وفي كلمته صباح اليوم الثلاثاء خلال اجتماع مجلس الشورى الاسلامي لمناسبة اسبوع الدفاع المقدس اعتبر اللواء سلامي، الدفاع المقدس (1980-1988) بداية المقاومة غير المتناهية للشعب الايراني الأبي امام عالم الاستكبار وتيار الكفر العالمي وقال: اننا لا يساورنا الشك بان الحرب التي فرضت علينا كانت حربا عالمية.
واضاف: اننا نعلم بانه ان كانت خطوط الحدود بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق هي ساحة الحرب العسكرية الا ان الساحة السياسية لهذه الحرب كانت عالمية.
وقال اللواء سلامي: ان كل القوى العالمية وشركائها الإقليميين شكلوا معاً مستوى عالمياً من تحالف عملي وغير معروف ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
*ابعاد الحرب العالمية ضد ايران في الحرب المفروضة
واعتبر الدعم الاقتصادي الذي كان يتلقاه العراق في الحرب دعما عالميا واضاف: لاشك ان جميع القوى الكبرى مثل اميركا والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا والمانيا والنمسا، وضعت كل الاسلحة المتطورة والحديثة الممكنة تحت تصرف العراق
وتابع اللواء سلامي: اننا لا شك لدينا بان نظام الاستخبارات العالمي كان يزود نظام البعث العراقي بالمعلومات الاستخبارية وهاجمنا العالم في ذروة قواه في حين كنا نحن في ذروة قلة الامكانيات والوحدة وكانت تلك الحرب هي الحرب الاكثر لا تكافؤا في التاريخ بعد عاشوراء.
*سر اختلال المعادلات العالمية وانتصار ايران
وصرح قائد حرس الثورة بان كل المعادلات المادية الظاهرية للتحالف العالمي كانت تشير الى انهم سيتغلبون علينا سريعا الا ان هذا الأمر لم يحدث بل حققت الثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية الانتصار، معتبراً ان السبب في ذلك يعود الى قوة الايمان والمعتقدات، وأشار الى دور الامام الراحل (رض) في تنشئة مثل هؤلاء الافراد وقال: ان هذا الامر أثبت نظرية ان اي شعب ينهزم فقط حينما ينهزم ايمانياً وعقائدياً.
*ارغمنا اميركا على استنزاف القدرة
وقال اللواء سلامي بانه لو لم تتعرض اميركا لاستنزاف القدرة ولم تخرج من ملجأها الاستراتيجي وتُرغَم على توسيع عملياتها في الساحة لكانت قد ابتعلت العالم كله الا ان الثورة الاسلامية وبفضل قائدها وشعبها عملت بحيث ارغمت اميركا على استنزاف القدرة والاضطرار لتوظيف النفقات الا انها لم تحقق مكسبا.
واضاف القائد العام لحرس الثورة: ان اميركا التي ضغطت لعزل ايران اصبحت هي المعزولة وفقدت تدريجيا نفوذها السياسي في المنطقة والعالم واصبحت على هامش التطورات السياسية ولم تستطع صنع اي انتصار ميداني لنفسها.
*قبرنا احلام اميركا السياسية
واشار الى دور اميركا في تاسيس تنظيم داعش وقال: لقد جاءت اميركا بداعش الى الساحة وهو الامر الذي وفر الفرصة لنفوذ الثورة. لقد قمنا بلا ثمن باحباط وايقاف اميركا في هذه الساحة الكبرى وقبرنا احلامها السياسية لتحقيق الشرق الاوسط الجديد وهي الان تتراجع مرهقة ومتهالكة وعاجزة.
واعتبر في الوقت ذاته بان القوى الكبرى تشكل خطورة حتى في حال اصابتها بهشاشة العظام والسير في طريق الانحطاط والزوال والاقتراب من عتبة الانهيار.
*صمود الشعب الايراني بقيادته الحكيمة امام الحظر الاقتصادي
واشار الى صمود ومقاومة الشعب الايراني بقيادة سماحة قائد الثورة الاسلامية الحكيمة وتوجيهاته السديدة امام الضغوط الاقتصادية واجراءات الحظر الظالمة واضاف: ان الشعب الايراني لن يستعيض عن استقلاله وشرفه وحريته وكرامته باي شيء كان.
وقال: لقد حددنا عقر دار العدو ونسمع صوت هشاشة عظامه ونرى انهم يستعرضون بمهابة لكنهم مهترئون في الداخل.
واعتبر ان اميركا تقترب من تشرنوبيلها (انهيارها) واشار الى عجزها في ادارة مرض كورونا ووجود 30 مليون شخص جائع في اميركا يعتاشون على المنظمات الخيرية واضاف: ان هذه القوة الاكبر في العالم وبغية الاستعراض السياسي وانقاذ نفسها من العزلة تقوم بتطبيع العلاقات بين انظمة صغيرة وبين الكيان الصهيوني كي تُظهِر نفسها بانها مازالت موجودة وهذه هي كل هيبتها التي كانت تريد بها الهيمنة السياسية على العالم كله.
واعتبر اوضاع الفارض للحظر بانها اليوم أسوأ من المفروض عليه وقال: انه لا احد اليوم يتمنى بان يكون مواطنا اميركيا ولا يفخر احد بكونه اميركيا لان الشعب الاميركي يطلق شعار الموت لاميركا الذي امتد الى اميركا ذاتها وهو ما يعبّر عن نفوذ الخطاب السياسي للثورة الاسلامية الى قلب الاراضي المسماة اميركا.
وأكد ان الطرق العسكرية مغلقة أمام العدو وان الحرب العسكرية منتفية أساساً واضاف: لقد فتحوا (الاعداء) زاوية التغلغل السياسي والحرب النفسية.
وصرح بأن طاقات البلاد هائلة لدحر العدو في الحرب الاقتصادية وقال: ان طريق سعادتنا لا يمر عبر التعاطي مع العدو فغيض اميركا دائم وهذه هي طبيعة هذا النظام الاستكباري ولو تصالحنا معه سنتضرر وسيوجه الضربة لنا ويكسرنا ويقضي على ارادتنا.
واعتبر المساومة خدعة سياسية تطرح على الدوام من قبل القوى الشيطانية لزعزعة ارادة الشعوب، مؤكدا بانه لا ينبغي للشعب الايراني العمل في جغرافيا خدع العدو واضاف: اننا لا نقول بانه لا توجد مشاكل لدينا لكننا نتحمل الصعاب، والمشاكل قابلة للحل وسنكسر ارادة العدو لان هذا هو طريقنا ولا طريق غير ذلك.