وكان من ادعية مولانا الصادق (عليه السلام) بعد ركعتي الاستخارة:
اللـّهُمَّ إنّك خـَلقتَ أقواماً يَلجَؤونَ إلى مَطالِعٍ النـُّجومِ لأوقاتِ حَركاتِهم وَسُكونهم، وَتـَصَرُّفِهم وَعقدِهم وَحََلـِّهم، وَخلقتني أبرأ إليكَ مِنَ اللّـَّجاءِ إليها، وَمِن طلبِ الاختياراتِ بها.
وَايقـَنُ أنـَّكَ لم تُطْلِعْ أحداً على غـَيبَكَ في مَواقِعِها(۱)، وَلم تُسهِّلْ له السَّبيلَ إلى تحصيلِ أفاعِيلِها، وَأنَّك قادرٌ على نـَقلِها في مَداراتِها في مَسيرها عن السُّعودِ العامَّةِ وَالخاصَّةِ(۲) إلى النـُّحوسِ، وَمِن النـُّحوسِ الشـّامِلـَةِ وَالمُفرَدَةِ إلى السُّعودِ.
لأنَّك تمحو ما تشاءُ وَتَـُثبـِتُ وَعِندَكَ أمُّ الكِتابِ، وَلأنَّها خـَلقٌ مِن خـَلقِكَ وَصَنعَة ٌ مِن صَنعَتِكَ، وَما أسعَدتَ مَن اعْتـَمَدَ على مَخلوقٍ مِثلِهِ، وَاستـَمَدَّّ الاختيارَ لِنفسِهِ، وَهم أولئِكَ، وَلا أشقـَيتَ مَنْ اعْتـَمَدََ على الخالِقِ الذي أنتَ هو لا إلهَ إلاّ أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لكَ.
وَأسألكَ بما تـَملِكـُهُ وَتـَقدِرُ عَليهِ، وَأنتَ به مَليءٌ(۳) وَعنهُ غنيٌّ، وَإليهِ غيرُ مُحتاجٍ، وَبهِ غيرُ مُكتـَرِثٍ مِنَ الخِيَرَةِ الجامِعَةِ للسَّلامَةِ وَالعافِيةِ وَالغـَنيمَةِ لِعبدِك، مِن حَدَثِ(٤) الدُّنيا التي إليكَ فيها ضَرورَتـُهُ لِمَعاشِهِ، وَمِن خـَيراتِ الاخِرَةِ التي عليكَ فيها مُعَوَّلـُهُ وَأنا هوعَبدُكَ.
اللـّهُمَّ فـَتـَوَلَّ يا مولايَ اختيارَ خيرِ الأوقاتِ لِحَرِكـَتي وَسُكوني، وَنـَقضي وَإبرامي، وَسيري وَحُلولي، وَعقدي وَحَلـّي، وَاشدُدْ بـِتوفيقِكَ عَزمي، وَسَدِّدْ فيهِ رأيي، وَاقذِفهُ في فؤادِي، حتـّى لا يَتأخَّرَ وَلا يَتـَقـَدَّمَ وقتهُ عنـّي.
وَأبرِمْ مِن قـُدرَتِكَ كـُلَّ نحسٍ يَعرُضُ بحاجـِزٍ حَتمٍ مِن قـَضائِكَ، يَحولُ بيني وَبينِهِ، وَيُباعِدُهُ منـّي وَيباعِدُني مِنهُ، في ديني وَنفسي وَمالي وَوَلدي وَإخواني، وَأعذني(٥) مِنَ الأولادِ وَالأموالِ، وَالبَهائِمِ وَالأعراضِ، وَما أحضُرُهُ وَما أغيبُ عنهُ، وَما استـَصحِبُهُ وَما أخلـُفـُهُ.
وَحَصِّنـّي مِن كـُلِّ ذلك بعياذِكَ مِنَ الافاتِ وَالعاهاتِ وَالبَليّاتِ، وَمِنْ التـّغييرِ وَالتـَّبديلِ وَالنـَّقِماتِ، وَالمَثـُلاتِ وَمِن كـَلِمَتِكَ الحالِقـَةِ(٦)، وَمِن جَميعِ المَخوفاتِ، وَمِن سُوءِ القـَضاءِ، وَمِن دَرَكِ الشـَّقاءِ، وَمِن شَماتِةِ الأعداءِ، وَمِن الخطأِ وَالزَّلـَلِ في قـَولي وَفِعلي.
وَمَلـِّكني الصَّوابَ فيهما(۷)، بلا حَولٍ وَلا قـُوَّّةٍ إلاّ باللهِ العَليِّ العَظيمِ، بلا حَولٍ وَلا قـُوَّّةٍ إلاّ باللهِ حِرزي وَعَسكـَري، بلا حَولٍ وَلا قـُوَّّةٍ إلاّ باللهِ سُلطاني وَمَقدُرَتي، بلا حَولٍ وَلا قـُوَّّةٍ إلاّ باللهِ عِزَّتي وَمَنـَعَتي يا مَعاذ اللائذينَ.