والان جاء دور الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي سيواجه ارثا من السياسات الاستعدائية والاستفزازية التي صنعتها عقلية سلفه المهووس بجنون العظمة والمحكومة قراراته بمبدأ الربح والخسارة الراسمالية الجامدة.
صحيح ان الجمهورية الاسلامية فرحت بزوال عهد ترامب العدواني بيد أنها وكما صرح كبار مسؤوليها ليست فرحة بمجيء الرئيس الجديد جو بايدن باعتباره شاء ام أبى امتدادا ليس أكثر أو أقل للسياسة الاستكبارية الاميركية التي لم يثبت انها كانت ودية سوى مع مصالحها واطماعها وعقيدتها الصهيونية العقيمة.
وسواء جاء هذا او ذهب ذاك فالقضية سيان بالنسبة للجمهورية الاسلامية اذ أن المبنى هو احترام حقوقها وثوابتها والكف عن السياسات العدوانية والضغوط والعقوبات الاقتصادية التي لم تسلم ايران منها في فترات حكم الجمهوريين والديمقراطيين في آن واحد.
لقد تم التوصل الى الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة (5+1) بعد جهد جهيد وبعد سنوات طويلة من المفاوضات المعقدة والعصيبة وقد تم التوقيع عليها بتاريخ 14 تموز 2015 بفيينا في يوم تاريخي شهده القاصي والداني، ولكن الذي حصل في ايار 2018 هو انسحاب اميركي غادر من الاتفاقية بشكل ضرب بكل الالتزامات الدولية عرض الحائط، كما زادت الولايات المتحدة من عقوباتها في حدودها القصوى حتى لامها في ذلك العدو قبل الصديق.
من الواضح أن موقف ايران من مجيء ادارة الديمقراطي جو بايدن مشوب بالحذر الشديد لأنه من غير الواضح أن الرئيس الاميركي الجديد يريد التخلي عن مبدأ الابتزاز السياسي ضد ايران كما انه من غير المؤكد أنه راغب في اعادة صفحة جديدة من الخطوات التي تتيح إلغاء السياسات الترامبية الخرقاء وما حملته من تداعيات على مستوى ايران والمنطقة والعالم.
وهنا من الاهمية بمكان الا تتوقع واشنطن من طهران أن ترحب بدخول جو بايدن البيت الابيض لأن العبرة أمام ما جرى ويجري في التعامل مع الجمهورية الاسلامية هو ان تقوم الادارة الديمقراطية الجديدة بالغاء العقوبات كافة ورفع القيود عن الارصدة المالية الايرانية قبل العودة للاتفاق النووي الذي ليست ايران مستعدة لاعادة النظر او استحداث شروط جديدة فيه بما قد يمهد الى تواصل سياسة الابتزاز الاميركية المعهودة.
ان ايران التي صمدت طوال 41 عاما من الثورة والدولة عصية على الاخضاع وهذا ما يجب أن يعلمه الرئيس بايدن وفريقه وهي اليوم من الاقتدار ما تستطيع به اجهاض آثار الحظر والحصار بالاعتماد على قدراتها الوطنية.
حميد حلمي البغدادي