اِلهي جُودُكَ بَسَطَ اَمَلي، وعَفْوُكَ اَعْظَمُ مِنْ عَمَلي، اِلهي فَسُرَّني بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضي فيهِ بَيْنَ عِبادِكَ، اِلهي اعْتِذاري اِلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْري يا اَكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ اِلَيْهِ الْمُسيئُونَ.
اِلهي لا تَرُدَّ حاجَتي، ولا تُخَيِّبْ طَمَعي، ولا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائي واَمَلي، اِلهي لَوْ أَرَدْتَ هَواني لَمْ تَهْدِني، ولَوْ اَرَدْتَ فَضيحَتي لَمْ تُعافِني، اِلهي ما اَظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَةٍ قَدْ أَفْنَيْتُ عُمْري في طَلَبِها مِنْكَ، اِلهي فَلَكَ الْحَمْدُ اَبَداً اَبَداً دائِماً سَرْمَداً يَزيدُ ولا يَبيدُ، كَما تُحِبُّ وتَرْضى.
اِلهي اِنْ اَخَذْتَني بِجُرْمِي اَخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ، واِنْ اَخَذْتَني بِذُنُوبي اَخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ، واِنْ اَدْخَلْتَنِي النَّارَ اَعْلَمْتُ اَهْلَها اَنّي اُحِبُّكَ، اِلهي اِنْ كانَ صَغُرَ (٦) في جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلي فَقَدْ كَبُرَ في جَنْبِ رَجائِكَ اَمَلي.
اِلهي كَيْفَ اَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالْخَيْبَةِ مَحْرُوماً، وقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّي بِجُودِكَ اَنْ تَقْلِبَني بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً، اِلهي وقَدْ اَفْنَيْتُ عُمْري في شَرَهِ (۷) السَّهْوِ عَنْكَ، واَبْلَيْتُ شَبابي في سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ، اِلهي فَلَمْ اَسْتَيْقِظْ اَيَّامَ اغْتِراري بِكَ ورُكُوني اِلى سَبيلِ سَخَطِكَ، اِلهي واَنَا عَبْدُكَ وابْنُ عَبْدِكَ (۸) قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ اِلَيْكَ.
اِلهي اَنَا عَبْدٌ اَتَنَصَّلُ (۹) اِلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ اُواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائي مِنْ نَظَرِكَ، واَطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ اِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ، اِلهي لَمْ يَكُنْ لي حَوْلٌ فَاَنْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ اِلاَّ في وَقْتٍ اَيْقَظْتَني لِمَحَبَّتِكَ، وكُلَّما (۱۰) اَرَدْتَ اَنْ اَكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِاِدْخالي في كَرَمِكَ، ولِتَطْهيرِ قَلْبي مِنْ اَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ.
اِلهي انْظُرْ اِلَيَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، واسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَاَطاعَكَ، يا قَريباً لا يَبْعُدُ عَنِ الْمُغْتَرِّ بِهِ، ويا جَواداً لا يَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ، اِلهي هَبْ لي قَلْباً يُدْنيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ، ولِساناً يَرْفَعُهُ (۱۱) اِلَيْكَ صِدْقُهُ، ونَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ.
اِلهي اِنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُولٍ، ومَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُولٍ، ومَنْ اَقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْلُوكٍ (۱۲).
(٦) قد صغر (خ ل).
(۷) شره (خ ل)، اقول: الشره: غلبة الحرص.
(۸) عبديك (خ ل).
(۹) تنصّل من الجناية: خرج وبرء.
(۱۰) كما (خ ل).
(۱۱) يرفع (خ ل).
(۱۲) غير مملول (خ ل).