يضرب في التعريض بشيء والمراد غيره.
أوَّلُ مَنْ قاله نهشل بن مالك الفزاري.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: ويُروى عن بعض العلماء أنَّ المثل لشهل بن مالك الفزاري قاله لأُخت حارثة بن لَأْمٍ الطائي.
وقال أبو عبيد البكري: إنّما هو نهشل بن مالك.
وقيل: لِسهلِ بن مالك.
وليس في العرب شهل بالشين، الّا شهل بن شيبان، وهو الفند الزمانيّ.
وكان مِنْ خبر نهشل بن مالك هذا أنّه خرج يريد النعمان بن المنذر، فمرَّ ببعض أحياء طيِّء، فسأل عن سيد الحي، فقيل له: حارثة بن لَأْم.
فَأمَّ رَحْلَه، فلم يصبه شاهدا.
فقالت له أُخته: انزل في الرَّحب والسعة، حتى يلحق حارثة.
فنزل فأكرمت مثواه، وأحسنت قراه.
ورآها خارجة مِنْ خباء إلى خباء، فرأى جمالاً بهره وكمالاً فتنه.
وكانت عقيلة قومها، وسيدة نسائها.
فجعل لا يدري كيف يُعلمها بما في نفسه، ولا بما يوافقها مِنْ ذلك.
فجلس بفناء الخباء يوماً، وجعل ينشد:
يا أُختَ خيرِ البدوِ والحضارة
كيف تَرَيْنَ في فتى فزارة
أصبح يهوى طفلةً مِعطارة
إيّاكِ أعني واسمَعي يا جارة
فعرفت أنّه يعنيها، فقالت: ما هذا بِقولِ ذي عقلٍ أريب، ولاذي رأيٍ مُصيب، ولا أنفٍ نجيب.
فأرسلها مثلاً أيضاً.
قال سعيد: فاني اردت تجربتك.
ثم كشف له عن الكبش، وأخبره بما لقي مِنْ إخوانه وثقاته، وماردُّوا عليه.
فقال خُزَيم: سَبَقَ السّيفُ العَدْلَ.
فذهبت مثلاً.
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم