واضاف، إن علاقة أمريكا هي مع المملكة العربية السعودية في إشارة لاحتمال ضلوع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جريمة مقتل خاشقجي أي أنه يتعامل مع دول وليس مع أشخاص.
وأشار الرئيس الأمريكي في بيان أصدره البيت الأبيض إلى أنه ليست لديه النية لإلغاء عقود عسكرية مع الرياض قائلا "إذا أقدمنا بحماقة على إلغاء هذه العقود، ستكون روسيا والصين أكبر المستفيدين".
وأضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيان، أن جريمة مقتل جمال خاشقجي "مريعة"، وقامت الولايات المتحدة بإجراءات ضد الأشخاص الذين عُلم أنهم على علاقة بالجريمة.
ولفت ترامب إلى أنه بعد عملية بحث مستقلة قامت بها واشنطن "نعلم الآن الكثير من تفاصيل الجريمة البشعة. فرضنا عقوبات على 17 سعوديًا معروف تورطهم في قتل خاشقجي، وتقطيع جثته".
لكن ترامب عاد وأشار إلى أن المسؤولين السعوديين أبلغوا الولايات المتحدة أن جمال خاشقجي كان "عدو الدولة" وعضو في جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف أن قرارات الولايات المتحدة بهذه القضية لن يكون مبنيًا على ذلك، بل على أن الأمر "جريمة بشعة غير مقبولة".
ولفت أيضًا إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، أكدا لواشنطن أنهما لا علاقة لهما بالتخطيط أو قتل جمال خاشقجي.
ترامب ذكر أيضًا أن الاستخبارات الأمريكية تواصل عملية تقييم المعلومات التي لديها، "لكن ربما يكون من المحتمل جدا أن ولي العهد كان على علم بالعملية المأساوية. ربما يكون على علم وربما لا يكون".
لكن قبل الحديث عن جريمة مقتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، سرد بيان البيت الأبيض تفاصيل صفقات بمليارات الدولارات بين الولايات المتحدة والسعودية، وأكد ترامب على أن تلك الصفقات "من الحماقة" أن يتم التخلي عنها.
وذكر أنه وقع في العام الماضي اتفاقية تقضي بإنفاق المملكة 450 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة، مضيفًا أنه "مبلغ قياسي من المال.. ويوفر مئات الآلاف من فرص العمل، ويطور الاقتصاد الأمريكي بشكل هائل، ويزيد من ثروة الولايات المتحدة".
كما أضاف بيان البيت الأبيض: "لو بحماقة أنهينا تلك الاتفاقات"، روسيا والصين سوف يكونان أكبر المستفيدين، وستكونان في غاية السعادة بتحول تلك الاستثمارات نحوهما.
وتابع ترامب "ستكون هدية رائعة لهم قدمتها الولايات المتحدة بشكل مباشر".
وأكد ترامب على أنه في أي حال من الأحوال، فالسعودية حليف عظيم للولايات المتحدة في ما وصفه "القتال ضد إيران". وأضاف أن واشنطن سوف تبقى شريكا راسخة للرياض من أجل الحفاظ على المصالح الأمريكية، وإسرائيل، وشركاء واشنطن في المنطقة.
وأضاف البيان أن الهدف الأسمى للولايات المتحدة هو إنهاء تهديد الإرهاب في العالم، حسب قوله.
ترامب أشار إلى أنه على علم بأن أعضاء في الكونجرس الأمريكي "لأسباب سياسية وغيرها"، يريدون السير في اتجاه آخر بشأن قضية خاشقجي والعلاقة مع السعودية، مشيرًا إلى أنهم "أحرار في فعل ما يشاؤون".
كما قال الرئيس الأمريكي في بيان البيت الأبيض إنه سوف ينظر في كل ما يتم تقديمه إليه "لكن فقد لو كانت متماشية مع الأمن التام وحماية الولايات المتحدة".
ولفت البيان إلى أن السعودية هي أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، وعملت الرياض بشكل قوي مع واشنطن –حسب بيان ترامب- على إبقاء أسعار النفط في معدلات معقولة بعد مطلب أمريكي. وأشار ترامب إلى أن ذلك شديد الأهمية للعالم أجمع.
واختتم ترامب بيانه بالقول على أنه كرئيس للولايات المتحدة سوف يضمن أن الحفاظ على المصالح القومية الأمريكية، وأنهى البيان بشعار حملته الانتخابية "أمريكا أولا".
ويأتي بيان البيت الأبيض بعد إعلان ترامب يوم الأحد أن وكالة الاستخبارات الأمريكية سوف تطلعه على تفاصيل تقييمها حول عملية مقتل خاشقحي.
وأشارت تقارير صحفية على مدار الأيام الماضية أن الاستخبارات الأمريكية استنتجت من خلال عملها بأن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وتعارضت التقارير مع ما أعلنته النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، بأن العملية كانت تهدف في الأساس إلى إقناع خاشقجي بالعودة إلى المملكة وليس قتله.