يقال: تشمرت السفينة، اذا انحدرت مع الماء، وشمرتها انا اذا ارسلتها.
يضرب لما يستهان به وينسى.
اول من قاله كعب بن زهير بن ابي سلمى الشاعر ومن خبره ان كعبا واباه ركبا البحر في سفر، فانشد الاب ابنه قصيدته التي مطلعها:
أمِن اُمّ اوفى دفنة لم تكلَّمِ
وقال لابنه: دونك فاحفظها.
فقال: نعم
وامسيا، فلما اصبحا قال له: يا كعب ما فعلت العقيلة؟
يعني القصيدة.
قال: يا ابت انَّها تشمَّرت مع الجاري.
يعني نسيتها، فمرت مع الماء.
فاعادها عليه، وقال: ان شمرتها يا كعب شمَّرت بك على اثرها.
الجابة هي اسم المصدر من الاجابة، مثل الطاعة، والطاقة من الاطاقة.
وهذا المثل يضرب لمن يجيب على غير فهم.
واول من قاله سهيل بن عمرو.
واصله انّه كان لسهيل هذا ابن مضعوف من زوجه صفية بنت ابي جهل فسأله الاخنس بن شريف يوماً: أين أمّك؟ اي: اين تؤُمُ؟ والأمُّ هو القصد.
فظنه يقول له: اين أُمُّك؟
فقال له: ذهبت لتشتري دقيقاً.
فقال ابوه سهيل: اساء سمعاً فأساء جابةً.
فأرسلها مثلا.
فلما انصرف الى زوجه صفية أخبرها بما قال ابنها، فقالت له: انت تبغضه.
فقال لها: أشبَهَ امرؤ بعضَ بَزِّه.
فأرسلها مثلاً ايضا.
والبَزُّ هو ضربٌ من الثياب.
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم