ونقلت المجلة عن إذاعة "دلسن" الصومالية، أن مصر أرسلت وفداً إلى "صومالي لاند"، الأربعاء، لطلب موافقة الإقليم على بناء قاعدة عسكرية مصرية بحرية هناك، وعرضت القاهرة تبادل مكاتب تمثيلية مع أرض الصومال في المقابل.
ووفق المجلة، فإن هناك تقارير تفيد بأن الصومال رفضت طلبًا مماثلاً من مصر، مقابل مساعدتها عسكريا.
وأضافت أنه من المحتمل أيضًا أن مصر قدمت أو ستقدم طلبًا مماثلًا إلى إريتريا، التي التقى رئيسها "أسياس أفورقي" الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" بالقاهرة في وقت سابق من هذا الشهر.
بدوره، نقل موقع إذاعة "دلسن" الصومالية، أن رئيس إقليم أرض الصومال "موسى بيحي"، استقبل الأربعاء، وفدا مصريا ضم دبلوماسين رفيعي المستوى، وضباطا عسكريين من القوات المسلحة المصرية في قصر الرئاسة بهرجيسا.
وبحث الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقة بين مصر وأرض الصومال ورفع مستوى التعاون بينهما في كافة المجالات ولاسيما في مجالي التعليم والثروة السمكية.
كما طرح خلال اللقاء فكرة إنشاء قاعدة عسكرية مصرية في سواحل أرض الصومال المطلة على خليج عدن، حيث زار الوفد عددا من المدن الساحلية في الإقليم.
وفي الختام، اتفق الجانبان على افتتاح مكاتب لرعاية مصالح الطرفين في كل من هرجيسا والقاهرة .
وقال مصدر دبلوماسي صومالي للموقع، إن الوفد المصري غادر هرجيسا في ذات اليوم، عائدا إلى بلاده عبر طائرة خاصة دون الإدلاء بأي تصريحات حول مغزى وهدف الزيارة.
وتأتي زيارة الوفد المصري في وقت تشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا الجارة الغربية لأرض الصومال، توترا على خلفية سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على أحد فروع نهر النيل، علما بأن إثيوبيا تربطها علاقات وثيقة مع إقليم أرض الصومال الذي أعلن انفصاله عن الصومال عام 1991 وتعتبره جزءا من أمنها القومي.
كما تأتي الزيارة في وقت تشهد العلاقات المصرية- الصومالية توترا، بسبب تحفظ الحكومة الصومالية مرتين على قرار مجلس الجامعة العربية الذي رفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وتطابق مواقف الصومال من القضايا العربية مع مواقف قطر وتركيا.
ويرى مراقبون أن رغبة مصر بإنشاء قاعدة عسكرية في أرض الصومال تأتي ضمن الحرب الإعلامية، لأن مصر ترفض أساسا فكرة إنشاء قواعد عسكرية خارج حدودها نظرا لحساسيتها، ونشرت مواقع عربية في وقت سابق اهتمام مصر بإنشاء قواعد عسكرية في كل من جيبوتي وجنوب السودان وإريتريا دون تأكيد رسمي من مصر أو البلدان الأخرى.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت مصر عن بناء أكبر قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، لتعزيز قدراتها العسكرية، واعتبرتها قوة عسكرية ضاربة في البر والبحر والجو، وربطتها بمتغيرات إقليمية ودولية.