يقال: وَسِعَهُ الشيء، أي: حاط به.
وأوسعتُه الشيء، إذا جعلتُه يَسَعُه، والمعنى كثَّرتهُ حتى وَسِعَه.
فهو يقول: كثَّرتُ سبَّهم، فلم أدع منه شيئاً.
يضرب لمن ليس على عدوه منه ضرر غير الوعيد بلا حقيقة.
أوّلُ مَنْ قاله كعب بن زهير بن ابي سلمى.
وذلك أنَّ الحارث بن ورقاء الصيداوي أغار على بني عبدالله بن غطفان، واستاق إبل زهير وراعيه يساراً، فهجاه وتوعده بقصيدته التي مطللعها:
بانَ الخليطُ ولم يَأووا لِمَنْ تَركوا
وزوَّدوكَ اشتياقاً أيَّةً سلكوا
وبعث بها اليه، فلم يرد الابل.
فهجاه مراراً وهو غير مكترث به.
فلمّا أكثر هجاء بني اسد عشيرة الحارث وهم لا يعبأون به قال له ابنه كعب: أوسَعتَهُم سبّاً وأودَوا بالإبِلِ.
فذهبت مثلاً لكلِّ مَنْ لا يملك، الّا الكلامَ.
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم