أوَّلُ مَنْ قاله الأضْبَطُ بنُ قُرَيع
ومِنْ خبره أنّه كان سيد قومه، فرأى منهم جَفْوةً، فَرحلَ عنهم الى آخرين، فرآهم يصنعون بساداتهم مثل ما رأى مِنْ قومه، فقال هذا القول.
ويُروى في كُلِّ وادٍ سَعْدُ بنُ زيد.
لهذا المثل روايتان أعْرَض ثوبُ الملبسِ كما سأل الأخ احمد عزيزي توّاً، وعَرَضَ ثوبُ الملبس.
فمن روى أعرضَ كان معناه ظَهَرَ كقول عمرو بن كلثوم التغلبي:
وأعرَضَتِ اليمامةُ واشمخَرَّت كأسيافٍ بأيدي مُصْلِتِينا اليمامةُ هي البلد المعرف شرقي الحجاز.
وأعرَضَتْ، أي: أبدت عُرضَها، ولاحت جبالُها للناظر اليها مارضةً.
ومَنْ روى عَرَضَ كان معناه صار عريضاً.
والملبس: هو المغطّى، أي: المُتَّهم، كأنَّه قال: ظَهَرَ ثوبُ المُتَّهمِ، يعني ما هو فيه من التهمة
وأوَّلُ مَنْ قاله عبدالله بن صفوان بني امية الجمحي.
وذلك أنّه رأى أبا حاضر الأسَدي أُسيد بنَ عمرو بن تميم يطوف بالبيت، فراعَهُ جماله، وكان مِنْ أجمل الناس واكملهم منظراً، فقال لغلام له: ويحك أدني مِنْ هذا الرجل، فإنَّني اخالُه امرِأً مِنْ قُريشِ العراق.
فأدناه منه، وكان عبدالله أعرج، فقال له: مِمَّنِ الرَّجُل؟
فقال أبو حاضر: أنا امرؤٌ مِنْ نِزار.
فقال عبدالله: أعرَضَ ثوبُ الملبسِ. نِزارٌ كثير أيُّهُم أنت؟
قال: امرؤٌ مِنْ مُضَر.
قال: مُضَر كثير أيُّهُم أنت؟
قال: أحد بني عمرو بن تميم، ثُمّ أحد بني أسيد بن عمرو، وأنا أبو حاضِر.
فقال ابنُ صفوان: أُفٌّ لك عُهَيرةَ تَيَّاس.
والعُهيرةُ: تصغير العُهْر، وهو الزِّنا.
قال أبوالفضل الميداني: لعلَّه أدخل الهاء في عُهَيرة للمبالغة، أو إرادة القبيلة ونصَبَه على الذَّمِّ، أو أراد ياعهيرة تيّاس.
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم