بَغدادُ تبكي و(المدينةُ) تنحَبُ *** فظُلامةُ السِـبطِ التقيِّ تَـغَـرُّبُ
نزلَ المُصابُ بآلِ بيتِ محمدٍ *** فَجوادُ طـه ظامئٌ ومُـعذَّبُ
من غَيلَةِ السُـمِّ الزُّعافِ وجَمرِهِ *** يغلي حميمـاً والحَشا يتلَّهبُ
فاضَتْ بــهِ رُوحُ الإمامِ وعُينُهُ *** تَرنُو الى ربٍّ جلـيلٍ يرقُبُ
أنصارُ نهجِ الطاهرينَ تقاطرُوا *** ولِـفَقـد قائدِ أُمّـةٍ همْ مَـنْـدَبُ
صلَّى على السبطِ الشهيدِ وَريثُـهُ *** هادي الخَلِـيقةِ والامامُ الطـيِّبُ
ما كانَ ذنبُ حفيدِ أحمدَ جارِعاً *** سُمَّ الضغينةِ من يَـدٍ تَسـترهِبُ؟
غَصَبتْ مَقاليدَ الخلافةِ عُنوَةً *** شُلَّـتْ يدٌ للغاصبينَ تُـعَذِّبُ
جحَدَتْ بني خيرِ الأنامِ محمدٍ *** وتفاخرَتْ بالإثمِ وهي تُكـذِّبُ
يومَ الشُّجونِ بجنبِ دجلةَ مأتمٌ *** يَنعى الجـوادَ وعالِـماً يُستطلَبُ
هو حاملُ العِبْءِ الكبيرِ إمامةً *** بابُ المُرادِ وفي المكارِمِ مَذْهَبُ
مُجليِ الغياهِبِ عنْ قلوبٍ أضمرَتْ *** شرَّاً وكانتْ لا تمَلُّ تُصَعِّبُ
هو كاظمٌ للغيظِ شأنَ جُدُودهِ *** من آلِ بيتٍ طاهرٍ لا يُحجَبُ
عزِفُـوا عنِ الـدّنيا الغَرُورِ مفاتناً *** بل طلَّقـُوها والحقائقُ تُـعْرِبُ
تاريخُنا ضاوٍ وليسَ يُغيبُهُ *** عِلْجٌ يُـناصِبُ أحمداً ومكذِّبُ
إنَّ الإمامةَ إمـرَةٌ جُعِلتُ لِـمنْ *** رضِيَ العليمُ وبالإمامةِ أوجَبُ
وبُنـو محمدَ هم معادنُ حكمةٍ *** ووعاءُ وَحْي اللهِ بل هُـمْ أنْـجُبُ
قدْ أرخصُوا الأرواحَ يومَ ضلالةٍ *** وتنكَّبـوا الأهوالَ لـمْ يَتهرَّبُوا
تلكمْ مراقدِهُمُ علائمُ نهضةٍ *** دامتْ تضيءُ برحمةٍ وتُهَـذِّبُ
يا ليت أدمعَ عَينِنـا تَطفي لظىً *** للحاقدين وهم ضغائنُ تُلهِبُ
لا ليس ذا دينَ الذي عَشِـقَ الورى *** ودَعَاهُـمُو للحَقِّ نوراً يُطلَبُ
هذا عليٌّ خيرُكم وإمـامُكم *** وأخو نبيِّـكـُمُ ومَنْ لا يُذنِبُ
وبنُـوهُ هم بيتُ المـودّةِ عِترتي *** طوبى لمـنْ سمعـوا لهم وتقرَّبُوا
هم سادةُ الدنيا وكلُّ مَرامِهِم *** خيرُ العبادِ واُمّـةٌ تَتوثَّبُ
فَهُمُو كرامُ الأرضِ إنْ يُستكرَمُوا *** والمُنجِحُونَ لكلِّ شأنٍ يُـطلَبُ
صَلَّى الكرِيمُ على النبيِّ وآلِهِ *** فهُمُو مَلاذُ الخَلقِ بلْ نِعمَ الأبُ
يا أيّها السبطُ الجَوادُ تحيةً *** لا تنتَهي وثراكَ خيرٌ أرحَبُ
في الكاظميةِ قُبَّتانِ هوَتَهُما *** بالخافِقَينِ قوافِلٌ تتقرَّبُ
سمِعتْ وصيةَ أحمد بمَودَّةٍ *** للأقربينَ وعِترةٍ هُمْ مَكسَبُ
فأتَتْ مَشاهِدَهمْ تشمُّ نسائماً *** طفحتْ بكلِّ مُروءةٍ تُستعذَبُ
بقلم حميد حلمي البغدادي