم العصاة. وما هجوت أحداً، ولا أهجو امراً ذكرتَ أبدا. وإني أعوذ بجدك الكريم، وعزّ بيتك القديم أن ينالني منك عقاب، أو يفاجئني منك عذاب، قبل الفحص والبيان، عن أساطير أهل البهتان. فدعا النعمان قاصراً وسأله. فقال: أبيتَ اللعن وحقك لقد هجاه، وما أروانيها سواه. فقال مخالس: لا يأخذن ايها الملك منك قول امرئٍ آفك، ولا توردني سبيل المهالك. واستدلل على كذبه بقوله إنِّي ارويته مع ما تعرف مِنْ عداوته. فعرف النعمان صدقه، فأخرجهما. فلمّا خرجا قال مُخالس لقاصر: شَقِيَ جدك، وسَفَلَ خدُّكَ، وبطل كيدُك، ولام للقوم جُرمُك، وطاش سهمك. ولأنتَ أضيق جحراً من نَقّاز، وأقلُّ مِنْ الحامِلِ على الكرّاز. فأرسلها مثلاً. والجحر: غار والنقّاز: طائر صغير من العصافير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة